على الرغم من أن اليهودية تعلن إنها ليست ديانة تبشيرية غير إن انتشار مغاطس إجراء طقوس التهويد يشير إلى عكس ذلك, وهناك الآن مغاطس تهويد تقريبًا في معظم المدن الصهيونية, ويحتدم الخلاف بين التيارات الأرثوذكسية, والإصلاحية, والمحافظة في طقوس التهويد وإجراءاتها. كما برز إلى السطح ما يسمى "بالمغاطس العسكرية" للتهويد!!
فما هى إجراءات التهويد؟
يعدّ الغسل, أو التعميد, أو التغطيس, هو المرحلة الأخيرة في طقوس التهويد, سواء بالنسبة للرجال او النساء. والمقصود بالتعميد هو الاغتسال بمياه الحوض المخصص لذلك.
ويتطلب الغسل للدخول في اليهودية إحضار وثيقة خاصة به من المحكمة الدينية, كما يستدعي ذلك حجز أسبقية لإجراء هذا الطقس !. وهناك مغاسل لهذا الغرض في أنحاء متفرقة من إسرائيل.
تمنح التقاليد اليهودية عملية التعميد / التغطيس (طبيلاه), قوة رمزية. وطبقًا للقواعد التراثية فإن التعميد يحول النجس إلى طاهر, والمحرم إلى حلال, وبطبيعة الحال تحويل الإنسان العادي إلى يهودي.
ومن المفترض أن تكون مياه الأحواض المخصصة للتعميد مياه أمطار, أو ينابيع, والتي تعبر عن الحياة الجديدة. كذلك غير اليهود الذي يرتمس في هذا الماء يخرج إنسانًا جديدًا ويتحسن وضعه في الحياة.
ومساحة الحوض هى مترين مربعين, به مياه ساخنة بارتفاع متر واحد, ومرقى للنزول إلى المياه التي استبدلت بمياه الصنبور تسهيلا لعملية تنقية تلك الأحواض. كما يضم المغسل أماكن انتظار, ودورات مياه, وحمامات. تتم عملية التعميد بالنسبة للرجال نهارًا أما النساء فيتم تعميدهم ليلا.
ويجب على الرجال أن يكونوا قد أتموا عملية الختان, بصرف النظر عن السن, وأيضًا يجب مرور فترة نقاهة بعد الختان؛ أسبوعان قبل التغطيس. اما النساء فيجب عليهن إجراء تحليل حمل حديث, للتأكد من وجود حمل من عدمه لما سوف يترتب على ذلك من آثار.
كما يجب أن يتم قبيل عملية التغطيس الإجراءات التالية : الاغتسال العادي, وتصفيف الشعر, وتجلية الأسنان, وتقليم الأظافر, وإزالة زينة الوجه (للنساء), وإزالة العدسات اللاصقة, وتنظيف الجسم جميعه.
ويوصى باصطحاب الأزواج, والأقارب, او المرافقين, ويتاح لجميع المرافقين حتى الدخول مع المتهود إلى حجرة المغطس لمعاينة الطقوس, إضافة بالطبع إلى أعضاء المحكمة الدينية!
كما يرافق المتهود أثناء عملية الغطس مغسلِّون ومغسلات, وفاحصات بدنيات لمتابعة الطقوس والتأكد من وصول المياه إلى جميع أجزاء الجسد, وهذا هو سبب أن التعميد يجب أن يتم دون أي لباس, عراة كما ولدوا, لكن كما أشرنا هناك مغاطس للرجال ومغاطس للنساء. وأما الصغار فيرافقهم أحد الوالدين في عملية التغطيس.
ومن المعتاد مع ثورة الحداثة والمعلومات والميديا تسجيل اجراءات التعميد بكل تفاصيلها, فبعض المتهودين والمتهودات يسجلون حتى لحظات فحص جسد المرأة وأجزاء الجسد الحساسة التي تقوم بها متخصصات لهذا الشأن!
وعلى جانب آخر اعترضت كثير من النساء والفتيات على اجراءات الفحص الجسدي كما اعترضن على الفترات الطويلة التي يُتركن فيها عاريات كما ولدن تمامًا بينما أعين الفاحصات تسبب لهم كثيرًا من الضيق الأمر الذي يجعل بعضهم يتراجعن عن التهود, وهو ما جعل الهيئة الدينية تراجع هذه الاجراءات بغية اصدار أحكام بإلغاء خطوة الفاحصات البدنيات, ولكن ذلك يصطدم بذهنية الحاخامات المتمسكون بتقاليد موروثة مستمدة من التلمود.
وتتم عملية تعميد النساء على مرحلتين الأولى دون لباس تمامًا, ثم الخروج وارتداء لباس جزئي. أما الرجال فتتم على مرحلة واحدة. ويقوم حاخامات بالحديث مع المتهود أثناء اغتساله في الماء. وبعد ذلك تلقن على الشخص آية التوحيد في اليهودية "اسمع يا لإسرائيل..."
وبعد تمام عملية التعميد يبارك أعضاء المحكمة الموجودون للشخص ويطلبون منه التصديق على دخوله اليهودية وقبول تنفيذ الوصايا, وقراءة الصلاة.
حاخامات يقومون بفحص أحد المغاطس .. |
جدير بالذكر أن بعض مغاسل التطهر للتهويد يعمل ليلا وبعضها الآخر يعمل نهارًا . . . |
كما لا تخفى مظاهر الطبقية حتى في طقوس التطهر لدخول اليهودية !! فبعض المغاسل عبارة عن أجنحة مجهزة بكل ما يحتاجه المتهود من أدوات ومناشف . . وغير ذلك |
تتداخل المسئوليات الآن في الكيان وتتنافس مؤسستان على مغاطس التطهر والتهويد؛ المؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية التي تسعى للانفراد بتولي اجراءات تهويد بعض العسكريين من ديانات أخرى وجنسيات مختلفة. |
بعض المغاطِس المتميزة برسومات النجمة السداسية . . |
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
#طقوس_التهود #الغطس_في_أحواض_التطهر #التهود #טבילה_המקווה
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق