بعد سقوط مملكة الخزر, في القرن العاشر الميلادي, بعد استيلاء الروس
بمعاونة البيزنطيين على مناطقهم الشاسعة, توجه حاكم الخزر والعائلات الغنية
معه إلى غرب أوروبا, أخذين معهم كل ما استطاعوا حمله من ثروات وأموال وذهب. بينما انتشر ما تبقى من الخزر في شرق أوروبا.ولذلك يرى بعض الباحثين أن يهود غرب أوروبا (الإشكنازيم), واللذين يشكلون
غالبية يهود العالم في أوروبا وأمريكا اليوم, لا يمكن عدّهم امتدادًا لعرق
بني إسرائيل القديم, كما أن ليست هناك صلة تاريخية أو اجتماعية بهم على
الإطلاق.
وتقدر نسبة يهود الاشكناز, الذين يرجعون إلى أصول خزريّة, بـ 90% من يهود العالم, وإذا كان البحث يرجح أن يكون الخزر من أصول تركية سلجوقية, فهذا يعدّ سببًا في حرصهم على استمرار علاقتهم بيهود الشرق في اليمن, والعراق, والشام, وأفغانستان, وإيران, وغيرها من البلاد التي تدين بالإسلام. وهذا ما سهل مهمة انتشار اليهود بعد ذلك في الإمبراطورية العثمانية.
كان "سليمان القانوني"؛ السلطان العاشر للدولة العثمانية, في القرن الخامس عشر, تزوج من فتاة بالغة الجمال, تدعى "روكسلان", يقال إنها كانت يهوديّة خزرية وقعت في أسر المسلمين, في حروب بمنطقة القرم, فقدموها هدية للسلطان فتزوجها، ولما كان يهيم بحبها فقد سمح لها بالتدخل في شئون الحكم، فطلبت من السلطان أن يسمح لليهود الذين طُردوا من الأندلس مع المسلمين, بالاستيطان في أرجاء الدولة العثمانية، والذين يطلق عليهم "يهود الدونمة"، الذين سيكون لهم دور رئيسي فيما بعد في سقوط الخلافة العثمانية!!
والدونمة هم طائفة من يهود تركيا, من أتباع يهودي ادّعى أنه المسيح المنتظر اليهودي، اسمه "شفتاي تسيفي", لكنه أسلم بعد أن تم القبض عليه، فتبعه قسم من اليهود الذين عرفو لاحقاً بالشفتيين أو الدونمة, والدونمة "Dönmeh" كلمة تركية تعني "العائد" أو "المرتد"، وقد أختارها الأتراك وأطلقوها على هؤلاء اليهود المتظاهريين بالإسلام، حيث أضمروا اليهودية في نفوسهم.
ولد "شفتاي" في مدينة إزمير التركية, في الربع الأول من القرن السابع عشر الميلادي, لأبوين يهوديين مهاجرين من أسبانيا، وقام بنشاط كبير في تنشيط الفكرة وتأصيلها، وبعد أن توفي سار أتباعه على دربه في محاولة للحفاظ على وحدة وتواصل الجماعة.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
وتقدر نسبة يهود الاشكناز, الذين يرجعون إلى أصول خزريّة, بـ 90% من يهود العالم, وإذا كان البحث يرجح أن يكون الخزر من أصول تركية سلجوقية, فهذا يعدّ سببًا في حرصهم على استمرار علاقتهم بيهود الشرق في اليمن, والعراق, والشام, وأفغانستان, وإيران, وغيرها من البلاد التي تدين بالإسلام. وهذا ما سهل مهمة انتشار اليهود بعد ذلك في الإمبراطورية العثمانية.
كان "سليمان القانوني"؛ السلطان العاشر للدولة العثمانية, في القرن الخامس عشر, تزوج من فتاة بالغة الجمال, تدعى "روكسلان", يقال إنها كانت يهوديّة خزرية وقعت في أسر المسلمين, في حروب بمنطقة القرم, فقدموها هدية للسلطان فتزوجها، ولما كان يهيم بحبها فقد سمح لها بالتدخل في شئون الحكم، فطلبت من السلطان أن يسمح لليهود الذين طُردوا من الأندلس مع المسلمين, بالاستيطان في أرجاء الدولة العثمانية، والذين يطلق عليهم "يهود الدونمة"، الذين سيكون لهم دور رئيسي فيما بعد في سقوط الخلافة العثمانية!!
والدونمة هم طائفة من يهود تركيا, من أتباع يهودي ادّعى أنه المسيح المنتظر اليهودي، اسمه "شفتاي تسيفي", لكنه أسلم بعد أن تم القبض عليه، فتبعه قسم من اليهود الذين عرفو لاحقاً بالشفتيين أو الدونمة, والدونمة "Dönmeh" كلمة تركية تعني "العائد" أو "المرتد"، وقد أختارها الأتراك وأطلقوها على هؤلاء اليهود المتظاهريين بالإسلام، حيث أضمروا اليهودية في نفوسهم.
ولد "شفتاي" في مدينة إزمير التركية, في الربع الأول من القرن السابع عشر الميلادي, لأبوين يهوديين مهاجرين من أسبانيا، وقام بنشاط كبير في تنشيط الفكرة وتأصيلها، وبعد أن توفي سار أتباعه على دربه في محاولة للحفاظ على وحدة وتواصل الجماعة.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق