تناولت صحيفة (إسرائيل اليوم) الصادرة اليوم السبت 20/4/1013 موضوعًا عنوانه : لمن هذا الجدار ؟ جاء فيه:
اقترح رئيس الوكالة اليهودية إعداد ساحة صلاة متساوية لدى الحائط الغربي- الجنوبي, تصلي فيها نساء الحائط (يتبعن جمعية تسمى نساء من أجل الحائط الغربي). لكن اعتراضًا شديدًا من قبل الجمية الأثرية وهيئة الآثار, التي يكشف عنها للمرة الأولى, أن هذه الساحة تهدد بالإطاحة بمخطط شارانسكي حتى من قبل آن يبدأ طريقه.
هذا هو صلب موضوع الصحيفة.
ومخطط "شارانسكي هذا هو مخطط لتهويد منطقة البراق وباب المغاربة. وكما أشرنا من قبل إلى أن كل المحاولات التي ترمي إليها إسرائيل من وراء ذلك هى لجني فوائد اقتصادية أكثر منها للحفاظ على تراث ديني أوغيره. فتشير الاحصاءات إلى أن 10 ملايين سائح يزورون منطقة الحائط الغربي كل عام, والمزارات التي تم الانتهاء منها وتعدّ الآن من مصادر الدخل الرئيسية في إسرائيل.
لكن ماهو الحائط الغربي ؟
تذكر المصادر العبرية أنه جدار كان تبقى قائمًا من سور المدينة في الجزء الغربي منها, وهو ما يسمى "الحائط الغربي", أو كما يسمى "حائط المبكى" لأن اليهود اعتادوا أن يذرفوا الدموع عنده في المناسبات المختلفة, كلما حزبهم أمر جلل أو حلت بهم مصيبة, استدرارًا لعطف الرب وغفرانه. ويجهز زوار الجدار قصاصات ورقية يدونون بها معاناتهم وشكاواهم وطلباتهم من الرب, ويدسونها في فراغات الحائط, كرسائل إلى الله, كلما تكاثرت وضاق بها الحائط تجمع وتصان في مكان مخصص لذلك, ولا يجوز العبث بها, أو التفريط فيها, وبذلك تدخل في نطاق "المُقدَّس".
أما الجديد (1971م) فهو إقامة صلاة تسمى "بركة الكهنة", وهى صلاة قديمة في الأصل لتلقي البركة من الرب. تقام حاليًا عند "الحائط الغربي" حيث تتجمع حشود من الإسرائيليين في الصباح الباكر لإقامتها. ومن المعتاد صعود الحاخامات منصات مرتفعة ومباركة المصلين بثلاث بركات ولذلك يطلق عليها "البركة الثلاثية". يقف الحاخامات حفاة, يرفعون أكفهم أثناء قراءة البركة خلف شخص يسمى "الحزان" بينما يردد جمهور المصلين كلمة "آمين". تقام في ختام الصلاة مراسم ما يسمى "طاعة الملأ الأعلى", المقصود بها أن تكون العبادة مجردة للرب, وليس لأي شيء آخر. وتقرأ أجزاء من المزامير. كما يتم الدعاء بسلامة الجنود والأسرى.
ولم تذكر المصادر اليهودية "الجدار الغربي" قبل القرن الخامس عشر, لكن الاهتمام بدأ يتزايد به مع ظهور الفكر الصهيوني, وهناك من اليهود من ينكرون أي قداسة لهذا الحائط ولا يزورونه بالمرة.
وقد حاول الصهاينة شراءه !! مرات عدة؛ من ذلك محاولة حاخام الهند سنة 1850م, كما حاول السير الثري "موسى مونتفيوري" استصدار تصريح بوضع كراسي ومظلات لكن طلبه رفض, وحاول البارون "دي روتشيلد" سنة 1887م, شراء الحي المجاور للحائط لإخلائه من السكان العرب, ورفض طلبه أيضًا. وباءت جميع المحاولات السلمية للاستيلاء على الحائط.
وكانت محاولات الاستيلاء على الجدار تاخذ أحيانًا شكلا من أشكال العنف؛ ففي 22 سبتمبر من عام 1922 اندلعت اضرابات بين المستوطنين اليهود والعرب, وكذلك في طقوس يوم الغفران عام 1928, حين أصرا إدارة الوقف الفلسطينية على أن يزيل الإنجليز حاجزًا كان اليهود الأرثوذكس وضعوه للفصل بين الرجال والنساء , فقام ضابط بريكاني بإزالته.
وفي سنة 1929 اندلعت الاضطرابات من جديد إثر وضع متطرفين يهود تابعين لمنظمة تسمى "بيتار" (اتحاد عدة حركات صهيونية, قبل إعلان إسرائيل, تعتمد العنف, واتخذت اسم يوسف ترمبلدور, أبرز من خرج منها إسحاق شامير, ومناحين بيجين رؤساء وزراء إسرائيل السابقين), كراسي, ومصابيح, وستائر, عند الجدار بغرض تغيير طبيعة المكان واتخاذها الصبغة اليهودية الصهيونية. مما اضطر سلطات الاحتلال الإنجليزي لتشكيل لجنة للتحقيق واستماع شهود عيان يهود ومسلمين, وموظفين إنجليز, خلصت اللجنة من التجقيقات بالتقرير التالي:
"المسلمون هم المالك الوحيد للجدار, وللمناطق المجاورة وأن اليهود يمكنهم الوصول إلى الحائط للأغراض الدينية فحسب, على ألا ينفخوا في البوق (الشوفار), وألا يجلبوا خيام أو ستائر, أو ما شابه ذلك من ادوات. وقررت اللجنة أيضًا أن أية أدوات عبادة يحق لليهود وضعها بمقتضى الأمر الواقع بالقرب من الحلئط لا يترتب على إنشائها أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له.
وهذا الجدار يقع ضمن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م وقامت القوات الإسرائيلية بإزالة الحي المجاور له وكل البيوت الملاصقة له, وأقامت أمامه ميدانًا وأصبح الحائط بؤرة اهتمام اليهود المتدينين, بينما يسخر اليهود اللادينيون ويطلقون عليه بدلا من (هاكوتيل: الجدار), عبارة (ديسكوتيل: المرقص الليلي الديني!). لنهم لا يؤمنون بقداسته كما يدعي اليهود الأرثوذكس.
وقد ظهرت نساء يهوديات دعاة حركة تسمى " التمركز حول الأنثى"!, بالمطالبة بالمساواة الكاملة في الصلاة مع الرجال, وكونَّ جمعية تسمى "نساء من اجل الحائط" , يقمن بارتداء شال الصلاة اليهودي "طاليت" وتلاوة التوراة ومحاولة مشاركة الرجال في صلاة الجماعة على الرغم من أن تلك امور تحرمها التشريعات اليهودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق