تحسنت أوضاع يهود العراق
تحت حكم الامبراطورية العثمانية, على الرغم من وجود بعض مظاهر الاضطهاد التي أدت إلى
لجوء كثيرين إلى فارس والهند.
عمل أغلب اليهود, في القرن
التاسع عشر بالتجارة, وشاركوا في الحياة العامة, وفي سنة 1908م نالوا, بشكل رسمي, مساواة
في الحقوق والحريات, لدرجة ان اختير عدد منهم نوابًا عراقيين في البرلمان التركي.
وفي حقبة الاحتلال البريطاني
للعراق تطابق وضع اليهود مع وضع المسلمين, وقدرت أعدادهم عام 1920 بـ 87000 يهودي
– بحسب المصادر العبرية.
منح لليهود 5 مقاعد في البرلمان
العراقي, وسمح لهم بإدراة منظومة التعليم اليهودي والعقيدة بشكل مستقل تمامًا, وكذلك
ادمجوا في وظائف حكومية عدة, من ذلك تولي اليهودي "ساسون حزقيال" منصب وزير
الخزانة في الحكومة العراقية (1920 – 1923), وقد تميزت ولايته للوزارة بتطور اقتصادي
ملحوظ. وظل وضع يهود العراق هكذا حتى بعد أن نال استقلاله عام 1932 وتولى فيصل الأول.
لم يتغير وضع اليهود إلا
حين اعتلى الملك غازي الأول العرش, حيث برزت مظاهر تفرقة عنصرية واضطهاد وبدأت أحوالهم
تسوء. فصل كثير منهم من أعمالهم, كما انتشرت مظاهر العداء للسامية والصهيونية. اندلعت
في إثر ذلك أعمال شغب سنة 1941 التي عرفت بالـ "فرهود" وهى نطق محرف للكلمة
العبرية (هّفْرَعوت) التي تعني أعمال شغب واضطرابات. تلك الاضطرابات كانت بداية النهاية
بالنسبة لأقدم الطوائف اليهودية خارج فلسطين.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ اللغة العبرية والديانة
اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
بالصورة شعار اللمملكة العراقية
(1931 - 1951).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق