.............................................................................................
ردًا على الحاخام بن ارتسي
في مقالة باليوم السابع 12/1/2013 بالعنوان المذكور أعلاه نقول :
ينظر اليهود بعامة وخاصة
الإسرائيليين إلى مصر على أنها أرض العذاب وأرض العبودية وهذا التصور هو انعكاس لما
جاء بالتوراة عن صدى حقبة اضطهاد بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام. يقول الرب في
التوراة : أنا الرب الذي أخرجك من أرض مصر أرض العبودية بذراع ممدودة".
وعلى الرغم
من ذلك تذمروا على موسى في صحراء سيناء وقالوا : لماذا اخرجتنا من مصر وأتيت بنا إلى
هذا القفر, لقد كنا نجلس إلى جوار قدور اللحم نأكل حتى الشبع, لماذ أتيت بنا إلى هنا
لتميتنا في الصحراء" !!
وجاء في رفضهم طاعة أوامر
الله بالدخول كنعان : قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا
فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) ..الآيات.
ومن الثابت في المصادر اليهودية
أن كثيرًا منهم رجع وواصل الحياة في مصر.
أما ما يقوله الحاخام عن
إسرائيل وأنها واحة الأمن والأمان وأنها تشع بالخير على بقية بقاع الأرض فلن أصفه بالكذب
وسأكتفي بأنه قول مبالغ فيه؛ حيث تعيش إسرائيل وضعًا مأزومًا يتبدى فيه صراع الطوائف
والقوميات بعد فشل مشروع بوتقة الصهر التي حاول علماء النفس محاولات مريرة لخلقها لتذويب
الحواجز بين تلك الأجناس والعرقيات والقوميات المتصادمة في هذه التركيبة الإسرائيلية
التي لا يمكن – بحسب علم الاجتماع - أن يطلق عليها كلمة "مجتمع".
وتعاني إسرائيل من ناحية
أخرى من تفشي العلمانية للدرجة التي أباح فيها الكنيست العلاقة المثلية رجل برجل (اللواط),
وامراة بامرأة (السحاق), كما وجدت طبقة من العلمانيين هى أقرب للكفر تروج إلى فكرة
(موت الإله)!! بحجة أن أهداف إسرائيل الكبرى لم تتحقق حتى الآن. فضلا عن الفساد الخلاقي
الذي لحق حتى بالرؤساء الكبار أمثال "موشيه كتساف" رئيس الدولة الذي يقضي
عقوبة السجن سبع سنوات للتحرش بشكرتيرته, وربما الفعل أكبر من مجرد التحرش لأن 7 سنوات
هى الحد الأقصى للعقوبة في القانون الإسرائيلي في حالات الاغتصاب.
علمًا بأن ما يقوله الحاخام
عن معاقبة الرب للقادمين إلى إسرائيل هو محض افتراء لأن المصادر العبرية بل على رأسها
التوراة تقول إن الرب سيستهدف بني إسرائيل في ذلك اللقاء المرتقب.
فمن ذلك وغيره نعرف أن إسرائيل
بصرف النظر عن تقدمها العلمي الذي حققته بمساعدة الولايات المتحدة ودول أوروبا, هى
واحة الفساد, وهذا هو ما يشهد به حاخامات غير الحاخام "بن أرتسي".
على أن أكبر ما يقلق ساسة
إسرائيل وحاخاماتها هو انتشار الإسلام بمعدلات متزايدة عامًا بعد عام, وهو الأمر الذي
حدى بوزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الأديان لإطلاق مواقع لتوجيه اليهود إلى عدم
الدخول في الإسلام تحت عنوان "ابق يهوديًا".
وهناك المزيد
دكتور سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية
اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق