ملحوظة: الصلاة على اسم النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم, الذي ورد بكلام الكاتب الإسرائيلي أليتسور هى من عندي كما يوجب التأدب حين سماع اسمه أو الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
كتب "أليتسور سيجل" عن يهود شبه جزيرة العرب :
يمكننا استرجاع ولو جزء صغير جدًا من تاريخ بني إسرائيل في شبه جزيرة العرب. ترجع أهمية ذلك خاصة إلى معاملة محمد (صلى الله عليه وسلم) لليهود تلك المعاملة التي تعدّ من أسس سلوك العرب اليوم في معاملة اليهود. يزيد الأمر سوءًا جهلنا المتفشّي وهو ما يساعد العرب على إبادتنا بالطريقة نفسها التي أباد بها محمد (صلى الله عليه وسلم) اليهود العرب قديمًا.
يقول الكاتب: لدىّ كتابين نادرين يهتمان بهذا الموضوع.
• أحدهما: اليهود لدى الدول العربية, بقلم د. إسرائيل بن زئيف, تل أبيب, 1931.
• والآخر: يهود شبه الجزيرة العربية والإسلام فصول بحثية, بقلم. أهارون حيبي, القدس, 1992.
يقول الكاتب إن مقاله التالي يعتمد على هذين الكتابين.
وصل يهود اليمن, بحسب ما في تراثهم, في عصر الملك سليمان (حكم 40 عامًا بين 970ق.م – 930ق.م). حيث تحوّلت اليمن إلى مستوطنة إسرائيلية وحتى كانت قداستها/حُرمتها كحرمة أرض إسرائيل بقدر ما أتيح من تطبيق الشريعة اليهودية بعد احتلال معظم أرض إسرائيل (المقصود احتلال فلسطين على يد الفرس واليونان والرومان قديمًا) وحتى أقيم هناك مدينة ملجأ (للمصطلح دلالة دينية حيث يعد المكان ملجأ لمرتكبي جرائم القتل إلى حين البت في أمرهم من قبل قضاة المحاكم الدينية اليهودية وخوفًا من انتقام أهل القتيل!). وكان من الطبيعي أن تزول تلك الحرمة بدمار الهيكل الأول (586ق.م) بالضبط كما زالت حرمة أرض إسرائيل ذاتها مع الخراب. ولهذا السبب يعدّ يهود اليمن منفاهم اعتبارًا من خراب الهيكل الأول. وطبقًا لشهادة الرحالة "يوسف سافير" مبعوث الجالية الأشكنازية عن "صفد" منذ ما يزيد عن 100 عام, عثر هناك على معالم نقش عليها تعاليم مدينة الملجأ كما ينبغي أن تكون طبقًا للشريعة.
ذكر باحث سعودي – بحسب أليتسور سيجل – منذ 15 عامًا أن أرض إسرائيل كانت تقع جنوب شبه جزيرة العرب استنادًا إلى العثور على منطقة تضم معظم أسماء المدن التي ذكرت في التوراة. ويبدو أن كلامه ليس مبنيًا, تمامًا, على أساس من الصحة, حيث كان بالمكان مستوطنة يهودية قديمة.
يضيف الكاتب الإسرائيلي "أليتسور" أن المؤرخين المسلمين يبدأون الحديث عن يهود شبه جزيرة العرب اعتبارًا من خراب الهيكل الثاني (كانت بداية الخراب على يد الحاكم الروماني "تيتوس" سنة 70م حيث دمر الهيكل وتبقت بعض أجزائه إلى أن جاء القائد الروماني الثاني "هدريانوس" سنة 136 م وأتى على ما كان تبقى من آثار خراب تيتوس) وتزيد دقّة المعلومات وتفاصيلها كلما اقتربنا من حقبة محمد (صلى الله عليه وسلم).
هرب يهود كثر, على حد قول المؤرخين المسلمين – هذا ما يقوله الكاتب الإسرائيلي - , بعد خراب الهيكل الثاني (136م), خوفًا من تهديات الرومان, إلى شمال شبه جزيرة العرب. وكانوا هم المستوطنون الأوائل الذين سكنوا هذا الإقليم وأسسوا فيه مدنًا وطوروا مزارع. وكانت أولى المدن الرئيسية التي أسسوها هى "يثرب" التي سميت أيضًا بـ "المدينة". ولأنها كانت أهم المدن فقد أطلق عليها الحكماء اسم "المدينة" مطلقًا.
جدير بالذكر أن يهود يثرب/المدينة شاع بينهم أن الماشيَّح (مبعوث من نسل داود في المعتقد اليهودي سيخلّصهم في آخر الزمان) سيخرج من يثرب/المدينة ليحتل أرض إسرائيل ثم بقية العالم. وكان معتقدًا معروفًا لدى كل من يتعامل مع يهود يثرب من غير اليهود.
وعلى حد أقوال المؤرخين المسلمين خرج أحد ملوك حمير – وهى مملكة بمنطقة اليمن (اليوم) في حملة فتوحات بشمال شبه جزيرة العرب لكن خلال حصاره المدينة اقنعه حكماؤها أن يتهود وكانوا حكوا له أن المدينة سيخرج منها النبي الذي سيحكم العالم بأسره.
(يتبع)
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق