يستغلق معنى مصطلح "الصهيونية" على كثيرين, ولذلك نود في البداية تعريف مصطلح "صهيونية". تأتي كلمة "صهيونية" من "صهيون" وصهيون اسم جبل في مدينة "يبوس" التي هى الاسم القديم لمدينة القدس.
تقول المصادر اليهودية إن "هيكل سليمان" أقيم على جبل صهيون في يبوس سنة 953 ق.م. واستمر وجوده كقبلة لليهود ومركز لممارسة الشعائر وأداء الطقوس الدينية إلى أن جاء البابلي "نبوخذنصر" واحتل المدينة وهدمه تمامًا, وأزاله من الوجود سنة 586 ق.م, وسبى اليهود الذين كانوا يقيمون في المدينة وأخذهم إلى بابل حيث نُفوا, وهو الحدث الذي يعرف في مصادر التاريخ بالسبي البابلي.
ويمكننا تسمية هذا التوجه بالصهيونية الدينية لأن الهدف منها كان عقائديًا أكثر من أي شيء آخر, وكذلك الصهيونية القديمة.
وقد تحقق حلم اليهود قديمًا وعادوا من الأسْر بناء على مرسوم الملك الفارسي, "قوروش" سنة 538 ق.م, الذي كان انتصر على البابليين وسمح لليهود بالعودة إلى أورشليم وإعادة بناء الهيكل, ضمن حسابات سياسية بحتة في ذلك الزمان وهى أن يكون في أورشليم سلطة تكون مواليه له تحدّ من تقدم جيوش فرعون مصر في ذاك الوقت باتجاه بلاده.
أما الصهيونية الحديثة فهي حركة سياسية قام بها بعض اليهود، بعد أن استمر اليهود في الشتات ما يقرب من 1800 عام, الهدف الرئيسي لها هو تجميع اليهود المشتتين في العالم في فلسطين، عن طريق تشجيع اليهود في أنحاء العالم على الهجرة إلى فلسطين, وإقامة تجمعات يهودية جديدة هناك.
بدأت فكرة الصهيونية الحديثة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر, بين يهود روسيا وشرق أوربا وألمانيا.
دوَّن الصحفي اليهودي "ثيودور هرتسل", حوالي عام 1895م, ويعدّ زعيمًا للحركة الصهيونية, كتابًا, بعنوان "الدولة اليهودية" وضع فيه خطة العمل لتحقيق حلم دولة أو وطن لليهود, يجمع شتاتهم في العالم.
لجأ "هرتزل" إلى فلسطين باعتبارها مسرحًا قديمًا لأحداث نشأة اليهود, حيث كانوا يعيشون هناك كجالية بين الكنعانيين وشعوب سامية أخرى عدة. واستخدم الشعارات الدينية, ووظف الدين وحاخاماته في مخاطبة وجدان اليهود الديني لإقناعهم بفكرته.
نجح هرتزل في عقد أول مؤتمر صهيوني (نسبة إلى جبل صهيون في القدس), سنة 1897, بحضور حوالي مئتين من الممثلين , وناقشوا الفكرة وتصور كيفية تنفيذها على أرض الواقع.
أنشأ هذا المؤتمر ما يعرف بـ "اللجنة الدائمة للصهيونية", التي فوضت بإنشاء فروع لها في بلاد مختلفة في العالم.
وكانت هذه الفكرة تروق للمحتلين الغربيين في ذلك الوقت بغرض التخلص من اليهود بعد انتهاء دورهم كوسطاء تجاريين في حقبة الاقطاعيين, وبتحول أوربا إلى النظام الرأسمالي, وإثارتهم للمشكلات فيها بسبب انعزالهم في أحياء خاصة تعرف بالجيتوهات, ونظرتهم المتعالية للآخرين, واعتبارهم أمميين أو وثنيين, وبشر من الدرجة الثانية.
استطاعت جهود اليهود أن تؤتي ثمارها بعد الحصول على ما يسمى "إعلان بلفور" سنة 1917 من دولة الاحتلال الإنجليزي لفلسطين, وهذا الإعلان يخولهم إقامة وطن لليهود هناك, كان من نتائجه إعلان دولة إسرائيل عام 1948, على حساب الشعب الفلسطيني وذلك عن طريق القتل والذبح وإثارة الرعب والإرهاب وتهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم بالقوة.
وتنقسم الصهيونية إلى أنواع أربعة:
1 الصهيونية الثقافية وتهدف إلى جعل إسرائيل مركزًا ثقافيًا ليهود العالم.
2 الصهيونية العملية وتهدف إلى ترتيب احتلال أرض فلسطين والعيش بها.
3 الصهيونية الاشتراكية وتهدف إلى خلق ظروف تؤدي إلى تطبيق النظام الاشتراكي.
4 الصهيونية الدينية ونهدف إلى الاحتكام إلى التشريعات اليهودية.
إذن الصهيونية هى حركة سياسية يهودية تهدف إلى تجميع يهود العالم في فلسطين باستخدام المشاعر الدينية لدى اليهود, وهناك كثير من اليهود عارضوا هذه الفكرة لأنهم يرون أن تجمع اليهود لن يكون بفعل البشر بل هو عمل إلهي يقوم به الرب حين يحلّ وقت الخلاص ويظهر ما يسمونه "المسيح المخلِّص", في آخر الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق