الأحد، 24 مايو 2015

يوم السبت وقداسته وانتهاكه (في اليهودية) יום_שבת_וקדושתו_והפרתו_ביהדות‬


يضم كتاب "المِشْنـا"؛ المصدر الثاني للتشريع في اليهودية, فصلا يسمّى "شابّات"؛ أي يوم السبت, يعدد الأعمال التي يحظر القيام بها في هذا اليوم, ويركز على قدسيته وأنه مخصص لذكر الرب والعبادة والراحة. كما يهتم بتلك الأعمال المباحة والمحظورة حتى من ليلة السبت قبيل غروب الشمس. ومن أهم الشعائر التي يجب أن يقوم بها اليهودي ويحافظ عليها, في هذا اليوم, إيقاد السُرُج, وهى شعيرة كانت متبعة, وفقًا للمصادر اليهودية, في زمن الهيكلين؛ الأول والثاني (953 ق.م – 70م)؛ لذا فهى محل اهتمام الفصل بالإضافة إلى تفصيل أنواع الزيوت التي تصلح لذلك وآراء الحكماء فيها.
كما يهتم فصل شابّات بشرح الأذكار والأعمال الأخرى التي يقوم بها اليهودي في بيته؛ كوسائل تسخين الطعام ليلة السبت والاحتفاظ به دافئا, وتفصيل قواعد الانتقال والتحرك من نطاق إلى نطاق آخر, أو من حيز إلى حيز آخر, وحكم قذف الأشياء من نطاق إلى نطاق آخر, واستعمال الدواب يوم السبت. والحديث عمّا يسمح للرجل والمرأة الخروج به. وتقديم قربان الخطيئة (قديمًا).
ويسجل الفصل آراء الحكماء في مسألة إخراج الميت للدفن يوم السبت, وبعض المسائل اليسيرة كتقليم الأظافر, وتهذيب الشعر, وكتابة حرفين, وبناء حجرين, وجمع الحطب والصباغة يوم السبت.
ويناقش الفصل في نهايته موضوع صيد الحيوانات والحشرات بغرض التداوي, وتوليد المرأة, والختان يوم السبت. ومن الأمور المهمة التي يناقشها الفصل توقيع عقوبة صارمة لمن تسول له نفسه التعدي على بعض حرمات السبت, وهى ما يطلق عليها "تدنيس السبت", أو "انتهاك السبت", وعقوبته القتل.فورد بالتوراة في شأن رجل كان يجمع حطبًا يوم السبت :
"لترجمه الجماعة كلها بالحجارة خارج المخيم، لأَن عقابه أن يموت موتًا. فأخذه الجماعة كلها إِلَى خارج المخيم ورجموه بالحجارة حتى مات، كما أَمر الرب موسى).
ونفذت عقوبة الرجم على الرغم من أن الحطاب لم يكن يعلم بتلك العقوبة ولا الجماعة وهو ما يتضح من الآيات التي تتناول هذا الحدث. بل أكثر من ذلك تذكر التوراة أن أبناء الرجل أيضًا قتلوا بجريرة أبيهم! فلماذا رُجم, ولم يحذر؟ كما تقتضي عدالة الأحكام! وكما يذكر سفر التثنية أن الأولاد لا يقتلون بذنب الآباء !
ويحرص اليهود على ترديد عبارة "اللهم ارسل المخلص المنتظر إلى صهيون" يوم السبت, وإذا قالها اليهودي في جمع وجب على الباقين التأمين خلفه بكلمة : آمين.


 حتى البقرة لا تعمل يوم السبت!
************************

قصة الذي تهوّد بفضل البقرة التي كانت تستريح يوم السبت, ولم تكن تعمل !!! - توظيف أدبي لصالح العقيدة, على الرغم من أنهم يشيعون أن اليهودية ديانة غير تبشيرية !!
                    

يحكى أن يهوديًا صالحًا كان لديه مزرعة كبيرة للحنطة, وفي آخر تلك المزرعة بئر ماء. كما كان يملك نعجة وحيدة صغيرة, تربض في حظيرة الحطب, وحمارًا عنيدًا, متهالك, وبقرة مطيعة!
كان اليهودي الصالح يقوم مبكرًا ويشدّ الرحال ليطعم حيواناته ويسقيهم من البئر الصغير. وكاان بعد أن تنتهي حيواناته من وجبة الطعام والشراب يسرع إلى بيته ليتناول هو طعامه ثم يصطحب بقرته إلى المزرعة. كان يداعب بقرته في الطريق فيربت على رأسها ويهمس في أذنها بما سيقومون بعمله وكم من الوقت سيستغرق؟. وكان مجتهدًا وبقرته نشيطة, فكانا يقومان كل يوم بالعمل لساعات طويلة.
وهكذا كان يصنع كل أيام الأسبوع. وفي يوم السبت أيضًا, يوم الراحة, كان الرجل الصالح يبكّر في الصباح ويطعم نعجته الصغيرة ويسقيها, وحماره المتهالك العجوز المشاكس, وأخيرًا بقرته الحبيبة النشيطة التي كانت تنتظر مجيئه. لكن البقرة لم تكن تقف على أرجلها يوم السبت, بل كانت تظل رابضة في مكانها, لأنها كانت تعلم جيدًا أن هذا اليوم؛ يوم السبت – هو يوم راحة!.
مرّت على اليهودي أيام صعبة حين أفلس ولم تكن معه نقود لينفق على أهل بيته وعلى حيواناته التي يملكها. اضطر – مع الأسف – أن يبيع حماره المشاكس ونعجتة الصغيرة. لكنه لم يبع البقرة. اوستمر يعمل هو وبقرته كل يوم في المزرعة, وكانت البقرة ترتاح يوم السبت وهو أيضًا, وجميع أهل بيته.
مرّت الأيام والأسابيع. واضطر اليهودي بأسف شديد لبيع بقرته النشيطة المطيعة لجاره غير اليهودي. سُرّ غير اليهودي بالبقرة النشيطة, لكنه عندما جاء يوم السبت, ودخل إلى حظيرته وجد البقرة الجديدة جاثمة على الأرض في مكانها وليس لديها الرغبة في العمل. حاول غير أن يجعلها تنهض من مكانها؛ جذبها مرات عدّة لكن البقرة لم تتحرك من مكانها. غضب منها وأخذ يضربها ومع ذلك لم تتحرك البقرة من مكانها!.
أسرع غير اليهودي إلى اليهودي وقال له:
ما هذا؟ هل بعتني بقرة مريضة. تعمل طوال الاسبوع عملا شاقًا واليوم لا تريد القيام من مكانها! تحدثت معها بلطف, غضبت منها وحتى انحنيت لها. خذها واعطني مالي !.

فهم اليهودي وقال له: لا تقلق, سأتي إليك فورًا وأجعل البقرة تقف على أقدامها"
اقترب اليهودي من البقرة, وداعب رقبتها وهمس في أذنها: أيتها البقرة, حينما كنت ملكي, عملنا معًا كل أيام الأسبوع, وفي اليوم السابع, كنّا نستريح, أنت وأنا وكل أهل بيتي. أما الآن فأنت ملك لغير يهودي. فهو وأهل بيته يعملون أيضًا في يوم السبت, ويجب عليك أنت أيضًا أن تعملي يوم السبت. أرجوك قفي على أقدامك واخرجي إلى الحقل للحرث"!
وعلى الفور نهضت البقرة على أقدامها.
تعجب غير اليهودي وسأل: كيف استطعت أن توقف البقرة على أقدامها؟ أي كلمات ساحرة همست بها في أذنها؟
قال اليهودي: لم أقل لها سحرًا ولم أقم بشيء من قبيل السحر!, بل قلت لها في أذنها كذا وكذا".
تعجّب غير اليهودي وسأل: ولماذا لم تعملوا أنتم أيها اليهود يوم السبت؟
أجاب اليهودي: تحكي لنا توراتنا أن الرب تبارك اسمه خلق الدنيا في ستة أيام, خلق في كل يوم شيئًا جديدًا, وحين جاء اليوم؛ السابع يوم السبت, رأى الرب تبارك اسمه كم هو جميل ذلك العالم الذي خلقه, وخصص اليوم السابع للراحة, واستراح فيه. لذلك نحن أيضًا اليهود, نعمل طوال أيام الأسبوع ونستريح في اليوم السابع, وأهل بيوتنا كذلك, وحيواناتنا كذلك"

جلس غير اليهودي بجوار بقرته الجديدة, ربت بلطف على ظهرها وفكر كيف يمكن لبقرة لا عقل لها ولا تملك من الحكمة شيئًا أن تفهم وتعرف مَنْ خلقها, أما أنا فقد منحني الرب تبارك اسمه حكمة وعقلا وفهمًا ومع ذلك لا أعرف من خالقي ولا أقيم وصاياه؟
قرر غير اليهودي أن يستريح هو أيضًا يوم السبت هو وأهل بيته وبقرته الجديدة.
وهكذا بفضل البقرة, عرف غير اليهودي يوم السبت. وفي كل سبت؛ يوم الراحة تعلّم بعض تعاليم التوراة. تعلّم وتعلّم, حتى تهوّد وأصبح من فقهاء التوراة, هو الحاخام "يوحنان بن تورتا"!.
يتبع . . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق