تمر مسيرة الزواج, في التشريعات
اليهودية, بمرحلتين تتميزان بطقوس معينة. يتوسط المرحلتين, قديمًا, فاصل زمني يصل إلى
عام :
المرحلة الأولى : وتسمى
"قيدوشين" أو "إيروسين" وهى عبارة عن إعلان الطرفين عن الارتباط
"خِطبة " وتفصيل شروطه, وتقديم خاتم كهدية للعروس. وكان المتقدم للزواج في
هذه المرحلة, قديمًا, يسلم مهرًا لأبي العروس أو لوكيله. وبتسليم المهر يصبح للمتقدم
حقوقًا على العروس.
وصيغة هذا الارتباط هى :
(وأخطبك لنفسي إلى الأبد)
. وهى عبارة توراتية.
كانت هذه المرحلة قديمًا
تتم عن طريق رسول من قبل الآباء حين يريدون زواج ابنهم؛ كما حدث في خطبة "رفقة"
لإسحاق عليهما السلام, حين أرسل سيدنا إبراهيم عليه السلام عبده "اليعازر"
لخطبة رفقة بعد أن حدد له شروطًا لذلك. ولما ذهب اليعازر وطلبها لإسحاق من عائلتها
رأت العائلة ضرورة استدعائها وسؤالها الرأي في ذلك. وكان اليعازر قدم لرفقة حلي ذهبية
كمهر - كما جاء بالتوراة.
وورد بالتوراة صورة أخرى
يجوز بمقتضاها أن تعرض الفتاة نفسها على رجل تتوسم فيه الصلاح أو ما يدعوها إلى الزواج
منه, وهى قصة "روث" التي عرضت على "بوعز" الزواج بعبارتها المسجلة
بالتوراة :
فَابْسُطْ هُدْبَ ثَوْبِكَ
عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ قَرِيبٌ وَوَلِيٌّ».
وفي تراث الأقدمون يروى
في قصة عن الراب "عقيبا" أن امرأة كانت ابنة لرجل غني أرادت أن تتزوج منه
على أن يعلمها التوراة.
ومع ذلك ظلت عملية تزويج
الفتيات تتم دون سؤالهن ودون اعتبار لرايهن لزمن طويل إلى أن قرر أحد كبار مفسري العصر
الوسيط - راشي- بناء على ما ورد في التوراة عن زواج رفقة, قرر أن الفتاة لا تزوج رغم
إرادتها.
وتحرم الفتاة المخطوبة على
أي رجل آخر, وهى في حكم الزوجة. ويجوز نقض الخطوبة في حالات؛ مثل: ظهور عيب بأحد الخاطبين
لم يعلم به الخاطب الآخر. أو إذا طرأ عيب أو حدث جنون أو مرضٌ مُعْدٍ بعد الخطوبة,
أو إذا علم الخاطب أن المخطوبة مات لها زوجان. وتفرض على من ينقض الخطوبة غرامة.
المرحلة الثانية : وتسمى
"حُبّاه" أو "نيسوئين" أي الزواج : وهى المرحلة التي يبدأ فيها
الزوجان الحياة سويًا, وفيها تتم طقوس "عهد الزواج" حيث تقال فيه "البركات
السبع".
وتتيح التشريعات تعدد الزوجات
إلا أن التعدد لم يكن شائعًا واقتصرت الزيجات على زوجة واحدة. وكان اللجوء إلى الزوجة
الثانية إذا كانت الزوجة الأولى عاقرًا . كما شاع التعدد لدى عائلات الملوك والأغنياء
حيث كثرة النساء والبنين من علامات الشرف والمنعة.
وكان نظام " السراري"
أو "المحظيات" شائعًا في "إسرائيل" قديمًا كطريق غير مباشر للحصول
على زوجة ثانية , كما حدث مع هاجر المصرية - بحسب الفكر اليهودي.
كما كان من سلطة الأب أن
يبيع ابنته كَأَمَة, أي كسرية للمشتري أو لأبنائه. وكان للأمة حقوق متساوية مع حقوق
الزوجة باستثناء أن العلاقة معها يمكن إلغاؤها بدون إجراءات طلاق.
وحظرت التوراة الزواج المختلط,
بين الإسرائيليين وغير الإسرائيليين, ويبدو أن السبب هو حرص الرب على عدم انصراف الإسرائيليين
عن عبادته إلى عبادة آلهة أخرى, وعودتهم إلى الوثنية. لكن الإسرائيليين لم يأبهوا بكلام
الرب .
وكان لسليمان نساء أجنبيات
كثيرات, كان من بينهن كنعانيات, ومصريات :"وتزوج سليمان ابنةَ فرعون ملك مصر،
وأحضرها إلى مدينة داود.
(يتبع)
يمكن لأبنائنا الباحثين
الرجوع في دوائر المعارف العبرية للمواد:
חתונה, נשואין, חתן, כלה, אמה,
אלמנה, אשה, קדושין, אירוסין.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية
اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق