الثلاثاء، 2 يونيو 2015

ضرب الزوجة (في اليهودية) הכאת_האישה_‬(ביהדות)

بداية أود التأكيد على أن منطلقات إساءة معاملة المرأة في اليهودية هى ما رسخ في الأذهان من أن المرأة عوقبت, في قصة الخلق التوراتية, بالأتعاب والوجع, بعد سقوطهما فى الخطيئة وأكلهما من الشجرة المحرمة عليهما (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) فكان بالأحرى تركها تعاني مشاقات الحياة دون شفقة من الرجل! لذلك أبدى بعض الحاخامات المتطرفين اعتراضه على تيسير ولادة المرأة بأية وسائل إعمالا لهذا النصّ!
وكيف لا تساء معاملة الزوج لزوجه وقد جاء بالتوراة أنه يجوز للأب أن يبيع ابنته كجارية ! دون أي اعتبار لإنسانيتها وكرامتها !
ومن مدعاة الإساءة للمرأة أيضًا ما جاء في كتاب "العهد القديم" أنها هى التي تجسِّم الشرّ:
(وكانت امرأة جالسة في وسط الايفة فقال: هذه هى الشرّ, فطرحها إلى وسط الأيفة وطرح ثقل الرصاص على فمها) زكريا 5 : 8 وكان صبّ الرصاص المصهور في جوف الجاني ليقطع أمعاءه من أقسى العقوبات في ذلك الزمن!
وربما لتلك المواقف المتطرفة من المرأة في كتاب "العهد القديم" والذي يعتقد بما جاء به المسيحيون أيضًا هو ما جعل فيلسوفًا عبقريًا مثل "نيتشه" يفرغ عصارة فكره عن المرأة بمقولته "المرأة فَخّ نصبته الطبيعة" للرجال! –
وقوله: لقد تآمرت المرأة دومًا مع كافة صور الانحلال ضد الرجال "! وكان من الداعين إلى تقويم المرأة بالسوط !
فهل يحق للزوج ضرب زوجته؟ وإذا حُقّ له ذلك فما هى المبررات التي تسوغ له هذا الحق؟ وهل يعاقب لو تعدّى تلك المبررات ؟ وأي الأسباب التي تعدها المحكمة مقبولة لضرب الزوجة؟
ورد في هذا الشأن أن التلمود حافظ على علاقات جيدة بين الزوج وزوجه فبعد ان كان ضرب الأزواج ظاهرة متفشيّة حاول الحكماء التقليل منها وتحديدها فسموا هذا الفعل "الضرب غير مقبول", "الضرب لأسباب غير منطقية". وشبهوا عملية ضرب الزوج لزوجه كأن الله يضرب "الشعب الإسرائيلي"!
جاء بالتفاسير التلمودية أن الزوج الذي يؤذي زوجه بالضرب, أو جراء معاشرتها بعنف! عليه دفع غرامة مالية, أو تصادر بعض ممتلكاته من قبل المحكمة.
وجاء في أحكام الراب "يهوداي جاءون" :
على الزوجات توقير أزواجهنّ؛ فيرضعن أولادهن, ويطهين الطعام لازواجهن ولو على نفقتهن الخاصة . . وعليهنّ الوقوف حين عودة أزواجهن من الخارج, وألا يجلسن قبل جلوس أزواجهنّ, وألا يرفعن أصواتهن في وجود أزواجهن, بل للزوج أن يضرب زوجه وعليها بالصمت كما تفعل النساء المحتشمات!
وقال "شموئيل هنَّاجيد": لا تُضرب المرأة إلا إذا تمرّدت على زوجها"
وقيل: لا تعدّ المرأة متمردة/ناشزًا إلا إذا قصّرت في حقوق الزوج الشرعية, وكذلك إذا قصّرت في عمل ما من واجباتها, تعدّ متمردة أو ناشزًا, وتُجبر على العمل ولو باستخدام السوط. وهو رأي العالم والفيلسوف اليهودي "موسى بن ميمون".

وللرجل أن يؤدب زوجه بالامتناع عن مضاجعتها, أو تقليل الإنفاق عليها. وأجيز ضربها قياسًا على جواز معاملتها معاملة العبد! وهو من منطلق السماح حتى للأب ببيع ابنته كعبدة وحبسها.
وهناك من لا يجيز ضرب الزوجة لغير إجبارها على التعلُّم, وإذا ضرب الزوج زوجه فأدّى ذلك إلى هربها من البيت فالتشريع معها لأنه لا يسوغ العيش مع حيَّة !(المقصود الزوج, هكذا النصّ) في مكان واحد!
ويرى الراب "شمعون بن لقيش" أن ضرب الزوج لزوجه أفضل من تطليقها وحياتها كالمطلقة أو الأرملة, ويقول: إن المرأة تفضل الحياة الزوجية – على ما بها – على أي بديل آخر (في إشارة منه إلى ضرب الزوجات).
ويجب ضرب الزوجة إذا اعتادت شتم أمها وأبيها, أو أمه وأبيه, مرات عدّة دون استجابة للتحذير من عدم جواز هذا الفعل بل وذكر أيضًا جواز معاقبتها وتعذيبها.
ومن المشرعين من شدد على عدم جواز ضرب الزوجة لأن شأنها شأن أي شخص آخر لا تربطه بالزوج علاقة! ولذلك شدد على أن ضرب الزوج لزوجه من باب أولى أن يتجنبه الزوج لحساسية العلاقة بينه وبين زوجته.
وإذا تجاوز الزوج حدود الشرع أو القانون وبلغت للمحكمة الكائنة بالمكان استغاثة الزوجة المضارة فعندئذ تطبق مجموعة إجراءات تدريجية لمعالجة الموقف؛ تبدأ بالتحذير, فدفع غرامة, فالعقاب الجسماني, وأخيرًا إذا لم يلتزم القواعد يجبر على التطليق!
وعلى كل الأحوال فإن تلك التشريعات التي ذكرناها لا وجود لها في واقع حياة الإسرائيليين الآن, وتعاني المرأة الإسرائيلية أشدّ المعاناة من سوء معاملة الأزواج, وينتشر العنف وجرائم قتل الزوجات أحيانًا أمام الأطفال, ويعدّ ذلك من أهم أسباب دخول نسبة كبيرة من الإسرائيليات في الإسلام لما لاحظنه من فرق في معاملة الزوجة معاملة حسنة غير موجودة في اليهودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق