الخميس، 10 سبتمبر 2015

يثرون/رعوئيل/شعيب !

يعدّ "يثرو/رعوئيل", المسمّى, في الترجمات العربية "للعهد القديم", "يثرون", في اليهودية شخصيّة توراتية, فهو كاهن مديان وأبو "صفورة" زوج موسى عليه السلام. ويأتي في سفر الخروج باسم آخر هو "رعوئيل". ويثرو – في اللغة العبرية – بمعنى (المُفَضَّل), أمّا رعوئيل فبمعنى (المُصدِّق لله). تذكر بعض المصادر العربية أنه هو النبي "شعيب" عليه السلام.
لا يعدّ "يثرون" من بين الأنبياء في اليهودية بل هو كاهن كما ذكرنا, ويذكر المدراش (تفسير) أن ليثرون سبعة أسماء؛ هم: يثر, ويثرو, وحوباب, ورعوئيل, وحبير, وبوطيئيل, وقيني !
وتذكر المصادر أن الحكماء كانوا يعظمونه ويرفعونه مكانة عالية لأنه على الرغم من أنه كان وثنيًا يعبد جميع الأوثان التي شاعت في زمانه, وأنه كان من مستشاري فرعون, غير إنه في نهاية الأمر اعترف بإله إسرائيل. ويذكرون أنه هوّد جميع أهل بيته! في وقت مبكِّر من بزوغ اليهودية.
ترد سيرة "يثرون/رعوئيل", في التوراة, عند الحديث عن قصة موسى وهروبه من وجه فرعون, إلى أرض مديان.
كان لـ"يثرون" أو "رعوئيل" الكاهن 7 بنات, منعهنَّ الرعاة عندما ذهبن ليسقين غنم أبيهنّ, من السقاء, وطردوهنّ من مكان الماء, كان موسى عليه السلام هناك وشاهد هذا الموقف فتصدَّى لهم, وصفته بنات يثرون بالرجل المصري, وكان معروفًا بقوة بنيانه! ولما سأل الكاهن عن سبب عودتهن مبكرًا على خلاف العادة كل يوم أجبنه وأخبرنه بما صنع موسى فعاتبهنّ على تركه وعدم دعوته للطعام!
أقام موسى مع "يثرون"؛ الكاهن الذي زوجه إحدى بناته السبع؛ "صفورة" وأنجب منها موسى ابنين, الأول يدعى "جِرْشوم" (ومعناه : نزيلُ في أرض غريبة, كناية عن غربته هو), والثاني "إليعازَر" (ومعناه: الله عوني, كناية عن استعانته بالله).
"يثرو" يقدم العون لموسى وجماعته:
بلغ يثرون جميع ما حدث لموسى وبني إسرائيل، وخروجهم من مصر، فأخذ "صفّورة" زوجة موسى الّتي كان قد أرجعها إلى أبيها, وابناها إلى موسى, في الصحراء, حيث كان مجْتمعًا عند جبل الله. فَلما علم موسى بمقدمه خَفَّ لاستقباله، وانحنى له احترامًا وقبّله. واصطحبه إلى داخل الخيمة. حيث قصّ موسى عليه كل ما أَجراه الرب على فرعون والمصريين لإنقاذ بني إِسرائيل، وما تعرّضوا له من مشقّة في الطّريق، وكيف أنقَذهم الرب منها.
(فاغتبط يثرون وقال: مباركٌ الرب الذي أنقذكم من يد المصريين ومن يد فرعون، وحرّر الشعب من نير المصريين. الآن أعلم أن الرب هو أَعظم من جميع الآلهة، لأنه عاملهم بمثل ما بغوا به. وقَدم يثرون حمو موسى قربانًا للرب, وجاء هرون وجميع شيوخ إسرائيل ليأكلوا طعامًا مع حمي موسى في حضرة الرب).
نلاحظ أن يثرون يُسرّ بفعل الرب ويؤمن بعظمته ويقدم له قربانًا وهذه إشارة في نظر البعض على دخوله في عبادة الرب
وعلى الرغم من ذلك فهناك انتقادات عدّة بخصوص سيرة "يثرون" في التوراة ويشكك البعض في مصداقيتها ككل!! ومع ذلك فتقديرًا لموقف يثرون المصدِّق لإله إسرائيل جعلت له آية باسمه وهى التي تقرأ في مناسبا عدّة؛ أهمها في عيد ما يعرف بـ "ماتان توراة" أي: منح التوراة, وهو ما يتوافق مع تاريخ أحداث الخروج وموقف الجبل والعليقة.
ومن الأمور المثيرة للجدل بين المفسرين اليهود, حتى الآن, مسألة عقيدة "صفورة" زوج موسى, وابنة كاهن مديان التي لم تكن من بني إسرائيل, وبالتالي فإن ابنيها: جرشون وإليعازر لا يعدّان يهوديان بحسب المعتقد اليهودي أن اليهودي هو من ولد لأم يهودية!؟
يقول منتقدون إن هذا هو ما جعل العهد القديم يبتكر حكاية اعتراف "يثرون" كاهن مديان, بإله إسرائيل وانضمامه إلى جماعته بل وتهويد عائلته!!
(يتبع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق