الخميس، 10 سبتمبر 2015

الجَلْدُ الرحيم! מלקות_עדינות

تحافظ بعض الطوائف الأصولية اليهودية, خاصة الشرقية منها؛ أي المهاجرة من البلاد العربية, على تنفيذ عقوبة الجلد الرحيم بمعنى أن يكون بشكل رمزي, عشية يوم الغفران لتكفير الذنوب المقترفة بمخالفة وصايا "لا تفعل". وله طقوس محددة؛ فيقتضي هذا الطقس أن ينحني المذنب إلى الأمام ويضع قبضة يده على صدره أثناء تادية هذا الطقس, وعليه ان يبقى دفائق عدَّة يركز فيها في أمور ثلاثة "الاعتراف بالذنوب, والندم عليها, وزرف الدموع", ثم يُضرب بالسوط برفق على ظهره, ابتداء بالناحية اليسرى, فالناحية اليمنى, فمركز الظهر ناحية اليسار.
ويصيح مع كل جلدة "يهوه رحيم يغفر الذنوب, ولا يظلم.
مجموع الجلدات هو 39 جلدة, مقسّمة إلى 13 جلدة في كل مكان من الأماكن التي ذكرناها, والعدد في أصل التشريع 40 جلدة لكن انقصت جلدة لتناسب التقسيم على 3. وبعد انتهاء طقس الجلد تكون ذنوبه قد محيت وغفرت.
ويؤدي طقس الجلد بهيئات عدّة منها السجود على الأرض أيضًا بدلا من الانحناء للأمام.
والجلد طقس قديم اعتادت عليه بعض طوائف القدس القديمة, ويحافظ على تأديته في العصر الراهن القادمون من العراق وبعض الحسيديم (المتصوفة). كما تقبل عليه بعض الطوائف التي ترى فيه استعادة لمشاعر دينية وطقوس كانت تؤدى قديمًا تعبر عن الشعور بالاستسلام لإرادة الرب وتقديس فروضه.
أما الجلد الحقيقي كعقاب جسماني فقد اختفى, كما تذكر النصوص, منذ دمار الهيكل, لكن كان هناك من يؤدية من تلقاء نفسه كانصياع ذاتي لردع النفس وتقديس خالقها, خاصة في العصور الوسطى. وقد تناول كتاب "شولحان عاروخ" وهو كتاب تشريعي لـ "يوسف كارو" هذه الجلدات وذكر أن موعد تطبيق طقوسها بعد صلاة "المنحا"؛ وهى صلاة منتصف اليوم, يستغرق وقتها من بعد الظهيرة إلى وقت غروب الشمس.
ونرى في الصورة المرفقة أحد مشاهد تادية طقس الجلدات الرحيمة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق