حِزْقِيَال : معنى الاسم: القوي بالله, العزيز بالله,
المستعين بالله.
هو نبيّ بُعث لليهود, في القرن السادس قبل الميلاد,
في حقبة الهيكل الأول (هو هيكل سليمان/وهيكل أورشليم/والبيت الأول 953 – 586 ق.م),
وما بعد خرابه.
ينسب إليه تأليف أحد أسفار "العهد القديم"؛
وهو السفر الذي يحمل اسمه "حزقيال". اسمه الثلاثي "حزقيال بن بوزي الكاهن",
وهذا يعني أن أباه كان كاهنًا.
تتميز نبوءة حزقيال بالرؤى المؤثرة. وأشهر تلك النبوءات
نبوء "رؤية المركبة" ؛ مركبة الرب, في السماء ووتصف طريقة سيطرة الرب على
الأحداث. وهناك نبوءة أخرى هى "نبوءة العظام النّخِرَة", التي تصف – في الفكر
اليهودي – خلاص شعب إسرائيل.
كان النبيّ حزقيال ممّن أُسرَ مع اليهود في أحداث
الاستيلاء على القد/أورشليم وتدمير الهيكل سنة 586 ق.م, وسيق مع بقية بني جلدته إلى
بابل, لذلك يسمى "نبي المنفي", وهناك جلس عند "نهر كِبَار"! يتنبأ
لشعبه الذي كتب عليه الشتات.
جاء, في رؤى حزقيال عن مركبة الرب:
"وفوق القبة البللورية
التي على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الأزرق, وعلى شبه العرش شبه كمنظر إنسان
عليه من فوق".
هكذا جاء وصف مركبة الله في رؤى النبيّ حزقيال, وهى
جميعها كما نرى غير محددة المعالم لذا استخدمت العبارات التشبيهية مرات عدة فيها: شبه
عرش – كمنظر حجر العقيق الزرق – شبه كمنظر إنسان !!
وجاء على لسانه حديث الرب عن عقوق بني إسرائيل وعصيانهم
له والعقاب على ذلك ما يلي:
"لأن أحكامي رفضوها
وفرائضي لم يسلكوا فيها ..من أجل أنكم لم تسلكوا في فرائضي ولم تعملوا حسب أحكامي
..من أجل أنك (يا شعب إسرائيل) نجست مقدسي بكل مكرهاتك, وبكل أرجاسك فأنا أيضًا أجزّ
ولا تشفق عيني وأنا أيضًا لا أعفو, ثلث يموت بالوباء, وبالجوع يفنون, وثلث يسقط بالسيف,
وثلث أذريه في كل ريح وأستل سيفًا وراءهم" سفر حزقيال 5 : 6-12.
وما يهمنا في هذه الآيات هو الجزء الأخير فيها الذي
هو نوع العقاب وطبيعته, نقرأه معًا ثانية:
"ثلث يموت بالوباء
وبالجوع يفنون, وثلث يسقط بالسيف, وثلث أذريه في كل ريح وأستل سيفًا وراءهم".
فالناظر إلى هذه الآية يدرك بلا عناء أن ما تبقى
من الإسرائيليين وهم الثلث الأخير فيها: "وثلث أذريه في كل ريح وأستل سيفًا وراءهم".
ومعنى أذرّيه في كل ريح هو شتاتهم في أنحاء الأرض,
وكلمة "كل ريح" في النصوص القديمة تعني في جميع اتجاهات الأرض؛ الشمال والجنوب
والشرق والغرب.
نفهم من آية التوراة إذن أن الله حكم عليهم جزاء
لعصيانهم ومخالفتهم أوامره ونواهيه, وارتدادهم لعبادة الأوثان, واقتراف الآثام, حكم
عليهم بثلاثة أحكام/عقوبات:
الأول : موت تلثيهم, ثلث بالوباء والجوع, وثلث يقضى
بحد السيف, وهم الذين قضى عليهم الله بالموت على أرض كنعان (فلسطين).
الثاني : تذرية الثلث المتبقي منهم وتشتيتهم في أنحاء
الأرض.
الثالث : استلال سيف وراء هذا الثلث الأخير, الذي
كُتب عليه الشتات, وهذا هو التعبير الذي استخدمه الرب للإشارة إلى المذابح التي تعرض
لها اليهود عبر الزمان في منفاهم.
نزل حكم الله هذا فيهم على لسان النبي "حزقيال",
وكان ذلك في حدود القرن السادس ق.م, وهو القرن الذي بدأ فيه تنفيذ العقاب على يد الاستيلاء
على القدس على يد البابليين, ووقوع السبي, وبعد ذلك احتلال فلسطين على يد اليونانيين,
ثم الرومان. إلى أن حدث لهم الشتات المذكور حين طردهم الحاكم الروماني "هادريان"
من القدس ومن جميع أنحاء فلسطين عام 136م, فكان هذا هو الشتات الأكبر.
تصديق القرآن الكريم:
**************
ورد تصديق القرآن الكريم للفقرة التوراتية:
"وثلث أذريه في كل
ريح" في الآيات السابقة, وهو الثلث المتبقي بعد الإفناء بالوباء والجوع والسيف,
وهو المقصود بالشتات وتفريقهم في أنحاء الأرض, وهو قول الله تعالى:
(وقطعناهم في الأرض
أممًا منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون). سورة
الأعراف/الآية 168.
وعن استمرار غضب الله عليهم على طول الزمان, وإرسال
الله أو تسليطه من يعذبهم إلى يوم القيامة وتصديقًا لآية التوراة : "أستل سيفًا
وراءهم"
وكذلك : "لأنكم قد أضرمتم نارًا بغضبي تتقد
إلى الأبد" إرميا 17 : 4
هذه الآيات التوراتية تشير إلى المذابح التي تعرض
لها اليهود على مرّ التاريخ؛ ومنها ما حدث في روسيا, أثناء حكم القيصر, وما حدث في
اسبانيا والبرتغال, والحرق في ألمانيا على يد هتلر (الهولوكوست/ومعسكرتات أوشفيتز),
وغير ذلك مما يمكن أن نخصص له منشورًا مستقلا, لنقرأ تسجيلا لها على يد الكتّاب والشعراء
والمؤرخين, اليهود انفسهم.
وهذا هو ما يصدقه قول ربنا جلّ وعلا في قرآنه الكريم
:
"وإذ تأذن ربك ليبعثن
عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور".
سورة الأعراف./ الآية 167,
وذلك بسبب عصيانهم ومخالفتهم أوامر الله وشرعه واحتيالهم
على المحارم .
ومع ذلك يستمر اختبار بني إسرائيل عبر الزمان, والفرصة
متاحة أمامهم للتوبة والعودة إلى الطريق المستقيم وهو ما يفهم من عبارة الآية الكريمة:
(وقطعناهم .. وبلوناهم
بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون). سورة الأعراف/الآية 168.
إذن مادام الله كتب عليهم الجزاء بالشتات وعدم المكوث
في الأرض التي بحسب نص التوراة كان وعدًا لآبائهم (إبراهيم, وإسحاق, ويعقوب عليهم جميعًا
السلام) وليس لهم, فلا يحق لهم ادعاء ملكية أرض فلسطين, التي كانت مشروطة منذ البداية
بطاعة الله والسير على هديه وتنفيذ الوصايا, وهو ما لم يحدث .
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
#حزقيال_نبي_المنفى
#السبي_عقاب_بني_إسرائيل #יחזקאל_נביא_הגולה
#העונש_הפיזור #ישראל #Judaism_Jewish_Faith
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق