الخميس، 10 سبتمبر 2015

فاقطع يدها ولا تشفق عينك!! קצות_את_כפה_לא_תחוס_עינך‬!


(إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
لكي نفهم المقصود من هذا النصّ لابد أن نوضح أن من وصايا اليهودية إنقاذ النفس الواقع عليها اعتداء قد يؤدي إلى فقدان حياة بنسبة كبيرة, حتى ولو بقتل المعتدي إذا لم تكن هناك وسيلة أخرى لإيقاف اعتدائه.

وفي حالة هذه المرأة التي تمدّ يدها على "عورة الرجل" إذا لم ترعوي لتركها, وفي هذه الحالة تُقطع كفّها, هنا توجب التشريعات اليهودية قتلها على الفور. ليس هذا وحسب بل الوصيَّة تركز أيضًا على التعامل مع مثل هذه الحالات بحزم وحسم ودون شفقة لأنها تشريع يقصد منه الترهيب من الإقدام على فعل ذلك, والتحذير من عاقبة الإصرار على الإضرار بالنفس البشرية فكانت عبارة "لا تشفق عينك".
ويتحتم التدخل لإنقاذ هذه النفس؛ المجني عليها, في حالات معينة كأن يكون المعتدي قوي البنيان الجسدي والمعتدى عليه ضعيفُه. وفي حالات وجود الخطر على النفس بأي طريقة من الطرق.
وتعرف هذه الظاهرة التشريعية في النصوص بـ "امرأة بين رجلين"! لذا على المرأة أن تتجنب المرور بين رجلين, وهذا المنع يشكل حرجًا بالغًا للنساء اليهوديات المحتشمات – في العصر الحديث بإسرائيل - أثناء صعودهن الحافلات لأنهن يضطررن للمرور بين رجلين جالسين عن يمين وشمال لأن الرجال يجلسون في المقاعد الأمامية بالحافلات! أما النساء فيجلسن في المقاعد الخلفية.
وعلى الجانب الآخر هناك تحذيرات صارمة للرجل؛ فعليه أن يتجنب والمرور من تحت جَمَل, أو بين ناقتين, أو بين امرأتين, أو بين كلبين, أو خنزيرين, أو نخلتين! أو رائحتين خبيثتين, أو تحت جسر لم تمر تحته مياه 40 يومًا!, أو أكل كسرة خبز دون حاجة, أو أكل لحم ملوث!, أو شرب من قناة مياه تمرّ بالمقابر, أو النظر إلى ميت, أو قرأة كتاب عند المقابر.
وعمل أحد هذه الأمور يستوجب توبة وقراءة من نصوص وضعها الحكماء!
لكن هذه التشريعات تقسو على المرأة أكثر من الرجل وتحقر من شأنها وتساوي بينها وبين الحيوانات كالنوق, والكلاب, والخنازير, دون مبرر واضح أو مقبول!
وتزداد خطورة مرور المرأة بين رجلين إذا كانت حائضًا حيث جاء بالتلمود :
(إذا مرّت حائض بين رجلين, وكانت في بداية حيضها, فإن مرورها يسبب موت أحد الرجلين, وإذا كانت في نهايته فإن شجارًا سوف يحدث بينهما).
وماذا لو مرّ رجل بين امرأتين؟ , نقرأ :
(إذا جلست امرأتان على جانبي طريق, إحداهما في ناحية, والأخرى في الناحية الآخرى, الواحدة في مواجهة الأخرى, فذلك يُعد من أعمال السحر!
وماذا يصنع رجل يريد أن يمرّ في هذا الطريق ؟
إذا كان هناك طريق آخر عليه أن يسلكه, أما إذا لم يكن هناك طريق آخر فعليه الانتظار إلى أن يأتي رجل آخر ويمرّا سويًا, وعليهما أن يشابكا أيديهما أثناء المرور بين المرأتين وكذلك عليهما أن يتبادلا المواضع لكي يبادلا وضع الأيدي, يمينًا وشمالاً. وعليهما كذلك أن يرددا عبارات وضعها الحكماء لاجتياز هذا الموقف!
ولعل هذه التفرقة, بين الرجل والمرأة في اليهودية, بالإضافة إلى عوامل أخرى تعد من الخرافات واللا منطقيات تكون هى السبب في أن أعداد أعضاء منظمات مثل "التحرر من الدين" من النساء أضعاف أعداد الرجال.
أمّا أخطر هذه العوامل على الإطلاق الآن وتشجع على انحراف المرأة اليهودية هو عدم وجود قاعدة شرعية لعلاقة السحاق بين الفتيات والنساء في إسرائيل, إذ لم تتضمن تشريعات التوراة عقابًا لهذه العلاقة الآثمة بين المرأة والمرأة والتي تكاد تقوض المجتمع الإسرائيلي لانتشارها كانتشار النار في الهشيم, بالإضافة إلى انتشار ظاهرة مسيرات الشواذ, وخلع الملابس بالكامل والتعري بين النساء تعبيرًا عن التمرد والاعتراض على قارعة الطريق ناهيك عن نوادي التعرّي وممارسة الشذوذ التي وجدت طريقها مفروشًا بالميسرات بعد أن أجاز البرلمان الإسرائيلي العلاقات المثلية وتسجيلها في المحاكم, الأمر الذي جعل مسئولا إسرائيليا رفيعًا في أمريكا يقول عن بلاده:
"إسرائيل واحة الشذوذ" في مناسبة الترويج للسياحة القادمة من الخارج!!
هذه هى الدولة اليهودية !!
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغت والترجمة/جامعة الأزهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق