الجمعة، 13 فبراير 2015

تنظيم (داعش) في صحافة إسرائيل (3)

شنّ أيمن الظواهري, هجومًا عنيفًا على أبو مصعب الزرقاوي, في أعقاب مقتل رجل الأعمال الأمريكي اليهودي "نيك بيرج" بحجة أن نشر صور ومقاطع القتل في وسائل الإعلام يؤدي إلى فقدان تعاطف المسلمين وهبوط لسمعة التنظيم! وبناء على ذلك تم إيقاف النشر والبث, وكانت قوات أمريكية بالعراق عثرت على شرائط مصورة لم يتم بثها إعلاميًا بها ما لا يقل عن 80 عملية قطع رأس لأناس اختطفوا وقتلوا في العراق!. وعلى الرغم من اعتراض الظواهري على جرائم قطع الرؤوس إلا أن سلوك تنظيم التنظيم (فرع القاعدة بالعراق/داعش) لم يتغير تجاه المدنيين بل زاد التنظيم من عملياته ونفذ جرائمه في دول أخرى عدة؛ كمصر والأردن, ولبنان, واليمن.
عُين أبو بكر البغدادي زعيمًا للتنظيم بعد مقتل أبو أيوب المصري (أبو حمزة المهاجر), في 2012, ومارس التنظيم الإرهاب والقتل ضد قوات الشرطة العراقية وعناصره متخفية في زي قوات شرطة عراقية خاصة! راح ضحيتها عشرات من الجنود العراقيين. وبدأ البغدادي منذ ذلك الوقت فرض نفوذه على المناطق التي يسيطر عليها ويفرض ما يسمى (حكمًا إسلاميًا) فيها, بالإضافة إلى مدّ نفوذه إلى حدود سوريا الشرقية في 2013.
وكان أيمن الظواهري طلب من داعش الاكتفاء بالقتال في العراق وترك سوريا لما يسمى (جبهة النصرة), التي هى بدورها ذراع القاعدة في سوريا, لكن البغدادي رفض طلب الظواهري ما جعل الأخير يقطع صلاته بالقاعدة في العراق (البغدادي). لذلك غير التنظيم اسمه من فرع القاعدة بالعراق إلى الدولة الإسلامية في العراق وسوريا/الشام (داعش).
تمكنت ميليشيات داعش في يونيو 2014 من السيطرة على معظم مناطق (الموصل), من أكبر المدن العراقية, والمهمة أيضًا, في الشمال. وهو ما أدى إلى فرار مئات الآلاف من السكان من مناطق سيطرته, وسيطر أيضًا على (تكريت), واحتلال (تل عفر) وإعدام ما يزيد على 1700 جندي عراقي, أسروا وأعدموا بطريقة بشعة!
تقدمت عناصر ميليشيات داعش في سوريا نحو الحدود اللبنانية أيضًا واشتبكت في معارك مع قوات الجيش اللبناني وحزب الله وتمكنت من احتلال مواقع تابعة لحزب الله والجيش اللبناني. تمكن حزب الله فيما بعد من دحر ميليشيات داعش وإعدام أسرى وقعوا في أيديهم.
استعان تنظيم داعش في يونيو 2014, ب 6000 قاتل مرتزقة في الأراضي العراقية, و4000 مقاتل من المرتزقة في سوريا, من بينهم أجانب من الشيشان وتركيا وبلاد أوروبية عدة. ويبلغ عدد المقاتلين المرتزقة الأجانب في عناصر داعش طبقًا لأحد المصادر 15 الفًا.
ولا يقتصر إرهاب داعش على القتل فقط بل يتعداه إلى التخيير بين الإسلام أو الموت ؟! فبعد احتلال مدينة سينجار التي يقطنها اليزيديون/الأزيديون (طائفة دينية وعرقية من الأكراد, يرجع تاريخها وعقيدتها الفاسدة إلى يزيد بن معاوية من بني أميّة!), خُيِّر سكانها بين الدخول في الإسلام أو مواجهة القتل, منهم من رفض وقتل ما يزيد عن 500 يزيدي, واغتصبت نساؤهم وبناتهم! وعرضت فتيات أخريات منهم للبيع في سوق للرقيق!
فرّ آلاف اليزيديين من مواطنهم وتحصّنوا بالجبال ومكثوا محاصرين. تمكنت ميليشيات داعش خلال ذلك من احتلال سدّ الموصل وساد خوف من إقدامهم على تفجير السدّ, أو التحكم في الكهرباء المتولدة منه. تمكن الأكراد بمعاونة القوات الأمريكية التي أخذت على عاتقها مباشرة قصف جوي على تجمعاتهم من تحرير سد الموصل المهم.
نشر تنظيم داعش في سبتمبر الماضي عملية ذبح الصحافي الإسرائيلي الأمريكي "ستيفن سوتلوف".
وظهر نتيجة إجرام داعش ما سمي بـ "سياحة الإرهاب" من قبل مواطنين أوربيين متطرفين بزعم اشتراكهم في الجهاد في الشرق الأوسط. تبنّت أمريكا عمليات تدريب متمردين من سوريا على أراضي المملكة العربية السعودية للقتال ضد داعش.
**********************
هذا ولا يفوت القاريء الكريم أن ما قدمته في هذه المنشورات عن (داعش) هو من وجهة النظر الصهيونية بما عليها من مآخذ وتربص بالمنطقة كلها واتصالها بالميديا العالمية التي تنشر الأخبار بعد بث سمومها فيها بالقدر الذي تراه وفي المكان الذي تريد فيه مصالحها والتربة البَشريّة المهيئة لانتاح نبت جديد مهجن بجينات, ومُحمَّل بصفات وملامح يحتاجون إليها لتكون مطواعة للتحريك عن بُعْد لاستعمالها وقت الحاجة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق