يسمى اليهود الذين يعيشون في شمال شرقي الهند "بني منسى" أو "بني
منشى/أو مِنَسِّه" نسبة إلى سبط منسى وهو ليس أحد أبناء يعقوب عليه السلام
الاثني عشر مباشرة : رأوبين, وشمعون, ولاوي, ويهودا, ويسّاكر, وزبولون, ويوسف,
وبنيامين, ونفتالي, وجاد, وأشير, ودان.
بل "منشى" هو الابن الأكبر لسيدنا يوسف عليه السلام لكن المصادر
اليهودية تتحدث عن أن يعقوب عليه السلام منح البركة للابن الأصغر ليوسف وهو
"إفرايم" دون البكر منشى. وكان أحفاد قبلتي منشى وإفرايم يعيشون في المملكة الشمالية بعد انقسام المملكة الموحدة, حوالي عام 930 ق.م إلى مملكتين : يهودا في الجنوب, وإسرائيل في الشمال, إلى أن وقع الغزو الأشوري عام 722 ق.م, وأجلوا إلى مناطق أخرى في آسيا.
وتعدّ الطائفة اليهودية بالهند إحدى أكبر الطوائف اليهودية في آسيا ويبلغ تعدادها 15000 نسمة, نصفهم يعيشون في مدينة بومباي ونيودلهي وبقيتهم في منطقة تسمى "كوشين" أو "قوتشين" في شمال شرقي الهند.
اهتم يهود الهند بصناعة زيوت تصفيف الشعر وصناعات ادوات التجميل والملابس الهندية. ويدرس أبناء الطائفة في مدرسة تضم أيضًا أبناء هندوس ومسلمين يشرف عليها لجنة من الطائفة اليهودية لكنهم لا يدرسون الدين بل ينصرف اهتمامهم لتدريس مواد مشتركة.
ولم يعان يهود الهند من الاضطهاد ويرجع ذلك إلى اتفاق الديانتين الهندوسية واليهودية فيما يعرف بالتجسّد الإلهي, المشهور في الهندوسية بـ "أفتار" وهى الإيمان بتجسّد الرب "فيشنو" في أرباب محلية, أو عوالم أرضية. وهو المعتقد الذي يتوافق مع الحلول الإلهي في اليهودية في بعض جوانبه.
ويختلف حاخامات إسرائيل حول مرجعية أصول يهود الهند إلى القبائل العشرة الضائعة؛ فمنهم من يؤيد أنهم ينتمون إليهم ومنهم من يعارض. وبناء على ذلك يتذبذب قرار منحهم تأشيرة دخول طبقًا للقانون الإسرائيلي بين السماح والرفض.
واعترف حاخام يهودي منذ بضع سنوات بأن قبيلة "بني منشى" هى ضمن القبائل العشرة المفقودة، داعيا إلى العمل على تهويد أفرادها، أو استكمال تهويدهم, وأوفد فريقا دينيا إلى الهند وقام بتهويد بعض أفرد القبيلة لكن السلطات الهندية منعته من استكمال عملية التهويد.
وتراجعت إسرائيل مؤخرا عن تلك السياسة، ووافقت على قدوم ما تبقى من أفراد القبيلة البالغ عددهم 7200 شخصًا. وصل 53 منهم هذا الشهر. وقيل إن 300 آخرين سيصلون في غضون الأسابيع المقبلة.
يقول بعض يهود الهند: "بعد انتظار آلاف السنين، تحقق حلمنا أخيرا", يقصدون العودة!
ولا يعتقد كل الإسرائيليين بأن جميع أفراد قبيلة بني منشى يهود الديانة، فالبعض يشكك في أن الفقر هو السبب وراء هجرتهم إلى اسرائيل, وقال البعض إن أفراد قبيلة بني منشى ليس لهم علاقة باليهود, واتهموا المستوطنين باستخدامهم لفرض واقع ديموجرافي جديد في الضفة الغربية.
وينحدر أفراد قبيلة بني منشى من ولايتي ميزورام ومانيبور القريبتين من الحدود الهندية مع ميانمار،
جدير بالذكر أن أعدادًا كبيرة منهم اعتنقت المسيحية على يد بعثات التبشير البريطانية في القرن التاسع عشر, وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يقولون إنهم حافظوا على ممارسة التقاليد والطقوس اليهودية، ومن بين ذلك تقديم الذبائح والاحتفال بالأعياد اليهودية والختان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق