تنقسم اليهودية في إسرائيل إلى يهوديتين:
يهودية دينيّة, ويهوديّة علمانيّة. ويمكننا أن نضع تحت هذين القسمين يهوديات عدة, يتأكد من خلالها عدم وجود يهودية واحدة من ناحية ووجود تناقضات كبيرة بين اليهوديات الموجودة تصل في اختلافها إلى حدّ الاعتقاد في وجود إله, أو الاعتقاد في عدم وجود إله, وكل ذلك يجمعه "اليهودية."
يؤمن اليهود العلمانيون بالإنسان ويرون أنه خالق القيم الإنسانية, ولا يؤمنون بالله, فالله حسب اعتقادهم من صنع الإنسان !! إنهم يؤمنون بتطبيق قيم افنسانية في إطار اليهودية , وبحريتهم في أن يختاروا لأنفسهم سبل تطبيق اليهودية".
فاليهودية العلمانية هى يهودية بدون إله وهى يهودية بلا شريعة تفضل المباديء على الفرائض.
وينقسم المجتمع الإسرائيلي إلى غالبية علمانية تعطي أولوية للقيم والمباديء الإنسانية على فرائض الشريعة وأقليّة متدينة تؤمن بتقديم الشريعة على قوانين الدولة.
أدى الاختلاف الرئيس بين الغالبية العلمانية والأقلية الأرثوذكسيّة المتدينة إلى اختلاف أساسي في جميع مناحي الحياة.فهناك الاختلاف حول المرجعية الأساسية للدولة بين المرجعية العلمانية المعتمدة على القوانية العلمانية للدولة والمرجعية الدينية القائمة على أساس من الأحكام التشريعية, والاختلاف حول طبيعة الحياة في المجتمع الإسرائيلي بين حياة محكومة بالطابع الديني وبالقوانين الدينية وحياة تحكمها القوانين العامة للدولة. والاختلاف حول طبيعة التعليم بين التعليم العلماني المرتبط بالثقافة العالمية والتعليم الديني المرتبط بأسفار التوراة والتلمود, وهناك أيضًا الاختلاف حول وضع المرأة وحول حقوق الرجال والنساء. كما يختلف الفريقان أيضًا حول قانون العودة أو دخول غير اليهود في اليهودية. ومن بين موضوعات الاختلاف أيضًا الاعتراف بالتيارات اليهودية الأخرى والمذاهب؛ مثل التيار الديني المحافظ, وكذلك التيار الديني الإصلاحي. وكذا الاختلاف حول الخدمة العسكرية في الجيش, وحول فرض أحكام يوم السبت, وأحكام الشريعة الأخرى على العلمانيين, ووضع المؤسسة الدينية وعلاقتها بمؤسسات الدولة الأخرى.
وترى اليهودية العلمانية اليهودية التقليدية باعتبارها اسمًا شاملا يطلق على ثقافة اليهودي ويضم التيارات الدينية والمتحررة من الديانة. بينما ينظر اليهودي المتدين إلى اليهودية باعتبارها ديانة يعتبرها اليهودي العلماني ثقافة. وكان جوهر الثقافة اليهودية دينًا حتى القرن الثامن عشر, بينما أصبح هذا الجوهر علمانيًا في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وقد تحررت اليهودية العلمانية من الشريعة ومن الفرائض الدينية وما ارتبط بها من طقوس, ويرى اليهود العلمانيون ضرورة التمييز بين الديانة اليهودية والقومية اليهودية, والنظر إلى اليهودية على انها ليست مشروطة بالصفة الدينية. ولا يتم تحديد خصوصية الجماعة اليهودية من خلال دينها, فمعظم اليهود لا يحافظون على فرائض الدين ويقبلون اليهودية بصفتها جزءًا من التراث التاريخي والثقافي, وهى بهذه الصفة ليست ملزمة.
ويأتي التفسير اليهودي العلماني للتاريخ اليهودي مناقضًا للفهم اليهودي الديني إذ يربط العلمانيون حركة التاريخ اليهودي بالإنسان وبالظواهر والسلوكيات؛ ولا يربط حركة التاريخ بالله كما يفعل اليهود المتدينون الذين يرون ان التاريخ اليهودي هو نتيجة لعلاقة الجماعة اليهودية بالإله استنادًا إلى عقيدة العهد والاختيار والخلاص .
المصدر: من تقديم ا.د/محمد
خليفة حسن, لترجمة كتاب: اليهودية العلمانية, تأليف يعقوب ملكين, ترجمة وتعليق د.
أحمد راوي, مراجعة د. عبد الوهاب وهب الله. إصدارات مركز الدراسات الشرقية/جامعة
القاهرة.
بتصرف في بعض المواضع
بتصرف في بعض المواضع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق