الجمعة، 29 أبريل 2016

البقرة الحمراء المقدســــــة . . . وفريق العناية المركـــــزة הפרה האדומה המקודשת . . . וצוות הטפול הנמרץ

أقامت إٍسرائيل من أجل الاستعداد لاحتمالات إعادة بناء الهيكل وما يتطلبه من تجهيزات ما أسموه "معهد الهيكل". من مهام هذا المعهد متابعة ميلاد مجموعة منتقاة من البقر الذي قد ينجب بقرة حمراء بالمواصفات المذكورة في التوراة. وحين يبلغ المعهد من مسئول حظيرة الأبقار عن ميلاد بقرة يهرع إلى حيث البقرة الحاخام "موردخاي إلياهو" ومعه مجموعة استشارية لتدبر أمر البقرة وفحصها بدقة.

 وعلى الفور ينتشر الخبر فيستقبل مكان البقرة الحمراء المرتقبة ارتالا من الحافلات من أنحاء إسرائيل لمباركة البقرة الحمراء, والاحتفال بمولدها, وتقديم التهاني لبعضهم البعض على هذا الميلاد, واحتساء الخمر شأنهم في كل المناسبات السعيدة, وكذلك تقديم كل الامكانات المتاحة للحفاظ عليها من أطقم أطباء بيطريين, وحراس, ومشرفين على طعام البقرة, وتنظيفها, وتدليلها, وخلافه. حتى تكبر تحت رعايه دينية توراتية !
وأماكن استقبال بقرة حمراء لا تقتصر على إسرائيل فقط بل هناك حظائر للبقرة الحمراء التي يبحثون عنها في أنحاء العالم ريثما يتم العثور على هذه البقرة المقدسة ! وفي حالة وصول بلاغ لمعهد الهيكل بالعثور على بقرة حمراء في أي مكان في العالم على الفور تعلن حالة طواريء ويهرع إلى حيث البقرة فريق العناية المركزة للكشف الديني على البقرة.

لكن كل مرة يتم العثور على بقرة حمراء تحمل مواصفات التوراة تفقد الآمال في مرحلة ما من عمر البقرة بسبب ظهور عارض يجعلها مرفوضة دينيًا.
وقد تأسس "معهد الهيكل" عام 1987, ومهمته الأساسية هى الاهتمام بكل ما يتصل بالهيكل ونشر ذلك والترويج له بين جمهور الإسرائيليين ويهود العالم.
ويقوم المعهد بتصنيع أدوات للخدمة القربانية مشابهة لتلك التي كانت في هيكل أورشليم (الهيكل الأول 586 ق.م), كالمنارة الذهبية, ومذبح البخور, ومائدة خبز الوجوه, وحوض النحاس, وملابس الكهنة. وغير ذلك من كل ما يلزم لتجديد العبادة القربانية في حالة إعادة بناء الهيكل.

يقول أحد الإسرائيليين العلمانيين عن الهوس الذي تشيعه أخبار الإعلان عن بقرة حمراء :
"ليس لدى شكّ في أن ثلة الحاخامات المنوط بهم مراقبة إرهاصات ميلاد "بقرة حمراء" جديدة, وتشكيل لجان فحصها, وإجراءات العناية بها وكأنهم "لجنة دفاع وأمن" ستبت في حالة إعلان حرب طارئة, ليس لدى شك في أن ذلك كله ليس سوى دجل وشعوذة لا طائل من ورائه. وما هو إلا وسيلة ابتزاز وإهدار لملايين الشيقاليم, وهم يعلمون جيدًا أنهم يبحثون عن سراب"
(يتبع)
د. سامي الإمام

أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق