الثلاثاء، 11 فبراير 2014

"نشيد الأناشيد" . . حقيقة أم مجاز؟ "שיר השירים" . גשמי או רוחני?



"نشيد الأناشيد" . . حقيقة أم مجاز؟ "שיר השירים" . גשמי או רוחני?
بقلم : أ.د/سامي الإمام.
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـــر.

بداية نودّ ان ننوِّه إلى أن ما نقوم به على صفحتنا هذه يندرج ضمن البحث العلمي, مجاله كل ما يتصل بالديانة اليهودية, والكتاب المقدس اليهودي (كتاب "العهد القديم"), ويعنى به أكثر الباحثين, وبعض موضوعاته قد لا تتقبله العامة, إنما يظل مجالا للبحث العلمي المتخصص.
لم يكن بمقدورنا ذكر المعاني الواردة في سفر "نشيد الأناشيد" الذي يأتي بدوره ضمن القسم المسمى بالمكتوبات بكتاب "العهد القديم", الذي قلنا إنه يتضمن ألفاظًا فاضحة خادشة للحياء, من وجهة نظرنا بالطبع, وما كنّا نهدف إليه من هذا التدقيق ابتداء هو نفي أن تكون هذه المعاني أوحى بها الله لنبي من أنبيائه. 
جدير بالذكر أن سليمان, الذي ينسب إليه هذا السفر, مجرد ملك في التراث اليهودي, وليس نبيًا جامعًا للملكيَّة معها, كما في الإسلام, وبالتالي يرى باحثون كثر أن هذا السفر يحمل معانٍ مجازية غير صريحة, او ظاهرية !؟
والمشكلة التي تواجه الباحث حينئذ, ضرورة الوصول بتلك المعاني (الفاحشة) إلى تفاسير رمزية مقنعة لجمهور القارئين للسفر, خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أنها تأتي ضمن كتابات مقدسة يُتعبد بها, فمن ذا الذي سيتحمل مسئولية تلك التفاسير الرمزية, والتي لن تكون تفسيرًا واحدًا بل تفاسير عدّة؛ كل مفسِّر سيختار الرمز الذي يوافق هواه, أو يروق له !
والأخطر هو أن فهم مراد الرب من تلك المعاني الرمزية سيتوقف كليًا, في هذه الحالة, على تفاسير المفسرين, التي قد تنزلق إلى تفاسير خاطئة, أو ترتبط بفهم قاصر, أو مزاجي, ليست ضمن مراد الرب من المعاني, لأن البشر غير معصومين من الخطأ.
افتراض:
.........
هذا السبب هو ما يجعلنا نميل إلى افتراض أن هذه النصوص دخيلة وليست من الكتابات المقدسة التي تُنسب للوحي الربَّاني.
دعم :
......
يدعم افتراضنا مبدئيًا ما ورد عن سيرة سليمان في كتاب "العهد القديم" نفسه, من أنه في أواخر عهده أحب نساء غريبات كثيرة, ومن الأمم التي حرمها الرب – بحسب التوراة – على بني إسرائيل, والتصق بهن.
يذكر سف ارملوك أن سليمان كانت له سبعمائة امرأة, بالإضافة إلى ثلاثمائة من السراري فمال قلبه إليهن, وأملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب كقلب أبيه داود. وأكثر من ذلك يرد أن سليمان ذهب وراء عشتاروت إلهة الصيدونيين, وملكوم إله العمونيين. كما ارتكب شرورًا كثيرة, وعصى الرب. وبنى مرتفعًا (نُصُب للعبادة) لـ كَمُوش (إله موآبي), ولـ مولك (إله عموني).
وبذلك ابتعد سليمان – بحسب ماذكرناه والوارد بسفر الملوك – عن عبادة الرب وطاعته. !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق