(اسمع يا إسرائيل الرب إِلهنا رب واحد، فأحبوا الرب إلهكم من كل قلوبكم
ونفوسكم وقوّتكم. وضعوا هذه الكلمات التي أوصيكم بها على قلوبكم، وقصّوها
على أولادكم، وتحدّثوا بها حين تجلسون في
بُيوتكم، وحين تسيرون في الطّريق، وحين تنامون، وحين تنهضون. اربطوها علامة
على أيديكم، واجعلوها عصائب على جباهكم. اكتبوها على قوائم أبواب
بُيُوتِكم وبوّابات مدنكم.)يطلق على هذه الآيات "شِمَاع", وهى
صيغة فعل أمر في العبرية, بمعنى "اسمع" والخطاب موجه ليس لفرد بل للجماعة؛
جماعة بني إسرائيل. وهى مقدمة لآيات تقرأ في الصلوات. والـ شِمَاع تقرأ في
صلاتي الصباح "شِحْرِيت", والمساء "عِرْڤيت", ولا تتلى في صلاة وقت
الظهيرة. وعلى اليهودي أن ينطق بعبارة التوحيد "الرب إلهنا رب واحد" قبل
موته, أو ينطق له بها أحد حضور لحظات خروج روح اليهودي.
ولو امعنّا النظر في هذا التوحيد لأدركنا انه توحيد تخصيصي, بمعنى أنه يخصص الإله, مع توحيده, على جماعة من البشر هم الإسرائيليين, أو اليهود, وهو ما يتنافى مع جوهر الوحدانية لله تعالى كما في العقيدة الإسلامية؛ ففي حين يشهد الفرد في الإسلام بأن لا إله إلا الله – إله العالمين واحد أحد, نجد الـ شماع يبدأ بـ "الرب إلهنا", وهى عبارة تستخدم ضمير المتكلمين التي تعطي بعدًا جماعيًا قوميًا, فهو يخصص الإله ويجعله مقصورًا على اليهود والشعب المختار! وهو ما يتضمن وجود آلهة أخرى لغير اليهود وبالتالي يحمل توجهًا شِركيًا واضحًا.
جدير بالذكر هنا أن نشير إلى أشياء مقدسة تعدّ أساسية لاكتمال إيمان اليهودي يرد ذكرها في آيات التوحيد التي نحن بصدد الحديث عنها هى:
أولها : وضع هذه الكلمات على القلوب؛ بمعنى استذكارها الدائم وعدم مفارقتها لقلب اليهودي, وقصها على الولاد حين الجلوس في البيوت, وحيت السير في الطريق, وعند النوم, وعند الاستيقاظ.
ثانيها : ربطها كعلامة على الأيدي, وعلى الجباه " اربطوها علامة على أيديكم، واجعلوها عصائب على جباهكم "؛ وهى ما يعرف بالتفلِّين, وقد ذكرنا سابقًا انه عبارة عن صندوقين صغيرين من جلد بداخلهما هذه العبارات مدونة على رقائق, وهو من جزئين, الأول يربط على الجبهة, والثاني يربط على الذراع الأيسر فالساعد فاليد سبع لفات.
ثالثها: وضعها علامة على أبواب الدور والمدن "اكتبوها على قوائم أبواب بُيُوتِكم وبوّابات مدنكم"؛ وهى ما يعرف بوصيّة الباب, الميزوزاه, وهى عبارة صندوق صغير أسود اللون بداخله قطعة من جلد حيوان طاهر بحسب شعائر اليهودية, ومنقوش عليها الآيتان الأوليان من الـ "شماع" (اسمع). ومكتوب على ظهرها كلمة "شَدَّي". تلّف قطعة الجلد هذه جيدًا وتوضع بطريقة معينة بحيث تظهر كلمة "شَدَّي" من ثقب صغير بالصندوق. وكلمة "شدّي" هى الحروف الأولى من الجملة العبرية "شومير دِلاتوت يسرائيل", التي تعني "حارس أبواب إسرائيل". وقد جرت العادة بين اليهود المتدينين أن يقبِّلوا وصية الباب عند الدخول والخروج, ولكن بالإمكان الاكتفاء بلمسها ثم لثم أصابع اليد بعد ذلك إذا كان تقبيلها سيسبب إزعاجًا للشخص طويل القامة أو قصيرها.
وتكتمل هذه المنظومة التوحيدية بالأهداب في ذيل ثياب اليهودي, حيث أمرهم الرب بعملها والاهتمام بتذكر كل ما يربط اليهودي بعقيدته, نقرأ عنها :
(وقال الرب لموسى: أوص شعب إسرائيل وقل لهم: اصنعوا على مدى أجيالكم، أهدابًا في أذيال ثيابكم وضعوا على هدب الذَّيل خيطًا أزرق. فترون أهدابكم هذه وتذكرون كل وصاياي وتطيعونها، ولا تغوون أنفسكم باتّباع شهوات قلوبكم وعيونكم. عندئذ تتذكرون أن تطيعوا جميع وصاياي وتتقَدسوا لإلهكم فأنا الرب إلهكم الذي أخرجكم من ديار مصر ليكون لكم إلهًا. أنا الرب إلهكم).
نلاحظ ان الله تعالى اهتم بربط اليهودي بماديات عدة لعلمه بطبيعته فكلفه بكل هذه المقدسات وربط تمام إيمانه بالمحافظة عليها والمواظبة على تعهدها وتذكر آيات التوحيد في كل سكناته وحركاته!
والمتأمل في نصّ آيات الشهادة بوحدانية الرب في اليهودية يجدها بعيدة كل البعد عن شهادة التوحيد في الإسلام على الرغم من التقارب الذي يبدو من الألفاظ المستخدمة!.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر.
ولو امعنّا النظر في هذا التوحيد لأدركنا انه توحيد تخصيصي, بمعنى أنه يخصص الإله, مع توحيده, على جماعة من البشر هم الإسرائيليين, أو اليهود, وهو ما يتنافى مع جوهر الوحدانية لله تعالى كما في العقيدة الإسلامية؛ ففي حين يشهد الفرد في الإسلام بأن لا إله إلا الله – إله العالمين واحد أحد, نجد الـ شماع يبدأ بـ "الرب إلهنا", وهى عبارة تستخدم ضمير المتكلمين التي تعطي بعدًا جماعيًا قوميًا, فهو يخصص الإله ويجعله مقصورًا على اليهود والشعب المختار! وهو ما يتضمن وجود آلهة أخرى لغير اليهود وبالتالي يحمل توجهًا شِركيًا واضحًا.
جدير بالذكر هنا أن نشير إلى أشياء مقدسة تعدّ أساسية لاكتمال إيمان اليهودي يرد ذكرها في آيات التوحيد التي نحن بصدد الحديث عنها هى:
أولها : وضع هذه الكلمات على القلوب؛ بمعنى استذكارها الدائم وعدم مفارقتها لقلب اليهودي, وقصها على الولاد حين الجلوس في البيوت, وحيت السير في الطريق, وعند النوم, وعند الاستيقاظ.
ثانيها : ربطها كعلامة على الأيدي, وعلى الجباه " اربطوها علامة على أيديكم، واجعلوها عصائب على جباهكم "؛ وهى ما يعرف بالتفلِّين, وقد ذكرنا سابقًا انه عبارة عن صندوقين صغيرين من جلد بداخلهما هذه العبارات مدونة على رقائق, وهو من جزئين, الأول يربط على الجبهة, والثاني يربط على الذراع الأيسر فالساعد فاليد سبع لفات.
ثالثها: وضعها علامة على أبواب الدور والمدن "اكتبوها على قوائم أبواب بُيُوتِكم وبوّابات مدنكم"؛ وهى ما يعرف بوصيّة الباب, الميزوزاه, وهى عبارة صندوق صغير أسود اللون بداخله قطعة من جلد حيوان طاهر بحسب شعائر اليهودية, ومنقوش عليها الآيتان الأوليان من الـ "شماع" (اسمع). ومكتوب على ظهرها كلمة "شَدَّي". تلّف قطعة الجلد هذه جيدًا وتوضع بطريقة معينة بحيث تظهر كلمة "شَدَّي" من ثقب صغير بالصندوق. وكلمة "شدّي" هى الحروف الأولى من الجملة العبرية "شومير دِلاتوت يسرائيل", التي تعني "حارس أبواب إسرائيل". وقد جرت العادة بين اليهود المتدينين أن يقبِّلوا وصية الباب عند الدخول والخروج, ولكن بالإمكان الاكتفاء بلمسها ثم لثم أصابع اليد بعد ذلك إذا كان تقبيلها سيسبب إزعاجًا للشخص طويل القامة أو قصيرها.
وتكتمل هذه المنظومة التوحيدية بالأهداب في ذيل ثياب اليهودي, حيث أمرهم الرب بعملها والاهتمام بتذكر كل ما يربط اليهودي بعقيدته, نقرأ عنها :
(وقال الرب لموسى: أوص شعب إسرائيل وقل لهم: اصنعوا على مدى أجيالكم، أهدابًا في أذيال ثيابكم وضعوا على هدب الذَّيل خيطًا أزرق. فترون أهدابكم هذه وتذكرون كل وصاياي وتطيعونها، ولا تغوون أنفسكم باتّباع شهوات قلوبكم وعيونكم. عندئذ تتذكرون أن تطيعوا جميع وصاياي وتتقَدسوا لإلهكم فأنا الرب إلهكم الذي أخرجكم من ديار مصر ليكون لكم إلهًا. أنا الرب إلهكم).
نلاحظ ان الله تعالى اهتم بربط اليهودي بماديات عدة لعلمه بطبيعته فكلفه بكل هذه المقدسات وربط تمام إيمانه بالمحافظة عليها والمواظبة على تعهدها وتذكر آيات التوحيد في كل سكناته وحركاته!
والمتأمل في نصّ آيات الشهادة بوحدانية الرب في اليهودية يجدها بعيدة كل البعد عن شهادة التوحيد في الإسلام على الرغم من التقارب الذي يبدو من الألفاظ المستخدمة!.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق