الاثنين، 31 مارس 2014

هل النقاب عادة يهودية ؟؟ האם הרעלה היא מנהג יהודי ??


 
كانت الداعية الإسلامية الدكتورة / آمنة نصير , أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر/ فرع الطالبات, ذكرت منذ أشهر عدة أن النقاب عادة يهودية, وأن "موسى بن ميمون" كان يعدّ المرأة اليهودية التي تخرج من منزلها بدون غطاء الرأس والوجه خارجة عن الديانة اليهودية"...........................................................
وهذا كلام غير دقيق, لأن التشريعات اليهودية كما ذكرنا, لم تتطرق إلى تغطية وجه المرأة, وإنما ذكرت غطاء رأسها فقط, بالصورة والتفاصيل والأحكام التي ذكرناها في صفحة "غطاء رأس المرأة". كما لم نقرأ فيما اطلعنا عليه من المصادر العبرية في شأن غطاء رأس المرأة هذا الحكم الذي ذكرته. وأن الحكم الذي ذكر, عند مخالفة المرأة ما يعرف في اليهودية بقواعد الاحتشام (צניעות), هو أنها تعرض نفسها للطلاق دون الحصول على ما يعرف بـ "نفقات العقد".
ويندرج الحديث عن وجوب تغطية شعر رأس المرأة, في اليهودية, تحت عنوان (آداب العفة والاحتشام), وقد وصفت آداب العفة هذه في المشنا والتلمود البابلي بأنها من العقيدة اليهودية (خلافًا لعقيدة موسى) أي أنها أحكام للعفة قبلها شعب إسرائيل على الرغم من أنها لم تأت في التوراة. والمرأة التي تتجاوزها تعرّض نفسها للطلاق دون الحصول على نفقات العقد.
وقد سنّ الراب "يوسف كارو" في كتابه "شولحان عاروخ" تشريعًا, بعد ختام التلمود بألف سنة, نصه :
"أن بنات إسرائيل لا يذهبن إلى السوق حاسرات الرأس, سواء العزبة أو المتزوجة"
ومع ذلك فإن المرأة المتزوجة يمكنها تغطية شعرها بغلالة رقيقة فقط – منديل – طالما كانت في فناء بيتها, أما إذا خرجت للأماكن العامة فيجب أن تضيف على هذه الغلالة غطاء آخر يستر الشعر تمامًا.
واستنتج الحكماء أن غطاء الرأس الذي يجمع الشعر ولا يستر الرأس تمامًا (الشبكة) لا يخالف التشريع. وبمرور الزمن أضيفت محاذير كجزء من كمال عفّة النساء ما أدى إلى توسيع نطاق الأماكن التي تجب على النساء تغطية رؤوسهن فيها. وبينما يسري هذا الحظر, على الأماكن العامة فقط, فإن أعراف العفة والاحتشام شددت الأحكام ووسعت المجال وجعلت الحظر يشمل أيضًا الانتقال بين الساحات والممرّات الداخلية.
لكن الحظر الأكثر تشددًا في شأن تغطية رأس المرأة يتضح في كتاب الـ "زوهر" فيحظر على المرأة أن تظهر حاسرة الرأس حتى لو كانت في بيتها, وعليها أن تحرص على عدم إظهار حتى خصلة واحدة من شعر رأسها لأهل بيتها؛ لأنها بذلك تجلب اللعنة على زوجها وأبناء بيتها, وقد تتسبب في موت أبنائها بالأمراض والأوبئة (بحسب المصدر العبري).
ومع أن كتاب الزوهر ليس كتابًا تشريعيًا فإن بعض الأسر, التي تتمسك بالطرق الصوفية اليهودية, تسير على هديه وتتبع تعاليمه في هذا الشأن. فيرتدي بعضهم رجالا ونساء غطاءين للرأس؛ كيباه وفوقها قبعة للرجال, أو وشاح وفوقه قبعة للنساء, لأسباب فكرية صوفية : فالغطاءان يمثلان مستويين للتفكير والتأمل, أو مستويين في مخافة الرب.
وقد أصدر أحد كبار المرجعيات الدينية المعاصرة, الراب "موشى پينيشتاين" (1895 – 1986) حكمًا يسمح للمرأة بأن تكشف شعر رأسها مادامت في بيتها مع زوجها وأهل بيتها. وأن قصة بائعة الطحين التي وردت بالتلمود, التي ذكرناها سابقّا, هى أمر استثنائي لأننا لم نسمع عن عفّة كهذه حتى في الأجيال السابقة.
ويرتبط حجم المساحة التي يجب سترها, من الشعر, وشكلها بأعراف الطائفة, وكذا بتقاليد المكان, ابتداء بغطاء يستر مقدم الرأس ومعظمه, وانتهاء بغطاء على رأس حليق تمامًا, أو على شعر مستعار.
وبحسب الشريعة اليهودية لا يُعد كشف شعر الرأس سببًا من أسباب الطلاق؛ ولذلك لا يسارع حاخامات العصر الراهن إلى التفريق بين الأزواج وهدم الأسر على خلفية هذه العلّة. وهذا على سبيل المثال, حكم الحاخام "عوڤاديا يوسف" خلال فترة توليه منصب حاخام في مصر, في أوائل الخمسينات من القرن العشرين :
(لكن في عصرنا, وبسبب آثامنا فإن معظم فتيات إسرائيل لا يرتدين زي العفة, لأنهن يفتقرن إلى المعرفة الصحيحة بسبب اتباعهن للحداثة, وبعضهن يفعل ذلك خجلا من صديقاتهن, وليس ذلك حاشا لله نيّة في البغاء؛ ولا يجوز تطليقهن بسبب ذلك ... في هذا الوقت ... ومن أجل ذلك أوصيت أولئك الساعين لإحلال السلام والوئام بين الزوج وزوجته الذين نشأ خلاف بينهما على الرغم من أن الزوجة لا تتبع آداب العفة والاحتشام ولا تغطي رأسها كما يأمر الدين).
وفي إجابة على شخص يطلب طلاق زوجته بحجة أنها لا تغطي رأسها كما هو مطلوب – كتب الراب عوڤاديا :
(لما كان معظم الناس في زمننا الحالي لا يشددون على زوجاتهم بعدم الخروج إلى السوق برأس حاسرة..وما إلى ذلك؛ فلا يجوز فرض الطلاق على الزوجة بالإكراه بهذه الحجة ... ناهيك عن أن طلب الزوج لا يبدو فيه حسن نية أو نزاهة ضمير بل جاء بمؤامرة ضد زوجته ليطلقها بالإكراه وبدون حقوق).
ولقد حدثت تغيرات عدة في غطاء رأس المرأة طبقًا للعادات والتقاليد في كل زمان ومكان في أنحاء بلاد المنفى ( بلاد الشتات بالنسبة لليهود). وقد شملت أغطية رأس المرأة أنواعًا مختلفة من الأوشحة, والشيلان, والقبعات, والشعر المستعار بطرق متعددة (الطبيعي, والصناعي) وكان هناك بالضرورة ربط بين التقاليد السائدة المميزة للأزياء في المكان وما يقتضيه التشريع اليهودي.
يميز غطاء رأس المرأة, في العصر الراهن, المرأة المتزوجة (تمييزًا لها عن المرأة العزبة), كما يميز الانتماء الديني أو الطائفي للمرأة؛ فالنساء المنتميات إلى طائفة الأرثوذوكس (المتشددات) عادة ما يغطين رؤوسهن بشعر مستعار. وتغطي النساء التابعات للتيار الديني القومي؛ وكذلك النساء الشرقيات, رؤوسهن بأوشحة ملونة أو بقبعات مختلفة الأنواع والأشكال طبقًا للعرف السائد.
وتتمسك بعض النساء بصرامة وجوب تغطية شعر الرأس جميعه؛ بينما يسمح البعض الآخر بإخراج خصلة من الشعر من القبعة أو الوشاح. وهناك من تغطي معظم شعر الرأس مع السماح بظهور الشعر عند حواف القبعة أو الوشاح.
بعض النساء الأرثوذوكس؛ مثل ساكنات حي "مآه شعاريم" بأورشليم - يتمسكنّ بصرامة بكل ما يتصل بشعر المرأة وغطاء رأسها؛ فالنساء المتزوجات مطالبات بحلق شعورهن تمامًا وارتداء وشاح أسود محكم على رأس حليق.
موسوعة "الفكر العقدي اليهودي" د. سامي الإمام.
ملحوظة :
الكتابة المدوّنة أسفل الصورة المرفقة ترجمتها:
أحمدي نجاد : نساء إيران مستعدات منذ زمن لمواجهة انفلونزا الخنازير الصهيونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق