السبت، 3 يناير 2015

عن سيد الخلق "محمد" صلى الله عليه وسلّم في التوراة .. 3 ‫#‏אודות_רבון_הבריות_מוחמד_עליו_התפלות_והשלום_בתורה‬

اعتنق حبر من أحبار اليهود الدين الإسلامي, في زمن السلطان بايزيد العثماني سلطان تركيا, وسمى نفسه عبد السلام, وكان متضلعًا في اللغة العبرانية مجيدًا لدراسة التوراة خبيرًا بتفسيراتها وتوضيح ما خفي منها من كلام الأنبياء الذي كان أكثره رموزًا انطوت على مقاصد خفية لا يمكن إدراكها إلا عند حدوث ما تشير إليه, ولذلك ألف كتابًا سماه (الرسالة الهادية) يردّ فيها على بني قومه السابقين من اليهود, وقد أورد في هذه الرسالة كلام جد بني إسرائيل الذي سلفت الإشارة إليه, وترجمها من اللغة العبرية في التوراة إلى اللغة العربية حسب الآتي :
لا يزول الحكم من يهودا – ولا راسم من بين رجليه حتى يجيء الذي له وإليه تجتمع الشعوب".

وقال عنها إن :
المراد من الحاكم من يهودا هو موسى عليه السلام لأنه بعد يعقوب ما جاء صاحب شريعة إلا موسى. والمراد من الراسم هو عيسى عليه السلام, لأنه بعد موسى ما جاء صاحب شريعة إلا عيسى, وبعدهما ما جاء صاحب شريعة إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم, لذلك كان هو المراد من كلام يعقوب في آخر الأيام لأنه ما جاء بعد الحاكم والراسم صاحب شريعة إلا هو, ويدل عليه أيضًا قوله : حتى يجيء الذي له – أي الذي له الحكم, وأما قوله وإليه تجتمع الشعوب فهى دلالة واضحة وعلامة صريحة على النبي محمد, صلى الله عليه وسلم لأن الشعوب ما اجتمعت إلا إليه وكان دينه عالميًا إلى الناس والشعوب جميعًا بوصفه رسولا بشيرًا ونذيرًا للعالم أجمع.
4 . وجاء عن هاجر, ووليدها إسماعيل, عليهما السلام, ومكة (فاران), في التوراة:
"وسمع الله بكاء الصبي، فنادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها: ما الذي يزعجك ياهاجر؟ لا تخافي، لأَن الله قد سمع بكاء الصبي من حيث هو ملقى. قومي واحملي الصبي، وتشبثي به لأنني سأجعله أمّة عظيمة. ثم فتح عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة وسقت الصبي. وكان الله مع الصبيّ فكبر، وسكن في صحراء فاران، وبرع في رَمي القوس" سفر التكوين 21 : 17 - 20
فجملة : "قومي واحملي الصبي، وتشبثي به لأنني سأجعله أمّة عظيمة"
معناها الواضح الذي لا يحتاج شرح قومي احملي هذا الطفل واحتفظي به فإن منه محمدًا وذريته ستكون أمة كبيرة.
أما عبارة "وبرع في رمي القوس" فهى واضحة الدلالة على سيدنا إسماعيل عليه السلام ويؤيدها ما جاء في التراث العربي من أن إسماعيل عليه السلام كان مولعًا بالصيد والرمي في صغره. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا".
5 . ورد في سفر التثنية :
"لهذا أُقيم لهم نبيًا من بين إخوتهم مثلك، وأضع كلامي في فمه، فيخاطبهم بكل ما آمره به". التثنية 18 : 18
وعبارة "نبيًا من بين اخوتهم" تفيد أن هذا النبي المرتقب ليس من بني إسرائيل بل من بين أخوتهم الآخرين, في إشارة إلى بني إسماعيل لأن بني إسماعيل هم أخوة لبني إسرائيل بن إسحاق لأن الجميع أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي هو أب لجميع الأمم, وأب لجميع الأنبياء.
وعبارة "وأضع في فمه" إشارة إلى أميّة هذا النبي المنتظر, فهو لا يقرأ ولا يكتب ولذلك قال سأضع رسالته في فمه, فينقل إلى أتباعه كل ما يأمره به الرب.
6 . وجاء على لسان موسى عليه السلام:
"أقبَل الرب من سيناء، وأشرف عليهم من سعير، وتألق في جبل فاران؛ جاء محاطًا بعشرات الأُلوف من الملائكة وفي يمينه سنة من نار. حقًا إنك أنت الذي أحببت الشعب؛ وجميع الأطهار (المؤمنين) في يدك" التثنية 33 : 2
وتفسير هذه الآية, كما يقول المؤلف, هى وصية من سيدنا موسى, عليه السلام, عن الله تعالى حين وفاة سيدنا موسى وهى آخر وصاياه فلهذا أخبرهم بالرسولين المعظمين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأوصاهم بأن شريعة الله جاءت من سيناء بواسطته (موسى), وستشرق عليهم بواسطة عيسى من ساعير – فلم يبق إلا أن تستعلن من جبل فاران والمراد به مكة – ومعه ألوف الأطهار ورمز به إلى سيدنا محمد خاتم الأنبياء ومعه تلك الألوف من الصحابة الأطهار.
وعبارة "في يده سنة من نار" هى شريعة الإسلام لأن فيها وعدًا ووعيدًا وحربًا وجهادًا فأحرقت المشركين ومحقتهم وأدخلتهم النار وبئس المصير,. وقد فسرت تفسيرًا حديثًا بمعنى "شريعة".
(يتبع)
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق