تذكر المصادر, حتى اليهوديَّة منها أنه جدار كان تبقى قائمًا من سور
المدينة في الجزء الغربي منها, وهو ما يسمى "الحائط الغربي", أو كما يسمى
"حائط المبكى" لأن اليهود اعتادوا أن يذرفوا الدموع عنده في المناسبات
المختلفة, كلما حزبهم أمر جلل أو حلت بهم مصيبة, استدرارًا لعطف الرب
وغفرانه. ومن المعقدات الدينية أن السكينة (روح الرب التي تحلّ في المكان)
يبكي مع من يبكي عند هذا الحائط!!
ويجهّز زوار الجدار قصاصات ورقية مدوّن بها معاناتهم وشكاواهم وطلباتهم من الرب, ويدسونها في فراغات الحائط, كرسائل إلى الله, كلما تكاثرت وضاق بها الحائط تُجمع وتُصان في مكان مخصص لذلك, يسمى جنيزا؛ أي الأشياء المكنوزة/أو المخبوءة. ولا يجوز العبث بها, أو التفريط فيها, وبذلك تدخل في نطاق "المُقدَّس".
وفي عام 1971م استحدثت صلاة تسمى "بركة الكهنة", وهى صلاة قديمة في الأصل لتلقي البركة من الرب, تقام حاليًا عند "الحائط الغربي" حيث تتجمع حشود من الإسرائيليين, واليهود الزائرين في الصباح الباكر لإقامتها. ومن المعتاد صعود الحاخامات منصات مرتفعة ومباركة المصلين بثلاث بركات ولذلك يطلق عليها "البركة الثلاثية". يقف الحاخامات حفاة, يرفعون أكفَّهم أثناء قراءة البركة خلف شخص يسمى "الحَزَّان" بينما يردد جمهور المصلين كلمة "آمين".
تقام في ختام الصلاة مراسم ما يسمى "طاعة الملأ الأعلى", المقصود بها أن تكون العبادة مجردة للرب, وليس لأي شيء آخر. وتقرأ أجزاء من المزامير, ويتم الدعاء بسلامة الجنود والأسرى.
ولم تذكر المصادر اليهودية "الجدار الغربي" قبل القرن الخامس عشر, لكن الاهتمام بدأ يتزايد به مع ظهور الفكر الصهيوني, وهناك من اليهود من ينكرون أي قداسة لهذا الحائط ولا يزورونه بالمرة. يبلغ طول الحائط 160 قدمًا, وارتفاعه 60 قدمًا.
وقد حاول الصهاينة شراءه !! في عهد الاحتلال البريطاني لفلسطين, مرات عدة؛ من ذلك محاولة حاخام الهند, بصفته أحد أثرياء اليهود, سنة 1850م, والسير "موشيه مونتفيوري", الثري, استصدار تصريح بوضع كراسي ومظلات عند الحائط, لكن طلبه رفض, والبارون "دي روتشيلد" سنة 1887م, شراء الحي المجاور للحائط بأكمله لإخلائه من السكان العرب!, ورُفض طلبه أيضًا. وباءت جميع المحاولات السلمية للاستيلاء على الحائط.
وكانت محاولات الاستيلاء على الجدار تأخذ أحيانًا شكلا من أشكال العنف؛ ففي 22 سبتمبر من عام 1922 اندلعت اضرابات بين المستوطنين اليهود والعرب, وفي طقوس يوم الغفران عام 1928, حين أصرت إدارة الوقف الفلسطينية على أن يزيل الإنجليز حاجزًا كان اليهود الأرثوذكس وضعوه للفصل بين الرجال والنساء , فقام ضابط بريطاني بإزالته.
وفي سنة 1929 اندلعت الاضطرابات من جديد إثر وضع متطرفين يهود تابعين لمنظمة تسمى "بيتار" (اتحاد عدة حركات صهيونية, قبل إعلان إسرائيل, تعتمد العنف, واتخذت اسم يوسف ترمبلدور, أبرز من خرج منها إسحاق شامير, ومناحين بيجين رؤساء وزراء إسرائيل السابقين), كراسي, ومصابيح, وستائر, عند الجدار بغرض تغيير طبيعة المكان واتخاذها الصبغة اليهودية الصهيونية. مما اضطر سلطات الاحتلال الإنجليزي لتشكيل لجنة للتحقيق واستماع شهود عيان يهود ومسلمين, وموظفين إنجليز, خلصت اللجنة من التجقيقات بالتقرير التالي:
"المسلمون هم المالك الوحيد للجدار, وللمناطق المجاورة وأن اليهود يمكنهم الوصول إلى الحائط للأغراض الدينية فحسب, على ألا ينفخوا في البوق (الشوفار), وألا يجلبوا خيام أو ستائر, أو ما شابه ذلك من أدوات. وقررت اللجنة أيضًا أن أية أدوات عبادة يحق لليهود وضعها بمقتضى الأمر الواقع بالقرب من الحلئط لا يترتب على إنشائها أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له.
وهذا الجدار يقع ضمن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م وقامت القوات الإسرائيلية بإزالة الحي المجاور له وكل البيوت الملاصقة له, وأقامت أمامه ميدانًا وأصبح الحائط بؤرة اهتمام اليهود المتدينين, بينما يسخَر اليهود الملحدون ويطلقون عليه بدلا من (هاكوتيل: الجدار), عبارة (ديسكوتيل: المرقص الليلي الديني!). لأنهم لا يؤمنون بقداسته كما يدعي اليهود الأرثوذكس.
وقد ظهرت نساء يهوديات دعاة حركة تسمى " التمركز حول الأنثى"!, بالمطالبة بالمساواة الكاملة في الصلاة مع الرجال, وكونَّ جمعية تسمى "نساء من أجل الحائط" , يقمن بارتداء شال الصلاة اليهودي "طاليت" وتلاوة التوراة ومحاولة مشاركة الرجال في صلاة الجماعة على الرغم من أن تلك أمور تحرمها التشريعات اليهودية.
وهناك ما يسمى مخطط "شارانسكي" وهو مخطط لتهويد منطقة البراق/الحائط وباب المغاربة.
جدير بالذكر أن كل المحاولات التي ترمي إليها إسرائيل من وراء مخططاتها هى لجني فوائد اقتصادية أكثر منها للحفاظ على تراث ديني أوغيره. فتشير الاحصاءات إلى أن 10 ملايين سائح يزورون منطقة الحائط الغربي كل عام, والمزارات التي تم الانتهاء منها وتعدّ الآن من مصادر الدخل الرئيسية في إسرائيل.
ومن أشكال تشويه صورة المسلمين, أصحاب الحائط, ما تضمنته بعض كتب الدراسة في إسرائيل, نقرأ:
(عندما بلغ الحاخام يهودا هليفي (1140 على وجه التقريب - وكان يعيش في بلاد الأندلس) عامه الـ65 قرر الهجرة إلى أرض إسرائيل! (فلسطين, لأنه لم يكن شيء اسمه إسرائيل في ذلك التاريخ)، وبعد رحلة بحرية شاقة وصل إلى مصر وهناك توفي. وتقول رواية أخرى أنه عندما تمدد في الصلاة بجوار الحائط الغربي داهمه فارس عربي, فقتله !!
بعد احتلال مدينة "القدس" في سنة 1967, توجه الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي, شلومو جورين, إلى الحائط ونفخ في الشوفار, في إشارة إلى عودة اليهود إلى "جبل البيت"!.
وألزمت الحاخامية الإسرائيلية, حديثًا, جهات عدة بالنفخ في الشوفار في مناسبة "يوم الاستقلال".
وفي احتفالات "يوم الاستقلال", يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه المناسبة قائلا :
إن النفخ في الشوفار يعلن عن لحظة نتوحد فيها جميعًا, ونشاطر أسر من سقطوا في الحروب مشاعرهم لفقد أعزائهم".!
د. سامي الإمام
ويجهّز زوار الجدار قصاصات ورقية مدوّن بها معاناتهم وشكاواهم وطلباتهم من الرب, ويدسونها في فراغات الحائط, كرسائل إلى الله, كلما تكاثرت وضاق بها الحائط تُجمع وتُصان في مكان مخصص لذلك, يسمى جنيزا؛ أي الأشياء المكنوزة/أو المخبوءة. ولا يجوز العبث بها, أو التفريط فيها, وبذلك تدخل في نطاق "المُقدَّس".
وفي عام 1971م استحدثت صلاة تسمى "بركة الكهنة", وهى صلاة قديمة في الأصل لتلقي البركة من الرب, تقام حاليًا عند "الحائط الغربي" حيث تتجمع حشود من الإسرائيليين, واليهود الزائرين في الصباح الباكر لإقامتها. ومن المعتاد صعود الحاخامات منصات مرتفعة ومباركة المصلين بثلاث بركات ولذلك يطلق عليها "البركة الثلاثية". يقف الحاخامات حفاة, يرفعون أكفَّهم أثناء قراءة البركة خلف شخص يسمى "الحَزَّان" بينما يردد جمهور المصلين كلمة "آمين".
تقام في ختام الصلاة مراسم ما يسمى "طاعة الملأ الأعلى", المقصود بها أن تكون العبادة مجردة للرب, وليس لأي شيء آخر. وتقرأ أجزاء من المزامير, ويتم الدعاء بسلامة الجنود والأسرى.
ولم تذكر المصادر اليهودية "الجدار الغربي" قبل القرن الخامس عشر, لكن الاهتمام بدأ يتزايد به مع ظهور الفكر الصهيوني, وهناك من اليهود من ينكرون أي قداسة لهذا الحائط ولا يزورونه بالمرة. يبلغ طول الحائط 160 قدمًا, وارتفاعه 60 قدمًا.
وقد حاول الصهاينة شراءه !! في عهد الاحتلال البريطاني لفلسطين, مرات عدة؛ من ذلك محاولة حاخام الهند, بصفته أحد أثرياء اليهود, سنة 1850م, والسير "موشيه مونتفيوري", الثري, استصدار تصريح بوضع كراسي ومظلات عند الحائط, لكن طلبه رفض, والبارون "دي روتشيلد" سنة 1887م, شراء الحي المجاور للحائط بأكمله لإخلائه من السكان العرب!, ورُفض طلبه أيضًا. وباءت جميع المحاولات السلمية للاستيلاء على الحائط.
وكانت محاولات الاستيلاء على الجدار تأخذ أحيانًا شكلا من أشكال العنف؛ ففي 22 سبتمبر من عام 1922 اندلعت اضرابات بين المستوطنين اليهود والعرب, وفي طقوس يوم الغفران عام 1928, حين أصرت إدارة الوقف الفلسطينية على أن يزيل الإنجليز حاجزًا كان اليهود الأرثوذكس وضعوه للفصل بين الرجال والنساء , فقام ضابط بريطاني بإزالته.
وفي سنة 1929 اندلعت الاضطرابات من جديد إثر وضع متطرفين يهود تابعين لمنظمة تسمى "بيتار" (اتحاد عدة حركات صهيونية, قبل إعلان إسرائيل, تعتمد العنف, واتخذت اسم يوسف ترمبلدور, أبرز من خرج منها إسحاق شامير, ومناحين بيجين رؤساء وزراء إسرائيل السابقين), كراسي, ومصابيح, وستائر, عند الجدار بغرض تغيير طبيعة المكان واتخاذها الصبغة اليهودية الصهيونية. مما اضطر سلطات الاحتلال الإنجليزي لتشكيل لجنة للتحقيق واستماع شهود عيان يهود ومسلمين, وموظفين إنجليز, خلصت اللجنة من التجقيقات بالتقرير التالي:
"المسلمون هم المالك الوحيد للجدار, وللمناطق المجاورة وأن اليهود يمكنهم الوصول إلى الحائط للأغراض الدينية فحسب, على ألا ينفخوا في البوق (الشوفار), وألا يجلبوا خيام أو ستائر, أو ما شابه ذلك من أدوات. وقررت اللجنة أيضًا أن أية أدوات عبادة يحق لليهود وضعها بمقتضى الأمر الواقع بالقرب من الحلئط لا يترتب على إنشائها أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له.
وهذا الجدار يقع ضمن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م وقامت القوات الإسرائيلية بإزالة الحي المجاور له وكل البيوت الملاصقة له, وأقامت أمامه ميدانًا وأصبح الحائط بؤرة اهتمام اليهود المتدينين, بينما يسخَر اليهود الملحدون ويطلقون عليه بدلا من (هاكوتيل: الجدار), عبارة (ديسكوتيل: المرقص الليلي الديني!). لأنهم لا يؤمنون بقداسته كما يدعي اليهود الأرثوذكس.
وقد ظهرت نساء يهوديات دعاة حركة تسمى " التمركز حول الأنثى"!, بالمطالبة بالمساواة الكاملة في الصلاة مع الرجال, وكونَّ جمعية تسمى "نساء من أجل الحائط" , يقمن بارتداء شال الصلاة اليهودي "طاليت" وتلاوة التوراة ومحاولة مشاركة الرجال في صلاة الجماعة على الرغم من أن تلك أمور تحرمها التشريعات اليهودية.
وهناك ما يسمى مخطط "شارانسكي" وهو مخطط لتهويد منطقة البراق/الحائط وباب المغاربة.
جدير بالذكر أن كل المحاولات التي ترمي إليها إسرائيل من وراء مخططاتها هى لجني فوائد اقتصادية أكثر منها للحفاظ على تراث ديني أوغيره. فتشير الاحصاءات إلى أن 10 ملايين سائح يزورون منطقة الحائط الغربي كل عام, والمزارات التي تم الانتهاء منها وتعدّ الآن من مصادر الدخل الرئيسية في إسرائيل.
ومن أشكال تشويه صورة المسلمين, أصحاب الحائط, ما تضمنته بعض كتب الدراسة في إسرائيل, نقرأ:
(عندما بلغ الحاخام يهودا هليفي (1140 على وجه التقريب - وكان يعيش في بلاد الأندلس) عامه الـ65 قرر الهجرة إلى أرض إسرائيل! (فلسطين, لأنه لم يكن شيء اسمه إسرائيل في ذلك التاريخ)، وبعد رحلة بحرية شاقة وصل إلى مصر وهناك توفي. وتقول رواية أخرى أنه عندما تمدد في الصلاة بجوار الحائط الغربي داهمه فارس عربي, فقتله !!
بعد احتلال مدينة "القدس" في سنة 1967, توجه الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي, شلومو جورين, إلى الحائط ونفخ في الشوفار, في إشارة إلى عودة اليهود إلى "جبل البيت"!.
وألزمت الحاخامية الإسرائيلية, حديثًا, جهات عدة بالنفخ في الشوفار في مناسبة "يوم الاستقلال".
وفي احتفالات "يوم الاستقلال", يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه المناسبة قائلا :
إن النفخ في الشوفار يعلن عن لحظة نتوحد فيها جميعًا, ونشاطر أسر من سقطوا في الحروب مشاعرهم لفقد أعزائهم".!
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق