الاثنين، 9 مارس 2015

إحياء اللغة العبرية - بين النجاح والفشل! ‫#‏תחית_השפה_העברית_בין_נצחון_לכשלון‬

يمكننا تقسيم مراحل اللغة العبرية إلى أربع مراحل رئيسية:
أ‌. لغة "العهد القديم" أو ما يسمى بالـ (مِقْرَا), أي النصّ المقروء.
ب‌. لغة الحكماء.
ت‌. لغة العصر الوسيط.
ث‌. اللغة العبرية الحديثة
جدير بالذكر أن العبرية القديمة أو الكلاسيكية احتفظت بخواصها وطابعها في مجموعة من المصادر, هى؛ المقرا (أي النص المقروء, خاصة تلك الأسفار التي اتخذت كمراجع لاهوتية؛ التوراة, والصحف, وسفر المزامير), والمشنا. وكانت العبرية شائعة أيضًا من خلال استخدامها في الصلوات والتفاسير وبقية الكتب اليهودية.

ومنذ أن توقف الحديث بلغة الحكماء في القرن الثاني الميلادي (المقصود في أعقاب الشتات الكبير والأخير لليهود على يد الحاكم الروماني "هادريان" لفلسطين سنة 136 م), لم تعد العبرية لغة متحدثة كلغة أم. فكانت العبرية لغة الطقوس الدينية والأعياد والاحتفالات التي كانت تتم في البيوت, والحارات, والأحياء الخاصة بهم, التي عُرفت بحارات أو أحياء اليهود, أو بالجيتوهات اليهودية (من كلمة جيتو أي حارة اليهود باللغة الإيطالية), في أنحاء العالم.
استمرت تلك الحقبة لفترة طويلة امتدّت لمئات السنين (من 136م – إلى 1820).
نهضت العبرية, خلال تلك الحقبة, بعد أن ران عليها آثار الاندثار والغياب في العصور الوسطى – خاصة في البلاد التي حكمها المسلمون؛ مصر, وفلسطين, والعراق, واليمن والأندلس وغيرها. واستعادت كثيرًا من ملامحها القديمة بالإضافة إلى ما اكتسبته من البيئتة العربية التي تميزت بالتسامح مع اليهود والسماح لهم بالتعايش والاندماج في شتى فروع الحياة.
تميّز هذا الجو بازدهار الإنتاج الأدبي واللغوي العبري وظهور شخصيات ما زالت تحتل مكان الصدارة حتى اليوم في الكتابات الدينية اليهودية واللغوية العبرية كالحاخام الفيلسوف موسى بن ميمون, لدرجة تسمية اليهود لتلك الفترة باسم (العصر الذهبي) وتعرف الإنتاجات الأدبية لهذا العصر بـ "الأدب العبري الوسيط"، وكانت هذه آخر العصور المزدهرة للغة العبرية والتي انتهت بسقوط الأندلس.
تعدّ فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد في تاريخ الأدب غير الديني (ما يسمى بالعلماني) للغة العبرية. وأدباء ذلك الوقت هم المثقفون (بالعبرية : المسكيليم) والتي بدأت حركتهم في وسط أوروبا خصوصًا في ألمانيا وانتقلت بعدها إلى المجر والتشيك وإيطاليا وغيرها من البلدان. ووصلت إلى ذروة تطورها في شرق أوروبا وروسيا وبولندا.
اجتهد المثقفون/المسكيليم من أجل إحياء اللغة العبرية وتحويلها إلى لغة حديث بين الناس، وكان أوائلهم يميلون إلى توسيع اللغة العبرية وتجهيز كل روافدها من أجل الاستخدام في الكتابة، بينما مال المتأخرون إلى خلق لغة مركبة تختلط بروافد اللغة المختلفة.
مع كل الإسهامات التي أسهم بها المسكيليم من أجل توسيع الثروة اللغوية العبرية وإحيائها، ومع نضال بعضهم من أجل تحويل لغة المشنا وباقي روافد اللغة العبرية إلى مصادر شرعية لتطور اللغة، ومع الطموح والرغبة في فرض اللغة العبرية على الجماهير، لم ينجح المثقفون في وضع أسس لتحويل اللغة العبرية من لغة كتابة وإنتاج إلى لغة حديث.
(يتبع)
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق