هؤلاء الدواعش الذين يعيثون في الأرض فسادًا؛ تقتيلا وترويعًا للآمنين,
ونهبًا للثروات والمقدرات, يتسمَوْنَ بأحسن الأسماء؛ الدولة الإسلامية,
ويتخذون شعارًا أغلى شيء في الوجود؛ "الحيــــــاة"!! - أليس غريبًا؟ . . .
لا!
هم في ذلك لا يختلفون كثيرًا, لو دققت النظر, أو محّصت الفكر, عن كل أولئك الفاسدين الذين نعرفهم جيدًا وخبرناهم مرات عدّة في مسيرة الحياة, دواعش قدامى؛ فكثير من التجار يبدأون حياتهم بإطلاق أسماء لا تخصّ البيع والشراء في شيء, كـ "مكّة", و"المدينة المنوّرة", و"طيبة", و"تجارة الأمانة", و"الإخلاص", وغير ذلك ممّا نعرفه - وحين تتعامل معهم يتأكد لك أن غالبية من يتسمى بهذه الأسماء القيّمة هم لصوص ونصّابون!!
وكثير من تجار الفاكهة حين تتعامل معهم تتأكد أن أغلبهم يتقنون نوعًا ما من السحر! ترى الأمور طبيعية أمام عينيك وحين تصل إلى بيتك تفتح كيس الفاكهة فتجد شيئًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي وضعته بيديك عنده!
أما إذا رُوج لمشروع ما, أو قال مندوب شركة ما : "أنت في يد أمينة"! فاحذر كل الحذر ممّا وراء هذه العبارة, وبعض مَن يقولها!, وما سيصيبك لو لم تأخذ حذرك! وتتحصّن بالأدعية والتدابير اللازمة.
وهو الأمر نفسه حين تبشِّر الحكومة الشبابَ المسكين الظاميء للاستقرار وعفة النفس, والعثور على شقة تجمعه هو وفتاة أحلامه, بعبارة "مساكن محدودي الدخل", أو "الإسكان الاقتصادي للشباب" فكل ذلك بعيد عن الواقع المؤلم والمرّ حين تعلم أن سعر هذه الشقق لا يقل سعر الشقة صغيرة المساحة وربما لا تتعدى 70 مترًا لا يقل سعرها عن 300 ألف جنيه!! (يعني أنا شخصيًا شغال أستاذ جامعة منذ أكثر من 25 عامًا لا استطيع حتى التطلع إلى هذا الحلم!!)
أما إذا أطلقت الحكومة على مدينة ما أو على حيّ سكني أو منطقة ما "حي الزهور", أو "مدينة الفردوس", أو "الواحة", أو "جنة الأشجار", أو ما شابه ذلك من المسميات التي تجذبك وتجعلك تتخيل مكانًا من الجنّة! . . فتأكد أن هذه الأماكن مألها إلى "مقالب زباااالة", أو خرابات!!
نعم ولا تتعجب فهذه هى الحقيقة نعرفها جيدًا – تسميَّة الشيء بما يناقض أو يضاد مستقبله؛ وهو بالضبط ما يبدو حين زيارة مسئول كبير من تجميل للمكان بتعليق الزينات, وزرع الأشجار المعدّة لهذه المناسبات, وتعبيد بعض الشوارع المحظيّة بسير السيد المرتقبة زيارته عليها, وفرش الأرض بالبُسُط الثمينة, و, و ,و ..
ومن هذا النفاق الذي يجيده التجار, وكبار النصّابين واللصوص, والمخادعين, سلوك كثير من الأطباء المحسوبين على مهنة الإنسانية وملائكة الرحمة, فيحدد استشارته ب500 جنيه (فقط!), وتجد سيادته جالسًا في مكتبه وكأنه ملَكَ ناصية الطب والشفاء!, فيستمع إلى بعض! حديثك بالكاد على مضض!! وربما يُلقي بما أتيت به من اشعات وروشتات وتحاليل في سلة المهملات أمام عينيك, قبل أن ينظر فيها, ويوصيك كأنه حكيم الدنيا بعمل غيرها – لكن, لكن, - عند س, وص, ممّن يثق فيهم؛ معارفه يعني!! وفي أحسن الحالات سيكتب لك أدوية غالية الثمن وكثيرًا ما يحدد لك الصيدلية التي تشتري منها الدواء الموصوف!
أما الطامة الكبري الداعشيّة بحق – في نظري – فهى وعود كبار المسئولين (الكاذبة) لفض الاحتجاجات والمنازعات, والمشكلات الطارئة والمستديمة والمتوسطة بين هذه وتلك !! بمعسول الوعود, التي تدغدغ مشاعر الناس وتداعب أحلامهم بغد مشرق تنساب فيه المُفْرِحَات من كل حدب وصوب!! فهؤلاء المسئولون داعشيون كبار!
ولا احتاج لشرح هذه الصورة الكارثية التي عاني منها شعبنا المطحون ولا يزال وسيظل! لأن الناس تعرفها عن قرب, بل تعيش فيها, فشعبنا يقضي عمره كله في انتظار, وراء انتظار, وراءه وعود خادعة كاذبة من مسئولين كبار في الدولة !!
أما آن الآوان لهذا الانتظار أن ينتهي؟ ويرزقنا الله بأناس لديهم من الشرف ما يجعلهم يفكرون قبل توزيع الوعود الكاذبة هنا وهناك, وألا يقولوا ما لا يفعلون!؟
هم داعشيون قبل داعش ولا فرق, ويبدو أن "داعش" هم افرازاتهم العفنة التي نجحوا بامتياز في لفظها وإطلاقها لتُكمِّل مسيرة الهدم والتخريب والفساد !!
"دواعش قدامى ودواعش جُدُد"!!
والناس بين فكي الداعشَين"!
والله المستعان . .
د. سامي الإمام
هم في ذلك لا يختلفون كثيرًا, لو دققت النظر, أو محّصت الفكر, عن كل أولئك الفاسدين الذين نعرفهم جيدًا وخبرناهم مرات عدّة في مسيرة الحياة, دواعش قدامى؛ فكثير من التجار يبدأون حياتهم بإطلاق أسماء لا تخصّ البيع والشراء في شيء, كـ "مكّة", و"المدينة المنوّرة", و"طيبة", و"تجارة الأمانة", و"الإخلاص", وغير ذلك ممّا نعرفه - وحين تتعامل معهم يتأكد لك أن غالبية من يتسمى بهذه الأسماء القيّمة هم لصوص ونصّابون!!
وكثير من تجار الفاكهة حين تتعامل معهم تتأكد أن أغلبهم يتقنون نوعًا ما من السحر! ترى الأمور طبيعية أمام عينيك وحين تصل إلى بيتك تفتح كيس الفاكهة فتجد شيئًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي وضعته بيديك عنده!
أما إذا رُوج لمشروع ما, أو قال مندوب شركة ما : "أنت في يد أمينة"! فاحذر كل الحذر ممّا وراء هذه العبارة, وبعض مَن يقولها!, وما سيصيبك لو لم تأخذ حذرك! وتتحصّن بالأدعية والتدابير اللازمة.
وهو الأمر نفسه حين تبشِّر الحكومة الشبابَ المسكين الظاميء للاستقرار وعفة النفس, والعثور على شقة تجمعه هو وفتاة أحلامه, بعبارة "مساكن محدودي الدخل", أو "الإسكان الاقتصادي للشباب" فكل ذلك بعيد عن الواقع المؤلم والمرّ حين تعلم أن سعر هذه الشقق لا يقل سعر الشقة صغيرة المساحة وربما لا تتعدى 70 مترًا لا يقل سعرها عن 300 ألف جنيه!! (يعني أنا شخصيًا شغال أستاذ جامعة منذ أكثر من 25 عامًا لا استطيع حتى التطلع إلى هذا الحلم!!)
أما إذا أطلقت الحكومة على مدينة ما أو على حيّ سكني أو منطقة ما "حي الزهور", أو "مدينة الفردوس", أو "الواحة", أو "جنة الأشجار", أو ما شابه ذلك من المسميات التي تجذبك وتجعلك تتخيل مكانًا من الجنّة! . . فتأكد أن هذه الأماكن مألها إلى "مقالب زباااالة", أو خرابات!!
نعم ولا تتعجب فهذه هى الحقيقة نعرفها جيدًا – تسميَّة الشيء بما يناقض أو يضاد مستقبله؛ وهو بالضبط ما يبدو حين زيارة مسئول كبير من تجميل للمكان بتعليق الزينات, وزرع الأشجار المعدّة لهذه المناسبات, وتعبيد بعض الشوارع المحظيّة بسير السيد المرتقبة زيارته عليها, وفرش الأرض بالبُسُط الثمينة, و, و ,و ..
ومن هذا النفاق الذي يجيده التجار, وكبار النصّابين واللصوص, والمخادعين, سلوك كثير من الأطباء المحسوبين على مهنة الإنسانية وملائكة الرحمة, فيحدد استشارته ب500 جنيه (فقط!), وتجد سيادته جالسًا في مكتبه وكأنه ملَكَ ناصية الطب والشفاء!, فيستمع إلى بعض! حديثك بالكاد على مضض!! وربما يُلقي بما أتيت به من اشعات وروشتات وتحاليل في سلة المهملات أمام عينيك, قبل أن ينظر فيها, ويوصيك كأنه حكيم الدنيا بعمل غيرها – لكن, لكن, - عند س, وص, ممّن يثق فيهم؛ معارفه يعني!! وفي أحسن الحالات سيكتب لك أدوية غالية الثمن وكثيرًا ما يحدد لك الصيدلية التي تشتري منها الدواء الموصوف!
أما الطامة الكبري الداعشيّة بحق – في نظري – فهى وعود كبار المسئولين (الكاذبة) لفض الاحتجاجات والمنازعات, والمشكلات الطارئة والمستديمة والمتوسطة بين هذه وتلك !! بمعسول الوعود, التي تدغدغ مشاعر الناس وتداعب أحلامهم بغد مشرق تنساب فيه المُفْرِحَات من كل حدب وصوب!! فهؤلاء المسئولون داعشيون كبار!
ولا احتاج لشرح هذه الصورة الكارثية التي عاني منها شعبنا المطحون ولا يزال وسيظل! لأن الناس تعرفها عن قرب, بل تعيش فيها, فشعبنا يقضي عمره كله في انتظار, وراء انتظار, وراءه وعود خادعة كاذبة من مسئولين كبار في الدولة !!
أما آن الآوان لهذا الانتظار أن ينتهي؟ ويرزقنا الله بأناس لديهم من الشرف ما يجعلهم يفكرون قبل توزيع الوعود الكاذبة هنا وهناك, وألا يقولوا ما لا يفعلون!؟
هم داعشيون قبل داعش ولا فرق, ويبدو أن "داعش" هم افرازاتهم العفنة التي نجحوا بامتياز في لفظها وإطلاقها لتُكمِّل مسيرة الهدم والتخريب والفساد !!
"دواعش قدامى ودواعش جُدُد"!!
والناس بين فكي الداعشَين"!
والله المستعان . .
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق