الخميس، 10 سبتمبر 2015

مريم النبيَّة؛ أخت هارون وموسى, في اليهوديَّة מרים_הנביאה_אחותם_של_אהרון_ומשה_ביהדות‬


ورد بالتوراة عبارة يا أخت هارون! والمقصود بها "مريم" أخت هارون وموسى عليهم جميعًا السلام, وتعد - في التفاسير - نبيَّة قبل أن يولد موسى عليه السلام (في حوالي 1400 ق.م).
معروف أن هارون هو الأخ الأكبر لموسى, ومريم هى أخته, أكبر منه, وكانت تتبعته لتعرف ماذا ستصنع به ابنة فرعون حين وضعته أمهم (يوكابد) في السفط/التابوت/صندوق من نبات الحلفاء, وألقته في ماء اليم بالقرب من بيت فرعون.

جاء بالتفاسير أن النبوّة أخذت من مريم واعطيت لموسى. وأما الوصف يا أخت هارون – في المصادر اليهودية - فقيل إن المقصود به هو أن نبوتها متساوية مع نبوَّة هارون, لكن نبوّة موسى كانت أكثر أثرًا ووضوحًا وشمولا.
لولا مريم ماكان موسى!!
جاء بالتفاسير اليهودية أن (عمرام) أبي موسى عليه السلام, وزوج (يوكابد) لما بلغه خبر أمر فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل, كان لديه حينئذ, من الأبناء هارون ومريم, فأراد أن يطلِّق زوجه (يوكابد) حتى لا ينجب ويتعرض الوليد للقتل, وقال ليكن الأمر على السواء, فطلق زوجه وفعل أغلب الرجال من بني إسرائيل مثله وطلقوا زوجاتهم!
فقالت ابنته (مريم) : يا أبي, حكمك أقسى من حكم فرعون وأشدّ, إن فرعون قرر أن يقضي على الذكور, ولكن حكمك يقرر القضاء على الذكور والإناث معًا! لقد قرر فرعون إبادة هذا الجيل فقط أما قرارك فيقرر إبادة هذا الجيل وما يليه من أجيال!. وهناك شكّ في أن ينفذ فرعون الظالم ما قرره لكن قرارك يعني إبادة حقيقية! لبني إسرائيل.
فلما سمع الأب عمرام هذه الكلمات من مريم أعاد زوجه إلى بيت الزوجية وفعل مثله أغلب الرجال وأعادوا زوجاتهم.
وبذلك لعبت مريم دورًا عظيمًا على الرغم من صغرها في إقناع أبيها بإعادة أمها (يوكابد) إلى بيت الزوجية بعد الطلاق.
وجاء ميلاد موسى بعد تلك الأحداث, وأصبح نبي بني إسرائيل, وأحد أولي العزم من الرسل.
ومما قامت به مريم (النبية) أخت هارون, حين كان موسى لا يزال رضيعًا (ابن ثلاثة أشهر فقط) مراقبتها للسفط/التابوت/صندوق نبات الحلفاء الذي وضعت فيه أمهم, موسى وألقته في النهر, خشية القتل, فجرفته المياه إلى قرب بيت فرعون وكانت إحدى بناته تغتسل فرأته وأمرت إحداى جواريها بإحضاره ولما نظرت في السفط وجدت طفلا جميلا صغيرًا يبكي, فرق قلبها له وعرفت أنه من أولاد العبرانيين – وهنا انطلقت "مريم" أخته, بشجاعة منقطعة النظير, وسألت ابنة فرعون: هل أذهب وأحضر لك امرأة من العبرانيات لترضعه؟
فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي.
فذهبت مريم ودعت أمهم (يوكابد), فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي بهذا الولد وأرضعيه وانا أعطي أجرتك.
فأخذت الطفل وأرضعته.
ونعرف بذلك مكانة مريم في قصة ميلاد موسى عليه السلام وملابسات أمر فرعون بقتل كل ذكر من بني إسرائيل واستحياء الإناث, وشجاعتها في تتبع مصير أخيها الصغير, وحرصها هلى حياته وعلى مشاعر أمهم (يوكابد) التي عانت تلك اللحظات القاسية.
وقيل إن مريم/أخت هارون – النبيَّة في التراث اليهودي – كانت تنبأت بميلاد موسى وأنه سيكون نبيًا مخلِّصًا لبني إسرائيل من العبودية ومنقذًا لهم من ظلم الفرعون وجبروته.
ومما ينسب لها أيضًا "بئر مريم" التي كانت ترافقها – كمعجزة خصها الله بها – منذ بدء رحلة خروج بني إسرائيل من مصر في الصحراء إلى أن ماتت, ولم يكن لتلك البئر مكانًا ثابتًا بل كانت تتفجر حيث كانت "مريم", وقيل كان يتدفق منها الماء باستمرار وكفّ تدفقها بمجرد موت مريم عليها السلام.
ويذكر في المعتقدات اليهودية أن بئر مريم التي كفّت عن دفق الماء بعدما ماتت مريم بالقرب من بحيرة طبرية جعلها الله رتمدّ جميع الآبار في فلسطين بالماء العذب, وأنه موكول إلى مياهها إشفاء المرضى ورِي العطشى! 

ما يعتقد أنه آخر مكان لـ "بئر مريم", أخت هارون وموسى, على شاطيء بحيرة طبرية.

 
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق