السبت، 22 نوفمبر 2014

كيف تعدّ بحثًا أكاديميًا – 2 איך לערוך מחקר אקדמי ?

عرفنا إذن, ممّا سبق, أن المقصود بالبحث الصفّي هو إتاحة فرصة ممارسة عمل البحث, والتعرف على المصادر المتعلقة بالتخصص, والتعود على الانتفاع بالمكتبة واستخدام آليات البحث, وبلورة أسلوب خاص بالباحث في عرض الأفكار المختلفة وتقديمها في لغة يسيرة تؤدي المطلوب.
وهذه المرحلة هى مرحلة الإعداد الأولي على طريق إتقان عمل الأبحاث وأسميها مرحلة "بِرْكَةُ السِبَاحَة" حيث يلعب الأستاذ دور مدرب السباحة فيها.
يخرج الطالب من هذه مرحلة إعداد البحث الصفّي وقد اكتسب خبرة لا بأس بها لإجراء أبحاث أخرى أكبر أهميّة, كما يصبح إجراء الأبحاث لديه عادة لا تكلفه عناء ولا مشقة, وتتقدم قدرته وإمكاناته على إصدار الأحكام والقرارات الصائبة ليس في نطاق تخصصه الدقيق فقط بل في جميع مناحي الحياة.

صفات يجب توافرها في الباحث :
تقتضي الطريقة العلمية إذا أردت عمل بحث جيد أن تمحو من نفسك كل رأي وكل عقيدة سابقة لك في مجال هذا البحث, وبذلك تتوطّن على الحيادية التامة المطلوبة للبحث. تبدأ بالملاحظة, والتجربة, ثم الموازنة والترتيب, ثم الاستنباط المبني على المقدمات العلمية فإذا وصلت إلى نتيجة من ذلك كانت نتيجة علمية خاضعة بطبيعة الحال للبحث والتمحيص, ولكنها تظل علمية ما لم يثبت البحث العلمي تسرّب الخطأ إلى ناحية من نواحيها. وهذه الطريقة العلمية هى أسمى ما وصلت إليه الإنسانية في سبيل تحرير الفكر.

ومن أهم صفات يجب أن تتوافر في الباحث :
حب العلم, والذكاء, والخيال الخلاق, والدأب والمثابرة, وقوّة الذاكرة, الشكّ والتثبت؛ ومعناه عدم الاقتناع بالآراء المطروحة حول موضوعه بسهولة بل لابد من التأكد من صحتها, وعدم قبول كل ما يقرؤه على أنه قضية مسلمة لكن عليه أن يعمل فيه نظره ويقلب فكره ولايعد الشك عيبًا في الباحث بل ميزة مهمة.

أخلاقيات تجب مراعاتها خلال عمل البحث, وبعده:
منها الأمانة؛ فهى من أسس نجاح الباحث, فلا يقتبس شيئًا من أعمال الآخرين دون الإشارة إلى صاحب العمل, ولا يقتبس ويغير فيما اقتبسه بالنقصان أو الزيادة, فهذا تحريف للحقيقة وظلم لصاحب العمل المنقول منه. والأمانة تتطلب الالتزام بالحقيقة ونتيجة البحث من غير ليّ لعنق هذه الحقيقة وحرفها عن مسارها الصحيح إرضاء لرأي شخصي وإذعانًا للهوى. ومنها الإنصاف؛ فيعرض الآراء المخالفة لرأيه في مناقشة هادئة دون تشويه أو تجاوز. ويجب إنصاف الجميع دون تحيّز لأحد على حساب أحد. ومنها ضرورة ذكر أعمال السابقين في موضوع البحث, وجهودهم المبذولة فيه, مع إمكانية تصحيح الأخطاء إن وجدت بالدليل. ومنها الاعتراف بفضل من قدموا له يد العون. ومنها عدم إنكار الأخطاء التي وقع فيها أثناء عمل البحث, والمسارعة في تصحيحها, لتجنيب الآخرين الانجرار وراءه ونقل هذه الأخطاء لقراء جدد.
يتبع – التالي "مراحل إعداد خطة البحث"
بالتوفيق والسداد . .
د. سامي الإمام
أستاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق