الخميس، 28 أبريل 2016

الزواج (في اليهودية) . . 2 .נשואין (ביהדות) . .


جاءت الدعوة للتكاثر والإنجاب وتعمير الأرض في سفر التكوين حيث نقرأ :
"تكاثروا واملأُوا الأرض وأخضعوها" (التكوين 1 : 28)

فهذه دعوة للزواج والتكاثر وزيادة العدد وكذلك تتضمن الهدف من التكاثر والانتشار في الأرض بإخضاعها بمعنى تعميرها.

 ونقرأ في (سفر الأمثال) توصيفًا بديعًا للمرأة المثالية التي وصفت بالفاضلة, وهى التي يبحث عنها كل مُرِيد عاقل, وسوف نلحظ بجلاء أنها هى نفسها صفات المرأة التي حضّ عليها حديث رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه, وإن تم التعبير عنها بكلمات ومفاهيم أخرى لا تبتعد عن مفاهيم التراث الإسلامي الغني بالمفردات والمعاني الناطقة, ومن الملاحظ كذلك أن الصفات تحث على المرأة التقية, دون الجميلة.
ونلاحظ أنها تخاطب الناس بمفردات زمان نزولها حين كانت الحياة بدائية لكنها تحافظ على الفضيلة وأسباب السعادة والاستقرار, فنقرأ :

(من يعثر على المرأة الفاضلة؟ إِن قيمتها تفوق اللَّآليء. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى ما هو نفيس. تسبغ عليه الخير دون الشّر كل أيام حياتها. تلتمس صوفًا وكتَّانًا وتشتغل بيدين راضيتين، فتكون كسفن التاجر التي تجلب طعامها من بلاد نائية. تنهض والليل ما بَرِح مُخيّمًا، لِتُعدّ طعامًا لأهل بيتها، وتدبِّر أعمال جواريها تتفحّص حقلاً وتشتريه، ومن مكسب يديها تغرس كرمًا تنطق حقويها بالقوّة وتشدّد ذراعيها. وتدرك أن تجارتها رابحة، ولا ينطفيء سراجها في الليل. تقبض بيديها على المغزل وتمسك كفّاها بالفلكة. تبسط كفَّيها للفقير وتمدّ يديها لإغاثة البائس. لا تخشى على أهل بيتها من الثلج، لأن جميعهم يرتدون الحُلل القرمزيّة. تصنع لنفسها أغطية مُوَشَّاةً، وثيابها مُحاكَة من كتَّان وأُرجوانٍ. زوجها معروف في مجالس بوابات المدينة، حيث يجلس بين وجهاء البلاد. تصنع أقمصة كتَّانيّة وتبيعها، وتزوّد التاجر الكنعانيّ بمناطق. كساؤها العزّة والشرف، وتبتهج بالأَيام المقبلة. ينطق فمها بالحكمة، وفي لسانها سُنَّة المعروف. ترعى بعناية شؤون أهل بيتها، ولا تأْكل خبز الكسل. يقوم أبناؤها ويغبطونها، ويطريها زوجها أيضًا قائلا: نساء كثيرات قمن بأعمال جليلة، ولكنك تفوقت عليهن جميعًا». الحسن غشّ والجمال باطل، أما المرأة الْمُتّقِيّة الرب فهي التي تمدح. أعطوها من ثمر يديها، ولتكن أعمالها مصدر الثّناء عليه). الأمثال 31 : 10 – 30
اقرأوا هذه الوثيقة المهمة مرة أخرى.

وقد شاع كتابة او نقش عبارة (المرأة الفاضلة : אשת חיל) على الجواهر والحلي التي تزين الصدور والمعاصم وفي كثير من النقوش والزخارف التي تحض على التذكير بصفات المرأة الفاضلة هذه.

ومن التقاليد التي تجب مراعاتها – بعد خراب الهيكل - ألا يتم أي حفل زواج دون التمني بأن يُسمع في مدن يهودا وشوارع أورشليم الفرح والسرور في القريب, في إشارة إلى عودة بناء الهيكل.
كما يتم كسر إناء, ضمن مراسم الزواج, في أسعد لحظة يمرّ بها اليهودي, كتذكرة بخراب الهيكل. ولا يبنى بيت دون الدعاء بسرعة بناء هيكل أورشليم ...
ومن ضروريات الزواج أن يتم عن طريق الحاخامية وأن يتم الحصول على إذن موثق من الحاخام, الذي سوف يباشر إجراءات الدخول, في وثيقة الزواج, لإجراء التطهر اليوم السابق ليوم الدخول.

وبالزواج تنتقل الولاية على الفتاة من الأب إلى الزوج. ومن أحكام التَلمود أن الرجل هو الذي يملك ولاية خطبة الفتاة أو المرأة وليس للمراة أن تباشر تزويج نفسها. فإذا أعطاها مالا أو ما يُقيّم بالمال وقال لها حقًا أنت مخطوبة لي, حقًا أنت زوجتي, حقًا أنت أنثى لي, تصبح الفتاة بذلك تصبح ملكًا له, وتصبح مخطوبة. لكن إذا قدّمت هى, وقالت حقًا أنت بذلك مخطوب لي, أو حقًا أنا بذلك تزوجتك, أو حقًا أنا بذلك أصبحت أنثى لك, فلا يعتد بتصرفها, وهى ليست مخطوبة.

المهر . . ولو (روث ثور) !!
..............................
لا شك أن المهر من أساسيات التقدم للعروس ومن الطبيعي أن يجتهد الخاطب في تقديم ما يسعد ويقر عين العروس من حلي ذهبية, ومع ذلك فإن من أحكام التلمود أن خاتم الزواج هو القيمة النقدية, وهو المعمول به في الأغلب الأعم, لكن بحسب التشريع يمكن إبدال الخاتم بكل ما له قيمة نقدية, حتى لو كان (خروث ثور), بالطبع تحت ظروف معينة.
(يتبع)

يمكن لأبنائنا الباحثين الاستعانة بالمواد :
אשת חיל, אשת בית, מוהר, כלה, ליל כלולות.
د. سامي الإمام

أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق