الأحد، 24 مايو 2015

نقش كورش/قورش الذي غيّر فكر العالم القديم! מצבת_כורש_ששנתה_את_מחשבת_העולם_הקדמון‬

اسطوانة (قورش/كورش) هى جسم من الصلصال المحروق, عليها نقش باللغة المسمارية, من بابل, يعود تاريخه إلى أكثر من 2700 سنة, من عهد الامبراطورية الأخمينية (331 – 550 ق.م), التي يعدّ "قورش" العظيم, هو مؤسسها.
ترجع قيمة ذلك النقش الذي ينسب لقورش الملك العظيم أنه ارسى فيه قواعد جديدة للحكم ليس فيها اضطهاد للناس المنتمين إلى جنسيات وأصول عرقية وإثنية مختلفة لإجبارهم على شيء لا يرغبونه, بل يؤكد قورش على ضرورة احترام رغباتهم وإرادتهم.


وعلى الرغم من أن تلك الاسطوانة التي تحتفظ بهذا النقش, صغيرة الحجم ولا تتعدّى ابعادها 32 سمنتمترًا طولا × 10 سنتيمترات قطرًا, غير إنها عظيمة القيمة وذات أثر كبير لما يحتويه مضمونها من مباديء عادلة وضعها "قورش" ولعبت دورًا في تغيير الفكر عن أوضاع كانت تبدو نمطيّة في كثير من بلدان الشرق القديمة, بالنسبة لمعاملة الرعايا الأجانب والأسرى, وظل أثرها إلى يومنا هذا بل ويدرّس في معاهد العلم المختلفة. وبلغ من توازنها واحترامها لتنوّع الأصول العرقية والدينية للإنسان أن اتخذت مادة تشريعية قديمة تدرس في مؤسسات التعليم بأوربا وأمريكا.
عثر على هذا النقش الاسطواني في أساسات هيكل قديم يسمى "أسجيلا" للإله مردوك, عالم الآشوريات الانجليزي هورموزد راسام, سنة 1879م, الذي كان ضمن بعثة آثارية من قبل المتحف البريطاني بالعراق. وفكّ طلاسمه عالم اللغة المسمارية أي.إف.فينكل.
يبدأ النقش – كما كان سائدًا في عصره – بتوجيه النقد للحاكم السابق, نابونيدس (555-539 ق.م), وتعديد ممارساته غير المرضي عنها نظرًا لإساءته للناس وتشويه شعائر العقيدة. ولما كان نبونيدس هذا شريرًا في نظر الإله مردوك, فرأى أن يعين قورش ملكًا على كل بلدان مملكته!
ويستطرد "قورش" في نقشه فيقول: إنه ألغى أحكام العبودية في مملكته وسمح لجميع الناس الذين اضطهدهم حكام سابقون أو طردوا بسبب عبادتهم لآلهة أخرى بأن يعودوا إلى منازلهم, وأمر بإعادة ترميم معابدهم وآلهتهم التي هدّمت, وطلب منهم الصلاة!
ولنقش قورش الاسطواني أهمية خاصة بالنسبة لليهود، لأنه يلمح لعودتهم إلى القدس، وإن لم يذكر ذلك صراحة. وقورش هو من جاء ذكره أيضًا في سفر أشعيا بأنه:
: هُوَ رَاعِيَّ الَّذِي يُلَبِّي كُلَّ رَغَبَاتِي وَالْقَائِلُ عَنْ أُورُشَلِيمَ: لاَبُدَّ أَنْ تُبْنَى وَعَنِ الْهَيْكَلِ: لاَبُدَّ أَنْ يُؤَسَّسَ (مِنْ جَدِيدٍ)».
وجاء في رسالة لكورش بسفر أشعيا:
هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ لِكُورُشَ مُخْتَارِهِ، الَّذِي أَخَذْتُ بِيَمِينِهِ حَتَّى أُخْضِعَ أَمَامَهُ أُمَماً وَأَكْسِرَ شَوْكَةَ مُلُوكٍ، لأَفْتَحَ أَمَامَهُ كُوَّاتٍ وَلاَ تُوْصَدُ فِي وَجْهِهِ مَصَارِيعُ. 2هَا أَنَا أَتَقَدَّمُكَ لأُسَوِّيَ الْجِبَالَ بِالأَرْضِ وَأُحَطِّمَ أَبْوَابَ النُّحَاسِ، وَأُكَسِّرَ مَغَالِيقَ الْحَدِيدِ، 3وَأَهَبَكَ كُنُوزَ الأَقْبِيَةِ الْمُظْلِمَةِ وَذَخَائِرَ الْمَخَابِيءِ، لِتَعْرِفَ أَنِّي أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي دَعَاكَ بِاسْمِكَ. 4لأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ، وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ، لَقَّبْتُكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْرِفَنِي. 5أَنَا هُوَ الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي. لَيْسَ هُنَاكَ آخَرُ، شَدَّدْتُكَ مَعَ أَنَّكَ لَمْ تَعْرِفْنِي. 6حَتَّى يُدْرِكَ النَّاسُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنِّي أَنَا هُوَ الرَّبُّ وَلَيْسَ هُنَاكَ آخَرُ. 7أَنَا مُبْدِعُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، أَنَا صَانِعُ الْخَيْرِ وَخَالِقُ الضُّرِّ، أَنَا هُوَ الرَّبُّ فَاعِلُ كُلِّ هَذِهِ. 8اهْطِلِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ، وَأَمْطِرِي يَاغَمَامُ بِرّاً، لِتَنْفَتِحِ الأَرضُ حَتَّى يُثْمِرَ الْخَلاَصُ، وَيَنْبُتَ الْبِرُّ. أَنَا خَلَقْتُهُ.

وحتى أنه يذكر أن الرب مسح جبين قورش بالزيت. فكان كورش أو قورش لذلك كله ممن يحتلون مكانة عظيمة في الفكر اليهودي كمخلص من الأسر الأول في تاريخ بني إسرائيل وكمسخَّر من الرب لإطلاق سراحهم والسماح بعودتهم بل ومساعدتهم في إعادة بناء الهيكل الذي ككان تهدم وسرقت محتوياته!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق