الخميس، 6 نوفمبر 2014

نسخة PDF من : الشهود وشاهد الزور - دراسة مقارنة بين الشريعتين اليهودية والإسلامية העדים ועד שקר, עיון משווה בין שתי הדתות היהודית והאיסלמית

اهتمت التوراة اهتمامًا كبيرًا بالأخلاق وربطتها بشكل عام بمراد الرب من الإنسان, في إشارة إلى صلة الأخلاق بالدين؛ فالأخلاق هى مراد الخالق من بني الإنسان, والدين هو الطريق الموصِّل إليها. ومن هذه الزاوية تكون هناك أهمية كبرى للأخلاق في التوراة, باعتبارها أول ديانة كبرى تأتي بشرائع سماوية لإصلاح أحوال البشر.
لقد اشتملت تلك التشريعات على النهي عن الإضرار بالغير واستغلال الضعيف, والدعوة إلى العدل في القضاء, وعدم أخذ الرِّشى, وعدم الجور والظلم, والدفاع عن الضعيف, وحسن العلاقة بالغريب والفقير والعبد.
كل ذلك من مباديء الأخلاق وجوهره هذا المبدأ التوراتي : (ولكن تحب قريبك كما تحب نفسك، فأنا الرب).
ويُعِدّ القانون التوراتي العدل أساس جميع الأحكام. وليس في القانون تمييز بين الوصايا الأخلاقية, أو التعبدية, أو القضائية. لكن أنبياء "إسرائيل" جعلوا المسائل الأخلاقية في مركز العقيدة الإسرائيلية. وهى الموضوع الأساس, الذي يأتي مرارًا وتكرارًا, في دعاوى الأنبياء, أكثر من الدعاوى التعبدية. كما حرص التشريع التوراتي على الاهتمام بالقواعد والقوانين التي تحفظ العلاقة بين الإسرائيليين بعضهم البعض وتصونها من عبث المخالفين.

ومن أبرز ما حافظت عليه التشريعات لإرساء علاقات حسنة بين الناس التركيز على قضية الشهود وخطورة شهادة الزور في زمن كانت المعاملات فيه تستدعي بشدة وجود شهود على البيوعات والقروض والرهونات والمعاملات المختلفة, فضلا عن شيوع الجرائم التي يستدعي اثباتها وجود شهود لكي تطبق العقوبات المقررة عليها باطمئنان بعيدًا عن الشبهة ويؤدي ذلك إلى تخويف الناس من الاجتراء على الوصايا والبعد عن الرذائل والمحرمات وبالتالي استقرار الجماعة ونموها وازدهارها.
يهدف البحث – من ناحية - إلى التعرف على تشريع الشهادة والشهود في مصادر الديانة اليهودية, وما يتعلق بها من شروط وإجراءات, ومكانة المرأة في الشهادة, ومقارنة ذلك بما ورد في المصادر الإسلامية والنظر في الفروقات بينها أو ما يميِّز كل من التشريعين, وما أتى به الإسلام من جديد.
ويهدف من ناحية أخرى إلى رصد التأثير الإسلامي في فكر العلماء اليهود خاصة أولئك الذين تمتعوا بقدر كبير من الحرية في كنف الحكم العربي الإسلامي لبلاد الأندلس ونخصّ منهم العلامة اليهودي "موسى ابن ميمون" مؤلف كتاب "مشنيه توراه", الذي قدم شروحًا وتفسيرات للمِشْنا فيما يخص الأحكام الشرعية بصورة عامة متأثرًا بالفقهاء المسلمين وحضارتهم الإسلامية.

فيشير "جولد تسيهر" إلى تأثر اليهودية بالإسلام بقوله : إن كتاب "مِشْنِيه تُورَاه" أي: تثنية التوراة, الذي يمثِّل حجر الزاوية في الشريعة اليهودية بترتيبه وبنائه ليس سوى ترتيب لمواد الشريعة الضخمة وفق النظام الذي وضعه وسار عليه فقهاء المسلمين).
 رابط التحميل : 
http://www.4shared.com/office/hymlf3zKce/_____.html
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وهذا توثيق البحث لمن يريد استخدام معلوماته في أبحاث أخرى :
جامعة الأزهـر, مجلة كلية اللغات والترجمة, العدد 49, لسنة2011, الصفحات من 9 إلى 99
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق