ورد في شأن حكاية لوط وقوم سدوم وعامورة في التوراة ما يلي:
أقبل ملاكان على قرية سِدوم عند المساء, وكان لوط جالسًا عند باب المدينة، فما إن رأى الملاكين حتى نهض لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض،
وقال: ياسيديّ، انزلا في بيت عبدكما لتقضيا ليلتكما، واغسلا أرجلكما، وفي الصباح الباكر تمضيان في طريقكما!
قالا: لا، بل نمكث الليلة في الساحة! (مكان رحب بالمدينة)
فأصرّ عليهما جدا حتى قبلا الذهاب معه والنزول في بيته. فأعد لهما مأدبة وأعدّ فطيرًا فأكلا.
قبل أن يرقدا، حاصر رجال مدينة سدوم من فتيان ورجال، البيت،
ونادوا لوطًا: أين الرجلان اللذان استضفتهما اللّيلة؟ أخرجهما إلينا لنضاجعهما!!
فخرج إليهم لوط بعد أن أغلق الباب خلفه،
وقال: لا ترتكبوا شرًا ياإخوتِي. هوذا لي ابنتان عذراوان أخرجهما إليكم فافعلوا بهما ما يحلو لكم، أمّا هذان الرجلان فلاَ تسيئوا إليهما لأنهما لجآ إلى حمى منزلي.
فقالوا: تنحّ بعيدًا، وأضافوا: لقد جاء هذا الإنسان ليتغرب بيننا، وها هو يتحكم فينا. الآن نفعل بك شرًا أكثر منهما. وتدافعوا حول لوط وتقدّموا ليحطموا الباب. غير أن الرجلين مدّا أيديهما واجتذبا لوطًا إلى داخل البيت، وأغلقا الباب. ثم ضربا الرجال، صغيرهم وكبيرهم، الواقفين أمام باب البيت بالعمى، فعجزوا عن العثور على الباب.
نفهم إذن أن الملاكان تدخلا وأنقذا لوطًا من أهل سدوم الذين توعدوه بالسوء والشرّ لأنه لم يسمح لهم بارتكاب الرذيلة!
لكن هناك تساؤلات عدّة حول هذه القصة, منها :
1. أتي سكان المدينة كلهم؛ الأطفال والفتيان والرجال ليطلبوا أن يرووا غريزتهم الشاذة علانية بهذه الطريقة؟ لأنهم كانوا اعتادوا الوقاحة في مجالسهم وهناك ما يرجح أنهم فعلوا ذلك علنًا وعلى رؤوس الأشهاد! ولم ينتحوا جانبًا في مكان قصي!
2. كان الملاكان على هيئة فتيان بشرية حسان ويبدو أن حسنهما كان اختبارًا لأهل سدوم الشاذين ولإيقاهم في الاثم لكي يستحقوا العذاب المهين الذي سيحل بهم.
3. حاول لوط أن يقدم ابنتيه العذراوتين البريئتين إلى هذه الذئاب البشرية؟ بل ويؤكد عليهم أن لهم أن يفعلوا بهما ما يحلو لهم؟
4. تسجل التوراة أن الملاكان حين انقذا لوطًا من يد هؤلاء الفجرة ضربا القوم المتجمعين عند بيت لوط فأصابوهم جميعًا بالعمى ففشلوا في الوصول إلى مكان باب البيت.
جدير بالذكر هنا أن عدد الملائكة هو اثنان فقط بينما في قصة القرآن الكريم هم ثلاثة, وتورد التفاسير أنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام جميعًا.
لكن ماذ صنع ملاكا قصة التوراة بعد ذلك؟
"قال الرجلان (الملاكان) للوط: من لك في المدينة؟ أخرجه منها وأخرج , لأننا مهلكان هذا المكان.
لماذا يسأل الملاكان عمن للوط في المدينة ؟ ألا يعرفان ؟
خرج لوط وكلم أصهاره وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان, لأن الرب مهلك هذه المدينة!
عند الفجر أخذ الملاكان يتعجلان لوطًا قائلين: قم خذ امرأتك وبنتيك لئلا تهلك باثم المدينة. ولما توانى أمسك الرجلان بيد امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه, وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة.
ولما أخرجاهم قال أحد الملاكين للوط : انج بروحك, ولا تنظر وراإلى ورائك, ولا تقف في كل دائرة! اهرب إلى الجبل لئلا تهلك.
قال لوط: لا يا سيدي هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك, وعظمت لطفك الذي صنعت إلىّ استيفاء نفسي, وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل, إذ لعل الشرّ يدركني فأموت! فهاهى المدينة هذه قريبة للهرب, وهى صغيرة, أهرب إلى هناك, أليست صغيرة؟
فقال الملاك له : إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضًا, فلن أقلب المدينة التي تكلمت عنها أسرع بالهرب إلى هناك, لأني لا استطيع أن أفعل شيئًا حتى تجيئني إلى هناك.
لذلك دعي اسم المدينة صوعِر!. وإذا أشرقت الشمس على الأرض, دخل لوط إلى صوعِر.
فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا, وقلب المدن وكل ما فيها, وجميع سكان المدن ونبات الأرض, ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح, وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه امام الرب, وتطلع نحو سدوم وعمورة, ونحو كل أرض الناحية, فرأى دخانًا يصعد كدخان الأتون.
ويذكر اللاهوتيون, تبريرًا لإنزال الرب العقاب بالنساء أن إثم عمورة كان نقيضًا لإثم سدوم؛ إذ يذكرون أن في سدوم تعالى صراخ النسوة اللواتي هجرهنّ أزواجهنّ ليستمتعوا بممارسة اللواط, أمّا في عمورة فقد تعالى صراخ الرجال الذين هجرتهم نساؤهم ليمارسن السحاق!
وهنا نسأل: هل نزل غضب الرب بالجميع أبرياء وعصاة؟
ولم نعرف من هما صهري لوط!
ومن الجدير بالذكر النظر في مسألة تحول امرأة لوط إلى عمود ملح! جراء التفاتتها إلى مدينتها؟ ولماذا تحولت إلى عمود ملح بالذات؟
الغريب في الأمر أن المؤرخ اليهودي "يوسيفوس", الذي عاش في القرون الميلادية الإولى يؤكد أنه رأى بأم عينيه وانه كان بإمكانه أن يلمسه!؟
في الوقت الذي يؤكد فيه الباحثون المتتبعون لهذه القصة ان الرومان حين قدموا إلى فلسطين محتلين وجابوا مدنها وقراها عرضًا وطولا لم يكن لعمود الملح هذا اي أثر يذكر!!
أقبل ملاكان على قرية سِدوم عند المساء, وكان لوط جالسًا عند باب المدينة، فما إن رأى الملاكين حتى نهض لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض،
وقال: ياسيديّ، انزلا في بيت عبدكما لتقضيا ليلتكما، واغسلا أرجلكما، وفي الصباح الباكر تمضيان في طريقكما!
قالا: لا، بل نمكث الليلة في الساحة! (مكان رحب بالمدينة)
فأصرّ عليهما جدا حتى قبلا الذهاب معه والنزول في بيته. فأعد لهما مأدبة وأعدّ فطيرًا فأكلا.
قبل أن يرقدا، حاصر رجال مدينة سدوم من فتيان ورجال، البيت،
ونادوا لوطًا: أين الرجلان اللذان استضفتهما اللّيلة؟ أخرجهما إلينا لنضاجعهما!!
فخرج إليهم لوط بعد أن أغلق الباب خلفه،
وقال: لا ترتكبوا شرًا ياإخوتِي. هوذا لي ابنتان عذراوان أخرجهما إليكم فافعلوا بهما ما يحلو لكم، أمّا هذان الرجلان فلاَ تسيئوا إليهما لأنهما لجآ إلى حمى منزلي.
فقالوا: تنحّ بعيدًا، وأضافوا: لقد جاء هذا الإنسان ليتغرب بيننا، وها هو يتحكم فينا. الآن نفعل بك شرًا أكثر منهما. وتدافعوا حول لوط وتقدّموا ليحطموا الباب. غير أن الرجلين مدّا أيديهما واجتذبا لوطًا إلى داخل البيت، وأغلقا الباب. ثم ضربا الرجال، صغيرهم وكبيرهم، الواقفين أمام باب البيت بالعمى، فعجزوا عن العثور على الباب.
نفهم إذن أن الملاكان تدخلا وأنقذا لوطًا من أهل سدوم الذين توعدوه بالسوء والشرّ لأنه لم يسمح لهم بارتكاب الرذيلة!
لكن هناك تساؤلات عدّة حول هذه القصة, منها :
1. أتي سكان المدينة كلهم؛ الأطفال والفتيان والرجال ليطلبوا أن يرووا غريزتهم الشاذة علانية بهذه الطريقة؟ لأنهم كانوا اعتادوا الوقاحة في مجالسهم وهناك ما يرجح أنهم فعلوا ذلك علنًا وعلى رؤوس الأشهاد! ولم ينتحوا جانبًا في مكان قصي!
2. كان الملاكان على هيئة فتيان بشرية حسان ويبدو أن حسنهما كان اختبارًا لأهل سدوم الشاذين ولإيقاهم في الاثم لكي يستحقوا العذاب المهين الذي سيحل بهم.
3. حاول لوط أن يقدم ابنتيه العذراوتين البريئتين إلى هذه الذئاب البشرية؟ بل ويؤكد عليهم أن لهم أن يفعلوا بهما ما يحلو لهم؟
4. تسجل التوراة أن الملاكان حين انقذا لوطًا من يد هؤلاء الفجرة ضربا القوم المتجمعين عند بيت لوط فأصابوهم جميعًا بالعمى ففشلوا في الوصول إلى مكان باب البيت.
جدير بالذكر هنا أن عدد الملائكة هو اثنان فقط بينما في قصة القرآن الكريم هم ثلاثة, وتورد التفاسير أنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام جميعًا.
لكن ماذ صنع ملاكا قصة التوراة بعد ذلك؟
"قال الرجلان (الملاكان) للوط: من لك في المدينة؟ أخرجه منها وأخرج , لأننا مهلكان هذا المكان.
لماذا يسأل الملاكان عمن للوط في المدينة ؟ ألا يعرفان ؟
خرج لوط وكلم أصهاره وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان, لأن الرب مهلك هذه المدينة!
عند الفجر أخذ الملاكان يتعجلان لوطًا قائلين: قم خذ امرأتك وبنتيك لئلا تهلك باثم المدينة. ولما توانى أمسك الرجلان بيد امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه, وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة.
ولما أخرجاهم قال أحد الملاكين للوط : انج بروحك, ولا تنظر وراإلى ورائك, ولا تقف في كل دائرة! اهرب إلى الجبل لئلا تهلك.
قال لوط: لا يا سيدي هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك, وعظمت لطفك الذي صنعت إلىّ استيفاء نفسي, وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل, إذ لعل الشرّ يدركني فأموت! فهاهى المدينة هذه قريبة للهرب, وهى صغيرة, أهرب إلى هناك, أليست صغيرة؟
فقال الملاك له : إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضًا, فلن أقلب المدينة التي تكلمت عنها أسرع بالهرب إلى هناك, لأني لا استطيع أن أفعل شيئًا حتى تجيئني إلى هناك.
لذلك دعي اسم المدينة صوعِر!. وإذا أشرقت الشمس على الأرض, دخل لوط إلى صوعِر.
فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا, وقلب المدن وكل ما فيها, وجميع سكان المدن ونبات الأرض, ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح, وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه امام الرب, وتطلع نحو سدوم وعمورة, ونحو كل أرض الناحية, فرأى دخانًا يصعد كدخان الأتون.
ويذكر اللاهوتيون, تبريرًا لإنزال الرب العقاب بالنساء أن إثم عمورة كان نقيضًا لإثم سدوم؛ إذ يذكرون أن في سدوم تعالى صراخ النسوة اللواتي هجرهنّ أزواجهنّ ليستمتعوا بممارسة اللواط, أمّا في عمورة فقد تعالى صراخ الرجال الذين هجرتهم نساؤهم ليمارسن السحاق!
وهنا نسأل: هل نزل غضب الرب بالجميع أبرياء وعصاة؟
ولم نعرف من هما صهري لوط!
ومن الجدير بالذكر النظر في مسألة تحول امرأة لوط إلى عمود ملح! جراء التفاتتها إلى مدينتها؟ ولماذا تحولت إلى عمود ملح بالذات؟
الغريب في الأمر أن المؤرخ اليهودي "يوسيفوس", الذي عاش في القرون الميلادية الإولى يؤكد أنه رأى بأم عينيه وانه كان بإمكانه أن يلمسه!؟
في الوقت الذي يؤكد فيه الباحثون المتتبعون لهذه القصة ان الرومان حين قدموا إلى فلسطين محتلين وجابوا مدنها وقراها عرضًا وطولا لم يكن لعمود الملح هذا اي أثر يذكر!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق