يأتي آخر الزمان – في وقت غير معلوم , في علم الله سبحانه وتعالى. وقيل
سيظهر قرب خروج الدجال, ويبايع الناس ويقيم العدل بينهم لمدة سبع سنوات, أو
تسع. كما ينزل في وقته أيضًا عيسى عليه السلام.
المهدي, في فكر السنَّة, هو رجل صالح من بيت النبوّة, وقيل يطابق اسمه اسم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, واسم ابيه, أي سيكون اسمه (محمد بن عبد الله), يظهر في آخر الزمان! يأتي ليعيد الناس إلى صحيح الدين, فينشر الشريعة ويقيم العدل والقسط, ويمحو الظلم والجور, ويخرج في أعقاب فتنة بين الناس تقع بعد موت خليفة أو حاكم مسلم. ينزل عيسى عليه السلام في زمانه ويقتل الدجّال في فلسطين عند بلدة "اللد" أو "باب اللد" وهو مكان معروف بفلسطين.
يسبق المهدي عيسى بن مريم, ويكون إمامًا عادلا للمسلمين, أما عيسى فهو نبي ينزله الله ليقتل الدجال, ويحكم بشريعة الإسلام. وقيل إن المهدي سيدعو عيسى ليصلي بالناس فيقول : لا. إن بعضكم على بعض أمراء" كرامة يظهرها الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وجاء أن خروج المهدي في آخر الزمان هو أول علامات الساعة أو أشراطها, وثانيها: خروج الدجّال – الذي تحدثنا عنه في المنشور السابق. وثالثها: نزول عيسى من السماء بقدرة الله تعالى, ورابعها: خروج يأجوج ومأجوج, في وجود عيسى عليه السلام, الذين يُقتلون بقدرة الله تعالى ليريح العباد منهم. وخامسها: الدخان, وسادسها: هدم الكعبة, وسابعها: رفع القرآن, وثامنها: خروج الدابة, وثامنها: طلوع الشمس من مغربها, وعاشرها: نار حارقة تسوق الناس إلى محشرهم.
لكن قيل: إن قبل النار الحارقة التي تسوق الناس, يرسل الله ريحًا طيبة يقبض الله بها أرواح المؤمنين, فلا يبقى غير الأشرار يبقون على وجه الأرض مدة لا يعلمها غير الله تقوم عليهم الساعة.
أمّا المهدي في فكر الشيعة فيقال له أيضًا الإمام المنتظر, والقائم, والإمام الحجة, ويتبع اسمه في المدونات التي تتناول سيرته بعبارة (عجل الله فَرَجَه), وتختصر إلى (عج) فقط. وينسب له شبهه بنبي الله موسى عليه السلام, في خفاء حمل أمه به!, ثم غيابه عنها لفترة (حين أخذته ابنة فرعون), وردّه لها؛ فيقال: إن أم موسى لم تظهر عليها أمارات الحمل, ولم يعلم بها أحد حتى ولدت, لئلا يتعرض وليدها للقتل بحسب حكم فرعون, فهو أي الإمام المهدي المنتظر نظير موسى عليه السلام. ويوصف ظهوره في المستقبل أو آخر الزمان بالظهور المقدَّس.
وهو نظير نبي الله عيسى أيضًا, حيث قيل إن أباه هو (الإمام الحسن العسكري), الذي ينحدر نسله من الإمام علي, عليه السلام. أما أمه فهى السيدة (نرجس), بنت ملك الروم الذي كان يدين بالمسيحيّة, وكانت أمها تنتسب لرجل يدعى "شمعون بن حمون" وقيل إن نسب "حمون" ينتهي عند نبي الله سليمان بن داود. وشمعون هذا هو سمعان, وفي اسمه تفصيل ليس مكانه هنا. وشمعون هو ابن خالة مريم ابنة عمران عليها السلام, وابن عمتها في الوقت نفسه.
وفي هذا السياق أثر يهودي يمكننا كشفه حين نقرأ عبارة تنسب إلى أبي جعفر الباقر, إذ يقول: (لما كانت الليلة التي قُتل فيها يوشع بن نون رُفع فيها عيسى بن مريم إلى السماء..)!!
ولا يقول كلامًا كهذا إلا شخص لا يعرف التاريخ, حيث من المعروف والثابت أن "يوشع بن نون" كان تابعًا لموسى, عليه السلام, وموسى كان قبل زمن المسيح عيسى بن مريم, عليه السلام بأكثر من 1300 سنة, فكيف رفع المسيح في ذلك الوقت؟ فيوشع كان سابقًا لعيسى بن مريم بكثير!!
هذا بالإضافة إلى كلام كثير في خلط فمن المعروف أن شجرة الأنبياء, في اليهودية على الأقل تنقسم منذ إبراهيم إلى فرعين؛ فرع في إسماعيل, جاء منه محمد صلى الله عليه وسلم, وفرع في إسحاق جاء منه يعقوب والأسباك وأنبياء بني إسرائيل. والحديث عن التداخل والخلط لا يتسع له المقام هنا.
وتقول الروايات إن الله رفع الإمام المنتظر وغيَّبَه عن أنظار الناس, وهو في ذلك مثل رفع عيسى إلى السماء حماية له من المطاردات والتربص بقتله من قبل اليهود! . ويستندون في غيبة المهدي عندهم على حديث ينسب لسيدنا علي ابن أبي طالب عليه السلام, نصه:
(وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى فلا يثبت على إمامته إلا من قوي يقينه وصحّت معرفته).
وورد أن الغيبة الأولى وهي الصغرى منذ العام (260) إلى العام (329)!، كانت الصلة فيها بين الإمام, والشيعة عبر النوّاب الأربعة الخاصين الذين سبق أن عيّنهم الإمام، ثم بعد وفاة آخرهم ابتدأت الغيبة الكبرى والتي هي مستمرة إلى وقتنا هذا.
فالشبه الذي يقصده الشيعة بين المهدي, في معتقدهم, وعيسى عليه السلام هو الغيبة, أو الاختفاء, فعيسى عليه السلام رفعه الله إليه بنص القرآن الكريم, والمهدي في الفكر الشيعي غاب بنصّ قول سيدنا علي بن أبي طالب, عليه السلام, الذي ذكرناه سابقًا.
وتذكر المصادر التي تتبنّى الفكر الشيعي أن المهدي سيظهر مع عيسى عليه السلام في آخر الزمان لمهمة جليلة هى تمكين دين الله في الأرض, وتوحيد الله, ومحاربة الشرك والضلال.
ومن مناقب المهدي (الشيعي), أنه "يلتفت وقد نزل عيسى بن مريم كأنه يقطر من شعره الماء، فيقول له المهدي: تقدّم صل بالناس، فيقول: إنما أقيمت لك الصلاة، فيصلي خلف رجل من ولدي: وهو المهدي".
(يتبع : المهدي/المسيح المنتظر/المخلِّص في الفكر اليهودي)
د. سامي الإمام
المهدي, في فكر السنَّة, هو رجل صالح من بيت النبوّة, وقيل يطابق اسمه اسم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, واسم ابيه, أي سيكون اسمه (محمد بن عبد الله), يظهر في آخر الزمان! يأتي ليعيد الناس إلى صحيح الدين, فينشر الشريعة ويقيم العدل والقسط, ويمحو الظلم والجور, ويخرج في أعقاب فتنة بين الناس تقع بعد موت خليفة أو حاكم مسلم. ينزل عيسى عليه السلام في زمانه ويقتل الدجّال في فلسطين عند بلدة "اللد" أو "باب اللد" وهو مكان معروف بفلسطين.
يسبق المهدي عيسى بن مريم, ويكون إمامًا عادلا للمسلمين, أما عيسى فهو نبي ينزله الله ليقتل الدجال, ويحكم بشريعة الإسلام. وقيل إن المهدي سيدعو عيسى ليصلي بالناس فيقول : لا. إن بعضكم على بعض أمراء" كرامة يظهرها الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وجاء أن خروج المهدي في آخر الزمان هو أول علامات الساعة أو أشراطها, وثانيها: خروج الدجّال – الذي تحدثنا عنه في المنشور السابق. وثالثها: نزول عيسى من السماء بقدرة الله تعالى, ورابعها: خروج يأجوج ومأجوج, في وجود عيسى عليه السلام, الذين يُقتلون بقدرة الله تعالى ليريح العباد منهم. وخامسها: الدخان, وسادسها: هدم الكعبة, وسابعها: رفع القرآن, وثامنها: خروج الدابة, وثامنها: طلوع الشمس من مغربها, وعاشرها: نار حارقة تسوق الناس إلى محشرهم.
لكن قيل: إن قبل النار الحارقة التي تسوق الناس, يرسل الله ريحًا طيبة يقبض الله بها أرواح المؤمنين, فلا يبقى غير الأشرار يبقون على وجه الأرض مدة لا يعلمها غير الله تقوم عليهم الساعة.
أمّا المهدي في فكر الشيعة فيقال له أيضًا الإمام المنتظر, والقائم, والإمام الحجة, ويتبع اسمه في المدونات التي تتناول سيرته بعبارة (عجل الله فَرَجَه), وتختصر إلى (عج) فقط. وينسب له شبهه بنبي الله موسى عليه السلام, في خفاء حمل أمه به!, ثم غيابه عنها لفترة (حين أخذته ابنة فرعون), وردّه لها؛ فيقال: إن أم موسى لم تظهر عليها أمارات الحمل, ولم يعلم بها أحد حتى ولدت, لئلا يتعرض وليدها للقتل بحسب حكم فرعون, فهو أي الإمام المهدي المنتظر نظير موسى عليه السلام. ويوصف ظهوره في المستقبل أو آخر الزمان بالظهور المقدَّس.
وهو نظير نبي الله عيسى أيضًا, حيث قيل إن أباه هو (الإمام الحسن العسكري), الذي ينحدر نسله من الإمام علي, عليه السلام. أما أمه فهى السيدة (نرجس), بنت ملك الروم الذي كان يدين بالمسيحيّة, وكانت أمها تنتسب لرجل يدعى "شمعون بن حمون" وقيل إن نسب "حمون" ينتهي عند نبي الله سليمان بن داود. وشمعون هذا هو سمعان, وفي اسمه تفصيل ليس مكانه هنا. وشمعون هو ابن خالة مريم ابنة عمران عليها السلام, وابن عمتها في الوقت نفسه.
وفي هذا السياق أثر يهودي يمكننا كشفه حين نقرأ عبارة تنسب إلى أبي جعفر الباقر, إذ يقول: (لما كانت الليلة التي قُتل فيها يوشع بن نون رُفع فيها عيسى بن مريم إلى السماء..)!!
ولا يقول كلامًا كهذا إلا شخص لا يعرف التاريخ, حيث من المعروف والثابت أن "يوشع بن نون" كان تابعًا لموسى, عليه السلام, وموسى كان قبل زمن المسيح عيسى بن مريم, عليه السلام بأكثر من 1300 سنة, فكيف رفع المسيح في ذلك الوقت؟ فيوشع كان سابقًا لعيسى بن مريم بكثير!!
هذا بالإضافة إلى كلام كثير في خلط فمن المعروف أن شجرة الأنبياء, في اليهودية على الأقل تنقسم منذ إبراهيم إلى فرعين؛ فرع في إسماعيل, جاء منه محمد صلى الله عليه وسلم, وفرع في إسحاق جاء منه يعقوب والأسباك وأنبياء بني إسرائيل. والحديث عن التداخل والخلط لا يتسع له المقام هنا.
وتقول الروايات إن الله رفع الإمام المنتظر وغيَّبَه عن أنظار الناس, وهو في ذلك مثل رفع عيسى إلى السماء حماية له من المطاردات والتربص بقتله من قبل اليهود! . ويستندون في غيبة المهدي عندهم على حديث ينسب لسيدنا علي ابن أبي طالب عليه السلام, نصه:
(وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى فلا يثبت على إمامته إلا من قوي يقينه وصحّت معرفته).
وورد أن الغيبة الأولى وهي الصغرى منذ العام (260) إلى العام (329)!، كانت الصلة فيها بين الإمام, والشيعة عبر النوّاب الأربعة الخاصين الذين سبق أن عيّنهم الإمام، ثم بعد وفاة آخرهم ابتدأت الغيبة الكبرى والتي هي مستمرة إلى وقتنا هذا.
فالشبه الذي يقصده الشيعة بين المهدي, في معتقدهم, وعيسى عليه السلام هو الغيبة, أو الاختفاء, فعيسى عليه السلام رفعه الله إليه بنص القرآن الكريم, والمهدي في الفكر الشيعي غاب بنصّ قول سيدنا علي بن أبي طالب, عليه السلام, الذي ذكرناه سابقًا.
وتذكر المصادر التي تتبنّى الفكر الشيعي أن المهدي سيظهر مع عيسى عليه السلام في آخر الزمان لمهمة جليلة هى تمكين دين الله في الأرض, وتوحيد الله, ومحاربة الشرك والضلال.
ومن مناقب المهدي (الشيعي), أنه "يلتفت وقد نزل عيسى بن مريم كأنه يقطر من شعره الماء، فيقول له المهدي: تقدّم صل بالناس، فيقول: إنما أقيمت لك الصلاة، فيصلي خلف رجل من ولدي: وهو المهدي".
(يتبع : المهدي/المسيح المنتظر/المخلِّص في الفكر اليهودي)
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق