هو كالب بن يوفنَّة القنزي, شخصية توراتية, رئيس سبط يهودا, وأحد الجواسيس
الاثني عشر الذين اختارهم موسى عليه السلام وأرسلهم ليتجسسوا على أرض
كنعان, مع يوشع بن نون, كما كان واحدًا من جماعة أقامها موسى قبل موته وقبل
دخول كنعان والاستيلاء عليها, بغرض تقسيم أرضها بين الأسباط, وكان نصيبه
مدينة حبرون (الخليل).
كانت رسالة موسى إلى النقباء/الجواسيس الذين أرسلهم ليستطلعوا الأرض وينقلوا لموسى أخبارها هى:
(انْطلِقوا من هنا..، ثم اصعدوا إلى الجبل، واستكشفوا البلاد وأوضاعها وهل شعبها المقيم فيها قَويّ أم ضعيف؟ أكثير هو أم قَليل؟ وما هي طبيعةُ الأرض السّاكن فيها، أصالحة هي أم رديئة؟ وما هي المدن التي هو قَاطن فيها؟ أمخيَّمات هي أم حُصون؟ وكيف هي أرضُه: أخصبة أم قَاحلة؟ أفيها شجر أم جرداء؟ تَشجَّعوا وأَحضِروا عَيِّنة من ثمر الأرض) سفر العدد: 13 : 17 – 20
فذهبوا وتجسسوا الأرض ورجعوا فأخبروا موسى : حقًا إنها تفيض لبنًا وعسلا), ونفذوا وصيّتة عليه السلام, فأحضروا معهم فَرعًا من كرمة عنب فيه عنقُودٌ واحدٌ، حملُوه بعصا على كَتِفي اثنين منهم، فضلاً عن شيء من التِّين والرمّان, كدليل على جودة ثمار أرضها!! لكنهم أشاعوا في بني إسرائيل مذمّة الأرض وأخافواهم من الساكنين فيها بقولهم إنهم طوال القامة وجبابرة ومعتزّون بأنفسهم ومدنهم حصينة!! أما كالب فكان شجاعًا وقال عن الأرض: إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها" العدد 13 : 31
كانت نتيجة تقرير جماعة الجواسيس التي أخافت الجموع أن بني إسرائيل تذمّروا على موسى وهارون وأبوا أن يدخلوا كنعان وقالوا:
ليتنا متنا في ديار مصر، أو ليتنا مُتنا في الصّحراء. لماذا أَحضرنا الرب إلى هذه الأرض لنهلك بحدّ السّيف، وتؤخذ نساؤنا وأطفالنا سبايا؟ أليس من الأفضل لنا أن نرجع إلى مصر؟» وقال بعضهم لبعض: «لننتخب لنا قَائدًا ونرجع إلى مصر».
قرروا إذن أن يتخلوا عن نبيّهم موسى وأخيه هارون, ويختاروا رئيسًا منهم يتولى قيادتهم والعودة إلى مصر! سقط حينئذ موسى وهارون على وجهيهما حزنًا على تقاعس قومهما فخرج يوشع بن نون وكالب وقرعا ثيابهما وقالا لبني إسرائيل في محاولة لأقناعهم بالامتثال والدخول: إن الأرض جيدة وتفيض لبنًا وعسلا ولا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض, لأن الرب معنا".
لم يمتثل بنو إسرائيل لكلام يوشع وكالب بل وقرروا أن يرجموهما !!
(ظهر مجد الرب في خيمة الاجتماع على مرأى منهم جميعًا. وقال الرب لموسى: إلى متى يمعن هذا الشّعب في إهانتي، وإلى متى لا يُصدّقونني على الرّغم من معجزاتي التي أجريتها في وسطهم؟ سأبيدهم بالوبأ، وأجعلك شعبًا أكبر وأعظم مِنهم).
قرر الرب الانتقام من هذا الجيل العاصي المتمرد بإبادتهم في الصحراء لولا تدخّل موسى واستثارة الرب بقوله:
(إن أهلكت هذا الشعب دفعة واحدة، فإنّ الأمم التي سمعت بخبرك تقول إنّك قد عجزت عن أن تدخل هذا الشعب إلى الأرض التي وعدتهم بها، فأهلكتهم في الصحراء! ... فقال الرب صفحت عن هذا الشعب حسب قولك (يقصد موسى), لكن جميع الرجال الذين رأوا مجدي ومعجزاتي وآياتي التي عملتها في مصر وفي الصحراء وجربوني عشرات المرات ولم يسمعوا لقولي لن يروا الأرض, وجميع الذين أهانوني لا يرونها, وأمّا عبدي كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد اتبعني تمامًا أدخله إلى الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها). وكان ذلك جزاء لموقفه المطيع للرب ولنبيّه موسى.
وكان حكم الرب على بقيّة جماعة بني إسرائيل:
(إذ تتساقَط جثثكم في هذه الصحراء، من ابن عشرين سَنة فَما فوق ممّن تم إحصاؤهم وتذمّروا عليّ. لن تدخلوا الأرض التي وعدت رافعًا يدي بقسم أن أسكنكم فيها، ما عدا كالب بن يَفُنة ويشوعَ بن نون. غير أني سأدخل إليها أولادكم الذين ادعيتم أنهم يصبحون أسرى، فيتمتعون بالأرض التي احتقرتموها. أمّا أنتم فإنّ جثثكم تتساقط في هذا القفر، ويبقى بنوكم في الصحراء أربعين سنة، تعانون من فجوركم، حتى تبلى جثثكم فيها. وتحملون أوزاركم أربعين سنة. كل يوم بسنة، على عدد الأيام الأربعين التي تجسَّستم فيها الأرض، فتدركون عاقبة ابتعادي عنكم. أنا الرب قد تكلمت، وهذا ما سأعاقب به هذه الجماعة الشّرّيرة المتآمرة عليّ: في هذه الصحراء يفنون ويموتون».
فعاش كالب ويوشع بن نون أما بقية الجماعة فماتوا جميعهم في الصحراء باستثناء ما حدده الرب في الفقرة السابقة . .
جاء بالتفاسير أن كالب بن يوفُنّه زار حين ذهب لتجسس الأرض, مغارة المكفيلة, بمدينة الخليل قبل أن يدخلها بنو إسرائيل, ليسجد عند قبر الآباء. وقيل إنه هو وفينحاس بن اليعازر الكاهن هما اللذان ذهبا ليتجسسا على أريحا وهما اللذان اختبأا عند امرأة زانية تسمى "راحاب", وتدخلا لاستثنائها هى وأبناءها من الإبادة التي تمت لأهل أريحا بعد الاحتلال, تكريمًا لصنيعها حين خبأتهما.
كالب هو زوج أخت موسى عليه السلام, مريم التي تسمى أيضًا, في المدراش, باسم "إفرات", انجبا ابنًا اسمه "حور", وبنتًا اسمها "عَكسا".
جدير بالذكر أن النصب الذي يتضمن رسمًا لكالب ويوشع يحملان عنقود عنب وفاكهة من الأرض على كتفيهما اتخذ رمزًا لوزارة السياحة الإسرائيلية حديثًا, بغرض ربط الماضي بالحاضر وترسيخ التهويد الذي يطال كل شيء تقريبًا!!
أما ما ذكرناه عن كالب كأحد رجلين مؤمنين أو هو ويوشع بن نون في الآية الكريمة (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا) من سورة المائدة/الآية 23, فقد ورد ذلك في المصادر الإسلامية, ويحتاج إلى دراسة متأنية للتأكد من صحته ومطابقته لشخصيتي كالب ويوشع في التوراة.
د. سامي الإمام
كانت رسالة موسى إلى النقباء/الجواسيس الذين أرسلهم ليستطلعوا الأرض وينقلوا لموسى أخبارها هى:
(انْطلِقوا من هنا..، ثم اصعدوا إلى الجبل، واستكشفوا البلاد وأوضاعها وهل شعبها المقيم فيها قَويّ أم ضعيف؟ أكثير هو أم قَليل؟ وما هي طبيعةُ الأرض السّاكن فيها، أصالحة هي أم رديئة؟ وما هي المدن التي هو قَاطن فيها؟ أمخيَّمات هي أم حُصون؟ وكيف هي أرضُه: أخصبة أم قَاحلة؟ أفيها شجر أم جرداء؟ تَشجَّعوا وأَحضِروا عَيِّنة من ثمر الأرض) سفر العدد: 13 : 17 – 20
فذهبوا وتجسسوا الأرض ورجعوا فأخبروا موسى : حقًا إنها تفيض لبنًا وعسلا), ونفذوا وصيّتة عليه السلام, فأحضروا معهم فَرعًا من كرمة عنب فيه عنقُودٌ واحدٌ، حملُوه بعصا على كَتِفي اثنين منهم، فضلاً عن شيء من التِّين والرمّان, كدليل على جودة ثمار أرضها!! لكنهم أشاعوا في بني إسرائيل مذمّة الأرض وأخافواهم من الساكنين فيها بقولهم إنهم طوال القامة وجبابرة ومعتزّون بأنفسهم ومدنهم حصينة!! أما كالب فكان شجاعًا وقال عن الأرض: إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها" العدد 13 : 31
كانت نتيجة تقرير جماعة الجواسيس التي أخافت الجموع أن بني إسرائيل تذمّروا على موسى وهارون وأبوا أن يدخلوا كنعان وقالوا:
ليتنا متنا في ديار مصر، أو ليتنا مُتنا في الصّحراء. لماذا أَحضرنا الرب إلى هذه الأرض لنهلك بحدّ السّيف، وتؤخذ نساؤنا وأطفالنا سبايا؟ أليس من الأفضل لنا أن نرجع إلى مصر؟» وقال بعضهم لبعض: «لننتخب لنا قَائدًا ونرجع إلى مصر».
قرروا إذن أن يتخلوا عن نبيّهم موسى وأخيه هارون, ويختاروا رئيسًا منهم يتولى قيادتهم والعودة إلى مصر! سقط حينئذ موسى وهارون على وجهيهما حزنًا على تقاعس قومهما فخرج يوشع بن نون وكالب وقرعا ثيابهما وقالا لبني إسرائيل في محاولة لأقناعهم بالامتثال والدخول: إن الأرض جيدة وتفيض لبنًا وعسلا ولا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض, لأن الرب معنا".
لم يمتثل بنو إسرائيل لكلام يوشع وكالب بل وقرروا أن يرجموهما !!
(ظهر مجد الرب في خيمة الاجتماع على مرأى منهم جميعًا. وقال الرب لموسى: إلى متى يمعن هذا الشّعب في إهانتي، وإلى متى لا يُصدّقونني على الرّغم من معجزاتي التي أجريتها في وسطهم؟ سأبيدهم بالوبأ، وأجعلك شعبًا أكبر وأعظم مِنهم).
قرر الرب الانتقام من هذا الجيل العاصي المتمرد بإبادتهم في الصحراء لولا تدخّل موسى واستثارة الرب بقوله:
(إن أهلكت هذا الشعب دفعة واحدة، فإنّ الأمم التي سمعت بخبرك تقول إنّك قد عجزت عن أن تدخل هذا الشعب إلى الأرض التي وعدتهم بها، فأهلكتهم في الصحراء! ... فقال الرب صفحت عن هذا الشعب حسب قولك (يقصد موسى), لكن جميع الرجال الذين رأوا مجدي ومعجزاتي وآياتي التي عملتها في مصر وفي الصحراء وجربوني عشرات المرات ولم يسمعوا لقولي لن يروا الأرض, وجميع الذين أهانوني لا يرونها, وأمّا عبدي كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد اتبعني تمامًا أدخله إلى الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها). وكان ذلك جزاء لموقفه المطيع للرب ولنبيّه موسى.
وكان حكم الرب على بقيّة جماعة بني إسرائيل:
(إذ تتساقَط جثثكم في هذه الصحراء، من ابن عشرين سَنة فَما فوق ممّن تم إحصاؤهم وتذمّروا عليّ. لن تدخلوا الأرض التي وعدت رافعًا يدي بقسم أن أسكنكم فيها، ما عدا كالب بن يَفُنة ويشوعَ بن نون. غير أني سأدخل إليها أولادكم الذين ادعيتم أنهم يصبحون أسرى، فيتمتعون بالأرض التي احتقرتموها. أمّا أنتم فإنّ جثثكم تتساقط في هذا القفر، ويبقى بنوكم في الصحراء أربعين سنة، تعانون من فجوركم، حتى تبلى جثثكم فيها. وتحملون أوزاركم أربعين سنة. كل يوم بسنة، على عدد الأيام الأربعين التي تجسَّستم فيها الأرض، فتدركون عاقبة ابتعادي عنكم. أنا الرب قد تكلمت، وهذا ما سأعاقب به هذه الجماعة الشّرّيرة المتآمرة عليّ: في هذه الصحراء يفنون ويموتون».
فعاش كالب ويوشع بن نون أما بقية الجماعة فماتوا جميعهم في الصحراء باستثناء ما حدده الرب في الفقرة السابقة . .
جاء بالتفاسير أن كالب بن يوفُنّه زار حين ذهب لتجسس الأرض, مغارة المكفيلة, بمدينة الخليل قبل أن يدخلها بنو إسرائيل, ليسجد عند قبر الآباء. وقيل إنه هو وفينحاس بن اليعازر الكاهن هما اللذان ذهبا ليتجسسا على أريحا وهما اللذان اختبأا عند امرأة زانية تسمى "راحاب", وتدخلا لاستثنائها هى وأبناءها من الإبادة التي تمت لأهل أريحا بعد الاحتلال, تكريمًا لصنيعها حين خبأتهما.
كالب هو زوج أخت موسى عليه السلام, مريم التي تسمى أيضًا, في المدراش, باسم "إفرات", انجبا ابنًا اسمه "حور", وبنتًا اسمها "عَكسا".
جدير بالذكر أن النصب الذي يتضمن رسمًا لكالب ويوشع يحملان عنقود عنب وفاكهة من الأرض على كتفيهما اتخذ رمزًا لوزارة السياحة الإسرائيلية حديثًا, بغرض ربط الماضي بالحاضر وترسيخ التهويد الذي يطال كل شيء تقريبًا!!
أما ما ذكرناه عن كالب كأحد رجلين مؤمنين أو هو ويوشع بن نون في الآية الكريمة (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا) من سورة المائدة/الآية 23, فقد ورد ذلك في المصادر الإسلامية, ويحتاج إلى دراسة متأنية للتأكد من صحته ومطابقته لشخصيتي كالب ويوشع في التوراة.
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق