الثلاثاء، 9 فبراير 2016

اليهود في كنف الدولة الإسلامية بالأندلس ‫#‏היהודים_תחת_שלטון_מדינת_האיסלאם_באנדלוסיה‬

https://scontent-cai1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtf1/v/t1.0-9/


هناك حقبة تاريخية طويلة يمكن أن تدلل على العلاقة الطيبة التي جمعت بين المسلمين واليهود, نقصد بذلك دولة الخلافة الإسلامية في الأندلس التي شغل فيها عدد من الزعماء اليهود مناصب كبيرة مرموقة: 
" فهذا حسداي ابن شفروط, الذي عاش في قرطبة, ( 910 – 970م ), كان طبيبًا, للخليفة عبد الرحمن الثالث.
وبفضل معارفه الطبية وتمكنه من اللغة العربية قام ابن شفروط بترجمة كتب في مجال الطب من اليونانية إلى العربية. ولما كان ابن شفروط ملمًا بعدد من لغات المنطقة كلها – العربية ولغات الرومانس – فقد شغل ابن شفروط منصبًا رفيعًا في دولة الخلافة المسلمة؛ فكان مستشارًا اقتصاديًا للخليفة, ومسئولاً عن جمع الضرائب من السفن التي كانت تصل إلى الأندلس. كما عمل أيضا في الشئون الخارجية, فأُرسل إلى مملكة (ليون) للتفاوض معها بشأن السلام. وبفضل مكانة حسداي في بلاط الخلافة فقد اهتم بشئون الجالية اليهودية في قرطبة وخارجها. واستغل علاقته الوثيقة بالخليفة في رعاية شئون الجالية اليهودية أمامه. كما كان على صلة وثيقة بالجاليات اليهودية البعيدة؛ مع رؤساء المدارس الدينية في فلسطين, وبابل ومع مواطني دولة الخزر الذين تهودوا ."وكذلك الراب شموئيل هاليفي ابن نجريللا (993 – 1056م ), وقد حمل لقب ناجيد – رئيس يهود إسبانيا, ولذلك عرف باسم شموئيل هنَّاجيد. وهو مثل حسداي شغل مناصب رفيعة في بلاط الخليفة, فعمل بجمع الضرائب, وعين بعد ذلك وزيرًا للخزانة, ثم رئيسًا للوزراء, فقائدًا لجيش الخليفة, الذي خرج لملاقاة أعداء غرناطة. وبالإضافة إلى مؤهلاته الإدارية كان شموئيل هناجيد عالمًا في الفلك والحساب والشعر. وكان على اتصال أيضا باليهود خارج إسبانيا في فلسطين, وبابل, ومصر, والقيروان.
وهذا ما يؤيده أمريكو كاسترو, في كتابه (اسبانيا في تاريخها), إذ يقول:
" تحسنت أحوال اليهود مع مجيء المشارقة (المسلون) وشاركوا هؤلاء السيطرة على طليطلة خلال القرن الثامن, وسرعان ما ساروا على عادات جديدة وأصبحوا من البارعين في ميدان الأدب العربي, وعندما بلغ الإسلام في إسبانيا أزهى عصوره السياسية خلال القرن العاشر بدأت الشخصيات اليهودية الكبرى في الظهور على الساحة, أمثال حسداي, ابن النغريلا, وابراهام ابن عزرا, ويهودا هاليفي, وعلى رأس كل هؤلاء هناك موشي بن ميمون القرطبي حيث إن أعماله الأدبية والعلمية والفلسفية تحتل مكانة بارزة في تاريخ الحضارة الأوربية, وهنا لا يمكن لي القيام بدراسة تلك الأعمال من جديد. ولنقل إنه لم يكن ممكنًا أن نرى هذه الشخصيات الكبيرة بدون الإسلام الإسباني ... وكان العرب أساتذة للمسيحيين في فن استخدام اليهود كأطباء وعلماء ومصرفيين وموظفين عموميين ودبلوماسيين". 
وفي شهادة صريحة عن فضل المسلمين على الحضارة الأوربية يقول هذا الشاهد المسيحي : 
"إن هذه الحركة الثقافية التي نراها بين المسلمين الإسبان سرعان ما انتشرت خارج هذه المنطقة وأشرقت كأنها الفجر على المسيحيين الأوربيين الذين كانوا شبه نائمين في ظلمات العصور الوسطى...... وقد أفاد أقدم مركز علمي فرنسي (وهو مدرسة شارتر) من فكر العرب الإسبان".
إن تعايش المسلمين مع النصارى واليهود على مدى قرون, في الأندلس, هو خير دليل على التسامح الديني الإسلامي مع غير المسلمين. 
" لقد أجمع كتاب اليهود وخاصة لويس جنزبرج, الأستاذ بمعهد اللاهوت في نيويورك على أن وظيفة الجاءونية (رئاسة المدارس الدينية التي تقوم بتفسير الشريعة) نمت وازدهرت في ظل راية الحضارة الإسلامية على الرغم من وجود الأكاديميات اليهودية التي ترجع إلى ما قبل ميلاد المسيح ووجود لقب الجاءون يرجع إلى ما قبل فتح العرب للعراق بنصف قرن ". 
وهذا ما جعل مارك كوهين، أستاذ دراسات الشرق الأدنى والتاريخ اليهودي في جامعة برنستن الأمريكية، يدعو المسلمين واليهود إلى إعادة اكتشاف الثقافة المشتركة التي كانت تجمعهم في العصور الوسطى. ويعرض في مقاله "تعايش الأديان في الماضي" أسباب اختلاف تعامل المجتمع الإسلامي والمسيحي مع الأقلية اليهودية في تلك الحقبة. ونستشهد بجزء من مقاله هذا الشاهد إذ يقول:
"لقد صَوَّرَ المؤرخون اليهود في القرن التاسع عشر التجربة اليهودية في القرون الوسطى في ظل الإسلام باستخدام مصطلحات رومانطيقية شبه أسطورية على العكس تماماً من تاريخ الاضطهاد والقمع الذي عاشه اليهود الذين قطنوا العالم المسيحي في القرون الوسطى. وقد قيل عن يهود الأراضي العربية وخاصة أولئك الذين عاشوا في أسبانيا المسلمة انهم عاشوا في عصر ذهبي أو ربما طوباوي. لقد خدم هذا التناقض الأجَندة والأغراض السياسية للمفكرين والمثقفين اليهود في القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من أن اليهود قد وُعِدُوا بالمساواة والحصول على كل حقوقهم السياسية والثقافية في المجتمع بعد الثورة الفرنسية، إلا أنهم ظلوا يعانون من التمييز بما في ذلك الحرمان من التدريس في الجامعات. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اتخذ هذا الإجحاف شكلاً عنصرياً وسياسياً جديداً متمثلاً بمعاداة السامية. وبصورة عامة، إن التعايش الطوباوي بين المعتقدات أو بالأحرى "خرافة التعايش الطوباوي بين المعتقدات" في أسبانيا في ظل الإسلام تحدّتْ المسيحيين المتنوّرين كي يفوا بوعود المساواة ومنح اليهود حقوقاً وامتيازات تكون على الأقل "ليبرالية" مثل المعاملة المتساهلة المتسامحة التي تمتع بها اليهود تحت الحكم الإسلامي في القرون الوسطى". 
وهذا إمليو جارثيا جومث يقرر في مقدمة ترجمته لمجلد تاريخ إسبانيا الإسلامية لـ ليفي بروفنسال :
" إن الدولة الإسلامية – وخاصة أثناء حكم الأمويين – كانت، على خلاف ما يعتقد غير العارفين، في منتهى التسامح مع المسيحيين واليهود؛ ولقد دان المستعربون " المقصود بالمستعربين الذين دخلوا في الإسلام أثناء حكم المسلمين للأندلس " للفاتحين نتيجة لهذا التعايش الإيجابي وهذا ما أثار حفيظة المشتغلين منهم بالسياسة . فعلاوة على إبراز الوثائق التاريخية الكثيرة التي خلفها المستعربون لهذا التسامح " يعترف سان أولوخيو نفسه بأنه لا يشعر بين المسلمين بالدونية أو المضايقة، كما يشير آخر وهو خوان دي جورز إلى أن المسيحي يمارس شعائره بحرية تامة في عهد عبد الرحمن الثالث . فلم يكن المسيحيون يرتدون لباسًا خاصًا ولا يحملون شارة مهينة تميزهم، وكانوا في كثير من الأحيان يرتقون إلى أعلى المناصب المدنية أو العسكرية، وكان القساوسة يغشون المناطق العامة بزيهم التقليدي، كما كان من الممكن في بعض الأحيان تشييد كنائس جديدة "



https://scontent-cai1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpt1/v/t1.0-9/
مدخل الطواريء بمستشفى الرامبام "
اختصار الراب موسى بن ميمون" بالكيان الصهيوني ..
https://scontent-cai1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpl1/v/t1.0-9/
الطبيب والعالم والفيلسوف اليهودي "موسى بن ميمون" . .
 ومؤلفه الكبير "تثنية الشريعة, أو مشنيه تورا ..
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 
جدير بالذكر:
أن أنتهزها فرصة وأوجه شكري الجزيل مجددًا للأستاذ الدكتور على منوفي, على إهداء سيادته لي كتابًا قام بترجمته تحت عنوان "إسبانيا في تاريخها, المسيحيون والمسلمون واليهود.
فقد ساعدتني مادته الثريَّة في إعداد هذا المنشور 
فجازاه الله عنا خيرًا في ميزان حسناته
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة

هناك تعليق واحد: