أودّ في البداية أن أؤكد أن أمانة البحث تفرض على الباحث أن يكون محايدًا حين التصدي لبحث موضوعات محلّ خلاف بين أصحاب المعتقدات. "والطريقة العلمية تقتضيك إذا أردت بحثًا, من هذا النوع, أن تمحو من نفسك كل رأي وكل عقيدة سابقة في هذا البحث, وأن تبدأ بالملاحظة والتجربة, ثم بالموازنة والترتيب, ثم بالاستنباط القائم على هذه المقدمات العلمية. والبرهان هو طريق المعرفة, وهو وإن كان نوعًا من أنواع القياس إلا أنه يجب أن تكون مقدماته قطعية حسيّة, أو منتهية إلى الحسّ, أو مُدركة بالبداهة, أو معتمدة على التجربة الكاملة أو الاستقراء التام, على ما هو معروف في المنطق.
وقد قرر الإمام الغزالي في أحد كتبه أنه جرّد نفسه من جميع الآراء ثم فكّر وقدّر, ورتب ووازن, وقرّب وباعد, وعرض الأدلة وهذبها وحللها؛ ثم اهتدى بعد ذلك كله إلى أن الإسلام حق, وإلى ما اهتدى إليه من آراء.وقد فعل ذلك ليجافي التقليد, وليكون إيمانه إيمان المستيقن المعتمد على الدليل والبرهان, ذلك الإيمان الذي لا يختلف المسلمون في صحته ونجاة صاحبه. (من كتاب "حياة محمد, للدكتور/محمد حسين هيكل, ص 12-13).
وبناء على ذلك فإن أردنا دراسة معجزة الإسراء والمعراج كما تراها اليهودية فيجب النظر بعين المحايد إلى ما جاء في مصادرهم بشأن هذا الحدث العظيم, وحتى لا نعبأ بسخريتهم في بعض جوانبه وتفاصيله.
والمهم هو أن نكون على معرفة وعلم بما تعنيه تلك المعجزة في فكرهم الديني وما هى ردودهم على ما جاء عنها في القرآن الكريم, والأحاديث النبويّة, والتراث الإسلامي بعامة.
فيقتضي بحث موضوع معجزة الإسراء والمعراج وما حولها من أحداث دراسة الجوانب التاريخية والدينية لمسرح الأحداث للحقبة التي وقعت فيها تلك المعجزة؛ فيكون مطلوب الإلمام بتاريخ منطقة فلسطين, حينذاك, سنة 621 ميلادي, حيث لم تكن فلسطين قد دخلها المسلمون, ومعروف أن فتح فلسطين كان في عهد الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب, سنة 16 هـ - 637 ميلادية.
فتقفز إلى الأذهان إذن افتراضات عدة قبل الدخول في نظرة اليهود إلى معجزة الإسراء والمعراج :
1. أن المعجزة وقعت قبل فتح فلسطين, بزمن قصير (ربما 17 عامًا).
2. أن عمر بن الخطاب, الذي فتحت فلسطين في عهده, هو الذي تسلم مفتاح مدينة القدس, من البطريرك الروماني "صفرونيوس".
3. لم يكن بمدينة القدس أية أبنية حجرية غير "كنيسة القيامة", أي لم يكن بها لا هيكل يهودي, ولا مسجد إسلامي (في صورة بناء).
4. أن البطريرك "صفرونيوس" عرض على عمر بن الخطاب, أن يصلي داخل كنيسة القيامة, لكن عمر رفض ذلك خوفًا من أن يتخذها المسلمون من بعدة مسجدًا.
5. ورد بالحديث الشريف أن الأعراب حين سألوا الرسول صلى الله عليه عن صفة المسجد الأقصى أظهره الله له فوصفه.
6. ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالنبيين إمامًا في المسجد الأقصى وقيل إن عدد الأنبياء يربو على 24 ألف نبي – فأين البناء الذي يستوعب هذا العدد من النبيين, في ذلك العصر, وقبل دخول الإسلام فلسطين؟
7. من الثابت تاريخيًا أن عمر بن الخطاب أخذ يبحث عن موضع الهيكل فلم يجد سوى أكوام القمامة وكان الرومان بنوا مكان الهيكل معبدًا لجوبيتر كبير آلهتهم, وكان الفرس هدموه تمامًا, وكان بموضعه كومةمن القمامة, فأخذ يحثو بيديه الشريفتين التراب عن المكان, وقيل بُني في هذا المكان مسجد عمر بن الخطاب.
8. المسجد الأقصى على صورته الحالية لم يبن إلا في العصر الأموي سنة 86 هـ.
9. أن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان ربط الدابة (البراق) في حلقة بسور قديم متبقي لحدود المدينة, ولم يكن سورًا لأي بناء مقدس.
10. هدم الهيكل الثاني اليهودي وسويت به الأرض تمامًا, ولم يتبق منهشيء, سنة 136م على يد القائد الروماني "هادريان", وطرد اليهود من فلسطين.
كل ذلك مع الأخذ في الاعتبار الحديث الشريف الذي ورد فيه أن المسجد الأقصى كان بعد بناء الكعبة المشرفة بأربعين عامًا.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
وقد قرر الإمام الغزالي في أحد كتبه أنه جرّد نفسه من جميع الآراء ثم فكّر وقدّر, ورتب ووازن, وقرّب وباعد, وعرض الأدلة وهذبها وحللها؛ ثم اهتدى بعد ذلك كله إلى أن الإسلام حق, وإلى ما اهتدى إليه من آراء.وقد فعل ذلك ليجافي التقليد, وليكون إيمانه إيمان المستيقن المعتمد على الدليل والبرهان, ذلك الإيمان الذي لا يختلف المسلمون في صحته ونجاة صاحبه. (من كتاب "حياة محمد, للدكتور/محمد حسين هيكل, ص 12-13).
وبناء على ذلك فإن أردنا دراسة معجزة الإسراء والمعراج كما تراها اليهودية فيجب النظر بعين المحايد إلى ما جاء في مصادرهم بشأن هذا الحدث العظيم, وحتى لا نعبأ بسخريتهم في بعض جوانبه وتفاصيله.
والمهم هو أن نكون على معرفة وعلم بما تعنيه تلك المعجزة في فكرهم الديني وما هى ردودهم على ما جاء عنها في القرآن الكريم, والأحاديث النبويّة, والتراث الإسلامي بعامة.
فيقتضي بحث موضوع معجزة الإسراء والمعراج وما حولها من أحداث دراسة الجوانب التاريخية والدينية لمسرح الأحداث للحقبة التي وقعت فيها تلك المعجزة؛ فيكون مطلوب الإلمام بتاريخ منطقة فلسطين, حينذاك, سنة 621 ميلادي, حيث لم تكن فلسطين قد دخلها المسلمون, ومعروف أن فتح فلسطين كان في عهد الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب, سنة 16 هـ - 637 ميلادية.
فتقفز إلى الأذهان إذن افتراضات عدة قبل الدخول في نظرة اليهود إلى معجزة الإسراء والمعراج :
1. أن المعجزة وقعت قبل فتح فلسطين, بزمن قصير (ربما 17 عامًا).
2. أن عمر بن الخطاب, الذي فتحت فلسطين في عهده, هو الذي تسلم مفتاح مدينة القدس, من البطريرك الروماني "صفرونيوس".
3. لم يكن بمدينة القدس أية أبنية حجرية غير "كنيسة القيامة", أي لم يكن بها لا هيكل يهودي, ولا مسجد إسلامي (في صورة بناء).
4. أن البطريرك "صفرونيوس" عرض على عمر بن الخطاب, أن يصلي داخل كنيسة القيامة, لكن عمر رفض ذلك خوفًا من أن يتخذها المسلمون من بعدة مسجدًا.
5. ورد بالحديث الشريف أن الأعراب حين سألوا الرسول صلى الله عليه عن صفة المسجد الأقصى أظهره الله له فوصفه.
6. ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالنبيين إمامًا في المسجد الأقصى وقيل إن عدد الأنبياء يربو على 24 ألف نبي – فأين البناء الذي يستوعب هذا العدد من النبيين, في ذلك العصر, وقبل دخول الإسلام فلسطين؟
7. من الثابت تاريخيًا أن عمر بن الخطاب أخذ يبحث عن موضع الهيكل فلم يجد سوى أكوام القمامة وكان الرومان بنوا مكان الهيكل معبدًا لجوبيتر كبير آلهتهم, وكان الفرس هدموه تمامًا, وكان بموضعه كومةمن القمامة, فأخذ يحثو بيديه الشريفتين التراب عن المكان, وقيل بُني في هذا المكان مسجد عمر بن الخطاب.
8. المسجد الأقصى على صورته الحالية لم يبن إلا في العصر الأموي سنة 86 هـ.
9. أن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان ربط الدابة (البراق) في حلقة بسور قديم متبقي لحدود المدينة, ولم يكن سورًا لأي بناء مقدس.
10. هدم الهيكل الثاني اليهودي وسويت به الأرض تمامًا, ولم يتبق منهشيء, سنة 136م على يد القائد الروماني "هادريان", وطرد اليهود من فلسطين.
كل ذلك مع الأخذ في الاعتبار الحديث الشريف الذي ورد فيه أن المسجد الأقصى كان بعد بناء الكعبة المشرفة بأربعين عامًا.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق