الخميس، 10 سبتمبر 2015

مكانة الهيكل في الفكر اليهودي ‏מקומו_של_ההיכל_במחשבה_היהודית‬

 
للهيكل مكانة بارزة في الفكر العقدي اليهودي؛ فهو, بحسب التصور اليهودي, المكان الذي يحلّ فيه مجد الرب ومنه فرض تعاليمه ووصاياه على الشعب, لذا يرتبط الإحساس الديني لدى المتدينين من اليهود بالهيكل, الذي بناه الأجداد والذي كان مركزًا للعبادة القربانية وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن الهيكل, في حد ذاته, لم يكن مكانًا لصلاة العامة من الإسرائيليين, ولم يكن يسمح لهم, أو لسليمان نفسه بصفته ملكًا, حتى بالدخول إلى الساحة المؤدية إليه مباشرة, بل سمح لهم بالدخول إلى بعض الساحات الملحقة لأغراض معينة, وفي مناسبات معدودة؛ من أهمها :
* تقديم القرابين عقب التطهر من النجاسة, أو الشفاء من الأمراض.
* إقامة دعوى "اللعان" على المرأة المتهمة بخيانة الزوج "سوطاه".
* في الأعياد المختلفة التي فرضت الشريعة فيها المثول أمام الرب لدى الهيكل.
* الاحتفال هناك بمواسم الحصاد وتقديم بواكير الزروع والثمار, وبواكير البهائم كقرابين للرب.
* طقوس يوم "الغفران" التي يقوم بها الكاهن الأكبر حيث يكفر عن ذنوبه وعن ذنوب بني إسرائيل.
أما إذا كان اليهودي بعيدًا فيجب عليه أن يتجه في صلاته ناحية الهيكل, نحو مدينة أورشليم, فكان قبلتهم في الصلاة:
"صلوا إلى الرب نحو المدينة التي اخترتها والبيت الذي لاسمي".
وهناك اعتقاد بأن صلاة اليهودي تصل إلى الهيكل حتى من بعيد, فقد ورد في سفر "يونا" (يونس) :
"فصلى يونان (يونس) إلى الرب إلهه من جوف الحوت قائلاً دعوت من ضيقي الرب فاستجابني, صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي ... فجاءت إليك صلاتي إلى هيكل قدسك".
لذلك اهتمت مصادر التشريع اليهودية, والكتابات اليهودية على اختلاف مشاربها بالهيكل, وأفاضت في وصفه, ومكانته في الوجدان اليهودي, وارتباط ذلك برضى الرب وسخطه على اليهود, عبر التاريخ الماضي, وكذلك في الرؤى المستقبلية التي يعبر عنها في الفكر العقدي اليهودي بـ " أحداث آخر الأيام" أوبـ "نهاية التاريخ".
كما احتفظت الأنماط الأدبية بصور لأيام الهيكل الأخيرة, وكيف أن أعداء إسرائيل قدموا لتحطيمه وتدنيسه.
وممّا ورد في رثاء الهيكل :
"اللهم إن الأمم قد دخلوا ميراثك ونجسوا هيكل قدسك".
"دفعوا جثث عبيدك لطيور السماء لحم أتقيائك لوحوش الأرض سفكوا دمهم كالماء حول أورشليم وليس من يدفن".
"كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة إن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني".
ومنذ تدمير الهيكل أصبحت فكرة إعادة بنائه عقيدة أساسية في الفكر اليهودي وعاملا عامًا في الحياة اليهودية. ولم يكن الدعاء من أجل إعادة بناء أورشليم يتم في الصلوات اليومية الثلاث, ولا في دعوات الحمد التي تعقب كل طعام بل أصبح هذا الدعاء جزءًا لا يتجزأ من العبادة اليهودية, وطموحات المستقبل التي تداعب خيالاتهم!!
وأصبح من العبارات المألوفة التي يرددها اليهودي على مدار السنة في أيام السبت والصوم والأعياد.
فلا يختتم واعظ عظته دون أن يقول (اللهم أرسل المخلص المنتظر إلى صهيون) ويستجيب الجميع معقبين بكلمة آمين.
كذلك لا يتم أي حفل زواج دون التمني بأن يُسمع في مدن يهودا وشوارع أورشليم الفرح والسرور في القريب.
كما يتم كسر إناء, ضمن مراسم الزواج, في أسعد لحظة يمرّ بها اليهودي, كتذكرة بخراب الهيكل.
ولا يبنى بيت دون الدعاء بسرعة بناء هيكل أورشليم ...
ويحدث في كل عام مرتين في احتفالات عيد الفصح, وعند ختام يوم الغفران, أن يعبر جميع المخلصين لتقاليد شعبهم عن أملهم القلبي بقولهم ( فلنتقابل العام القادم في أورشليم ) .... عند الهيكل.
المصدر : "هيكل أورشليم في المصادر اليهودية" د. سامي الإمام.
وهذا الكتاب تعرض رابطه للتلف لذا نعدّ نسخة جديدة PDF سننشر رابطها فور انتهائها.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق