جبل حوريب/أو جبل الله هو التسمية التي وردت في التوراة
للجبل الذي تلقى من فوقه موسى عليه السلام من الرب, ألواح الشريعة/التوراة (جبل حوريب/وجبل
الله), جاء بالتوراة:
"وأَما موسى فكان
يرعى غنم حميه يثرون كاهن مديان، فقاد الْغنم إلى ما وراء الطَّرف الأَقصى من الصحراء
حتى جاء إلى حُورِيب جبل الله" سفر الخروج 3 : 1.
ومن المنطقي أن يكون جبل "حوريب" في منطقة
مديان؛ ولعل المقصود بهذه المنطقة الجزء الشرقي من صحراء سيناء المجاور لخليج العقبة,
وهو ما يتفق مع ما ذكره المؤرخ "يوسيفوس" (القرن الأول الميلادي).
ويقول رأي أن جبل حوريب, يقع إلى جهة الشرق من البحر
الميت! وقد اكتسب قداسة منذ وصول أسباط بني إسرائيل إلى المكان, كبديل لجبل سيناء,
ومن هنا يأتي الافتراض أن جبل حوريب سمي جبل سيناء (في بعض الأحداث).
وكان موسى, عليه السلام, تلقى ألواح الشريعة/الوصايا
على هذا الجبل, وعقد مع بني إسرائيل عهدًا أن يكون لهم إلهًا وان يكونوا شعبًا له.
ويقول البعض, منهم جستينيان, إن هو جبل موسى.
وعلى ذلك يمكننا القول: إن التسميات الأربع : جبل
سيناء, وجبل حوريب, وجبل موسى, في التراث اليهودي, وجبل الطور, في التراث الإسلامي,
تطلق كلها على جبل واحد هو الذي صعده موسى عليه السلام لتلقي الوحي من الرب. وإنما
يرجع الاختلاف في التسمية إلى التراث الإنساني المتعاقب على المكان.
وقد نشأ عن ذلك خلط كبير في الأذهان والاعتقاد بأنها
جبال مختلفة. لكن ما يهمنا في هذا الموضوع هو الحادثة الرئيسية وهى صعود موسى إليه
وتلقي ألواح الشريعة هناك.
ويرتفع جبل موسى عن مستوى سطح البحر بحوالي 2450
مترًا, ويطل هذا الجبل على وادي مقدس الذي جاء ذكره في القرآن الكريم. ويضم هذا الوادي
الآن دير "سانت كاترين" ومقدسات مسيحيّة وإسلامية أخرى, ويقع ضمن محافظة
جنوب سيناء المصرية.
وهذا الموضوع يحتاج دراسة موسّعة أكثر دقّة وشمولا
..
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق