قدم "قايين" بكر حواء, قربانًا للرب من
ثمار الأرض حيث كان يعمل فلاحًا, أما "هابيل" فقدم قربانًا من أبكار الغنم
حيث كان يعمل راعيًا. تقبل الرب قربان هابيل ورضى عنه, لكنه لم يتقبل قربان "قايين"
ولم يرض عنه.
فاغتاظ "قايين" وقتل أخاه "هابيل".
وهنا دار الحوار التالي بين الرب وقايين:
سأل الرب قايين : أين أخوك هابيل؟
قايين : لا أَعرف, هل أَنا حارس لأَخي؟
الرب لقايين : ماذا فعلت؟ إن صوت دم أخيك يصرخ إلي
من الأرض. فمنذ الآن، تحلّ عليك لعنة الأَرض الَّتي فتحت فاها وابتلعت دم أَخيك الَّذي
سفكته يدك. عندما تفلحها لن تعطيك خيرها، وتكون شريداً وطريدًا في الأرضِ.
قايين للرب : عقوبتي أَعظم من أَن تحتمل. ها أَنت
الْيوم قد طردتني عن وجه الأَرض، ومن أَمام حضرتك أختفي، وأكون شريدًا طريدًا في الأرض،
ويقتلني كل من يجدني.
الرب لَقايين : سأُعاقب كل من يقتلُك بسبعة أَضعاف
الْعقوبة الَّتي عاقبتك بها.
ووسم الرب قايين بعلامة تحظُر على من يلْقَاه اغتياله.
وهكذا خرج قايين من حضرة الرب وسكن في أَرض نود شرقي عدن!
لا نعرف أين هى أرض نود هذه التي إلى جهة الشرق من
عدن, التي لا نعرف مكانها هى الأخرى بالضبط!
فكتب عليه الرب "لعنة الأرض" التي ابتلعت
دم أخيه الذي سفكته يداه, بأنها لن تعطيه خيرها. كما كتب عليه أن يكون شريدًا طريدًا
فيها. يقتله كل من يجده !؟
هنا نتساءل عن أشياء عدة لا يمكن أن تفوتنا ونحن
نقرأ هذا النص المقدس!
• اللغة الفظّة التي يجيب بها قايين الرب؛ هل أنا حارس
لأخي؟
• إذا كانت الأرض لن تعطي قايين خيرها فكيف عاش بعد
ذلك, وكانت حرفته الزراعة ؟
• إذا كان النص يتحدث عن أخوين لا ثالث لهما, فمن الذي
يتربص بقايين ليقتله!؟ لقد كانت البشرية كلها تتألف من ثلاثة أشخاص فقط!
هذا بالإضافة إلى أن الرب, كما يتضح من هذه القصة
ظهر محبًا للحم, ونافرًا من نبات اليقطين الذي بذل قايين جهدًا كبيرًا في رعايته, لكن
الرب رفضه, وفضل اللحم وضرب بذلك مثالا للكهنة فيما بعد, حيث لعبت قرابين اللحم الدور
الأعظم في حياة الكهنة أصحاب المرتبة العليا في سلم الوظائف الكهنوتية.
المصدر : سفر التكوين/الإصحاح الرابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق