قبل حوالي 300 سنة, كان جميع اليهود, في قرية تسمى (كركوف), فقراء معدمون,
كانت حياتهم مرّة لا تخلو لحظة من ضيق العيش, ورزايا الدهر!
لم يكن بالقرية غير يهودي واحد غني وذا مال كثير, لكن لم يكن في الدنيا منذ خلق الله الأرض ومن عليها أبخل منه!
فلم يكن يمنح أي يهودي حتى فروطا (عملة كالمليم) واحدة, لقد كان قاسي القلب, شحيح النفس . . كان الله يبسط له الرزق بسطًا أما هو فكان لا يعرف غير أن يأخذ فقط ولا يعطي أحدًا!
ومثل هذا إذا دخل المعبد مَن يُلقي عليه تحية السبت "سبت مبارك"؟
ومن يهنئه في مَقدِم العام الجديد بـ "عام مبارك؟
كان إنسانًا مكروهًا أبنا جلدته؛ اليهود, معزولا عنهم, حين يسير في الطرقات تقذفه الأطفال بالحجارة, ويبصق عليه الناس. أي عار ليهودي مثله يعيش في حي اليهود الفقراء!
وماذا يمكن فعله . . تجاهه؟
سمع الموكلون بدفن الموتى ذات مرّة أنه مريض جدًا وعلى وشك الموت.
جاءوا لزيارته, وقالوا له: أنت لن تأخذ هذا المال معك, أليس كذلك؟ وعليك ان تترك شيئًا لفقراء اليهود, للأرامل والأيتام, والمحتاجين, اعطنا صدقة! فأنت لم تعط قط شيئًا لفقراء القرية, اعطنا 1000 درهم لنقوم بدفنك, وللفقراء.
قال اليهودي الغني البخيل: لا يمكن أن أسمح لنفسي بإعطائكم أكثر من 50 درهمًا فقط!
قالوا له: إذا لم تعطنا ما نريد فلن نقوم بدفنك! . .
لم يحرك ساكنًا . .
وقال لهم : طيلة حياتي وأنا أصنع أموري بنفسي, وكذلك سأتولى دفن جسدي أيضًا !!
لم يجدوا ما يعلقون به على هذا الردّ العجيب . . إنسان تفصله ساعات معدودات عن الموت ويكون من البخل على هذه الدرجة !!
كان الزوار على وشك مغادرة البخيل في لحظات حياته الأخيرة, ولا حظوا أن ساعته تقترب لأنه بالكاد استطاع ان ينطق كلماته الأخيرة (اسمع يا إسرائيل, إلهنا واحد), وهى وصية اللحظات الأخيرة قبل الموت في اليهودية!
كان يفكر في الخمسين درهمًا . . ولم يرد منحها حتى لقبره . . .
أخبروه في هذا الوقت أنهم لن يقوموا بدفنه !
مات البخيل!, وأوفى الموكلون بدفن الموتى بالوعيد – لن ندفنه! وانصرفوا . .
ظل ممددًا على سريره في يوم الأحد, ولم يدفنه أحد, وفي يوم الاثنين لم يدفنه أحد أيضًا, وفي يوم الثلاثاء لم يدفنه أحد أيضًا!! وفي يوم الأربعاء ,
قال أحد جيرانه – محدثًا نفسه – هل يبقى كما يقول التلمود: ممددًا إلى أن يأتي إلياهو"؟ (نبي يُجري معجزات لليهود), لابد أن يدفنه أحد, فله زوجة وأولاد.
قام جاره في جوف الليل, دون أن يراه أحد او يشعر به, وحمل جسده بنفسه ووضعه على عربة وبجهد جهيد سحب العربة بهدوء وحذر إلى المقابر ودفنه في موقع ما!
لا تظنوا أن حكاية البخيل انتهت عند ذلك ؟
لا بل هذه هى مجرد البداية !
(يتبع)
د. سامي الإمام
ولمن يريد أن يتولى تكملة بقية القصة عليه متابعة القصة هنا . . .
يوسلا - البخيل المقدَّس . .
وبقطع النظر عن كونها قصة حقيقية أم رمزية, فإنها ترسِّخ لمفهوم عمل الخير في الخفاء, أو في السرّ, مهما كانت الظروف فـ البخيل هنا هو في نظر الناس الذين لا يعرفون حقيقة ما يقوم به سرًا, فهو بخيل, إلى أن تأتي لحظة اكتشاف السرّ ومعرفة حقيقة البخيل حين يدركون أنه كان يفعل الخيرات في السرّ ولم يشأ أن يطلع أحدًا على سرّه وهو على يقين أن الله لن يضيع صنيعه الطيب, وهنا يتحول البخيل من شخصية مكروهة تُقذف بالحجارة ويُبضق في وجهه إلى صدِّيق مقدّس !! ليس هذا وحسب بل كل شخص يفعل الخير بعد ذلك فهو بعث لشخصية (البخيل المقدس), وتناسخ لها عبر الأجيال, وحثّ على فعل الخير سواء أكان في العلن أم في الخفاء . .
https://www.youtube.com/watch?v=5GqX2oYqR2k
لم يكن بالقرية غير يهودي واحد غني وذا مال كثير, لكن لم يكن في الدنيا منذ خلق الله الأرض ومن عليها أبخل منه!
فلم يكن يمنح أي يهودي حتى فروطا (عملة كالمليم) واحدة, لقد كان قاسي القلب, شحيح النفس . . كان الله يبسط له الرزق بسطًا أما هو فكان لا يعرف غير أن يأخذ فقط ولا يعطي أحدًا!
ومثل هذا إذا دخل المعبد مَن يُلقي عليه تحية السبت "سبت مبارك"؟
ومن يهنئه في مَقدِم العام الجديد بـ "عام مبارك؟
كان إنسانًا مكروهًا أبنا جلدته؛ اليهود, معزولا عنهم, حين يسير في الطرقات تقذفه الأطفال بالحجارة, ويبصق عليه الناس. أي عار ليهودي مثله يعيش في حي اليهود الفقراء!
وماذا يمكن فعله . . تجاهه؟
سمع الموكلون بدفن الموتى ذات مرّة أنه مريض جدًا وعلى وشك الموت.
جاءوا لزيارته, وقالوا له: أنت لن تأخذ هذا المال معك, أليس كذلك؟ وعليك ان تترك شيئًا لفقراء اليهود, للأرامل والأيتام, والمحتاجين, اعطنا صدقة! فأنت لم تعط قط شيئًا لفقراء القرية, اعطنا 1000 درهم لنقوم بدفنك, وللفقراء.
قال اليهودي الغني البخيل: لا يمكن أن أسمح لنفسي بإعطائكم أكثر من 50 درهمًا فقط!
قالوا له: إذا لم تعطنا ما نريد فلن نقوم بدفنك! . .
لم يحرك ساكنًا . .
وقال لهم : طيلة حياتي وأنا أصنع أموري بنفسي, وكذلك سأتولى دفن جسدي أيضًا !!
لم يجدوا ما يعلقون به على هذا الردّ العجيب . . إنسان تفصله ساعات معدودات عن الموت ويكون من البخل على هذه الدرجة !!
كان الزوار على وشك مغادرة البخيل في لحظات حياته الأخيرة, ولا حظوا أن ساعته تقترب لأنه بالكاد استطاع ان ينطق كلماته الأخيرة (اسمع يا إسرائيل, إلهنا واحد), وهى وصية اللحظات الأخيرة قبل الموت في اليهودية!
كان يفكر في الخمسين درهمًا . . ولم يرد منحها حتى لقبره . . .
أخبروه في هذا الوقت أنهم لن يقوموا بدفنه !
مات البخيل!, وأوفى الموكلون بدفن الموتى بالوعيد – لن ندفنه! وانصرفوا . .
ظل ممددًا على سريره في يوم الأحد, ولم يدفنه أحد, وفي يوم الاثنين لم يدفنه أحد أيضًا, وفي يوم الثلاثاء لم يدفنه أحد أيضًا!! وفي يوم الأربعاء ,
قال أحد جيرانه – محدثًا نفسه – هل يبقى كما يقول التلمود: ممددًا إلى أن يأتي إلياهو"؟ (نبي يُجري معجزات لليهود), لابد أن يدفنه أحد, فله زوجة وأولاد.
قام جاره في جوف الليل, دون أن يراه أحد او يشعر به, وحمل جسده بنفسه ووضعه على عربة وبجهد جهيد سحب العربة بهدوء وحذر إلى المقابر ودفنه في موقع ما!
لا تظنوا أن حكاية البخيل انتهت عند ذلك ؟
لا بل هذه هى مجرد البداية !
(يتبع)
د. سامي الإمام
ولمن يريد أن يتولى تكملة بقية القصة عليه متابعة القصة هنا . . .
يوسلا - البخيل المقدَّس . .
وبقطع النظر عن كونها قصة حقيقية أم رمزية, فإنها ترسِّخ لمفهوم عمل الخير في الخفاء, أو في السرّ, مهما كانت الظروف فـ البخيل هنا هو في نظر الناس الذين لا يعرفون حقيقة ما يقوم به سرًا, فهو بخيل, إلى أن تأتي لحظة اكتشاف السرّ ومعرفة حقيقة البخيل حين يدركون أنه كان يفعل الخيرات في السرّ ولم يشأ أن يطلع أحدًا على سرّه وهو على يقين أن الله لن يضيع صنيعه الطيب, وهنا يتحول البخيل من شخصية مكروهة تُقذف بالحجارة ويُبضق في وجهه إلى صدِّيق مقدّس !! ليس هذا وحسب بل كل شخص يفعل الخير بعد ذلك فهو بعث لشخصية (البخيل المقدس), وتناسخ لها عبر الأجيال, وحثّ على فعل الخير سواء أكان في العلن أم في الخفاء . .
https://www.youtube.com/watch?v=5GqX2oYqR2k
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق