وكان من أهم ما نجّى الإسرائيليين في ذلك الوقت, من الضربات العشر, في المعتقد اليهودي, طبع (علامة) من دم ذبيحة القربان (الكف المغموسة بالدم والتي ورثها بعض المسلمين دون علم عن اليهود), على قوائم أبواب بيوت بني إسرائيل, لكي يتنبّه الرب!! ولا تصيبهم تلك الضربات بسوء!! وتقتصر الإصابة على المصريين فقط . .
فالتمائم تستمد طاقتها من منطق تلك الـ علامة/والرمز/ على الرغم من تأكيد المفسرين أن الله لا يحتاج إلى علامات لإنفاذ مشيئته !
ولا يحسبنّ أحد أن المجتمع الإسرائيلي بظاهره المتحضّر! قد نسي التمائم في تفاصيل حياته كلها, كلا - فالتمائم سواء تلك التي تنبثق من معتقد ديني محض, كالمزوزا, أم تلك المستحدثة التي تنبثق من معتقدات شعبية, تدخل في صميم الحياة الاجتماعية للإسرائيليين. بل أكثر من ذلك أن نجد أستاذًا في الجامعة العبرية بالقدس, هو البروفيسور "شلومو فيشر", يذكرها في مقال له بعنوان "التمائم والحرية السياسية" يشير فيه إلى ظاهرة توزيع الحاخام عوفاديا يوسف, على إسرائيليين منتمين لأحزاب دينية _غير شاس - تمائم ليحثهم على التصويت لحزب شاس!
لذا يمكننا القول إن التمائم, على اختلاف أنواعها وأغراضها, هى قاسم مشترك بين اليهود على اختلاف طوائفهم وطبقاتهم وتعدّ في نظر المتدينين سلاحًا فعالا مؤثرًا على الأقل من الناحية النفسية والروحية لهم.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر .
هذا رابط نسخة PDF للبحث :
http://www.4shared.com/office/AmM7f9-_ba/_____2_.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق