الجمعة، 6 مايو 2016

عيد نزول التوراة . . . وترك زيارة المسجد الأقصى و"البكاء على اللبن المسكوب"


بقلم : أ.د/ سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـــــــــــر.
عيد منح التوراة, أو نزول التوراة, ويطلق عليه أيضًا "مقام طور سيناء".
ترد تفاصيل هذا الحدث المعجز في التوراة حيث تجلّى الرب لبني إسرائيل في جبل سيناء . تقول الروايات إن الرب ظهر في هيئة برق ورعد وسحاب كثيف ودخان ونار متأججة, ولم يتحمل بنو إسرائيل هذا الموقف وخافوا خوفًا شديدًا, وتملّكهم الرعب حتى ظنوا أنهم ميتون, وطلبوا من موسى التدخل لدى الرب ليأذن لهم بمغادرة المكان, فتقدم موسى وخاطبه الرب بصوت عظيم, وأعطاه ألواح الشريعة.

 ويرتبط "مقام طور سيناء" ارتباطًا كبيرًا بخروج بني إسرائيل من مصر, فبعد خروجهم مباشرة أخذوا يستعدون لهذا الحدث الجلل ليس في تاريخ بني إسرائيل وحدهم بل في تاريخ البشرية كلها.
ومن الآيات التي تتناول هذا الحدث في التوراة (سفر الخروج 20 : 18 – 21).
ويوصف حدث "منح التوراة" في أدب الحكماء بـ"زواج الرب بالأُمّة الإسرائيلية". كما لا يُنظر إليه كحدث محلي أو إقليمي محدود بل كحدث كوني شامل ليس للبشر وحدهم بل لجميع الأحياء على وجه البسيطة.
............................
ويحاول المستوطنون الآن جاهدين استنان سنة جديدة وهى الحج الجماعي إلى المسجد الأقصى, حيث يتوجهون بأعداد كبيرة هم وأبناؤهم إلى ساحاته والاحتفال هناك بهذا العيد, وتمكين أبنائهم من الصعود إلى (جبل الهيكل), وهو اسم الحرم القدسي في المصادر اليهودية.
كما ستتضمن الزيارة إقامة حفلات سن البلوغ للصبيان الذين بلغوا سن ثلاث عشرة سنة ويوم واحد, حيث تقام احتفالية بهذه المناسبة, إيذانًا ببدأ الصبي لتحمل المسئولية الشرعيّة, وقراءة كتاب التوراة, وبدء تحمله لأوزاره التي يتحملها أبوه إلى أن يصل إلى هذه السن, بينما في حالة البنت تكون الأم هى من تتحمل أوزار ابنتها إلى أن تصل إلى سن البلوغ, وهى اثنتا عشرة سنة ويوم واحد.
ومن بين الطقوس التي يزمع المستوطنون إقامتها في هذا العيد أيضًا, في ساحات المسجد الأقصى, إجراء ختان الأطفال الذين بلغوا سن الختان وهو في الشريعة اليهودية ثمانية أيام, حيث يجب الختان حتى لو مات الطفل في هذه السن يختن قبل أن يدفن.


كل ذلك يخطط المستوطنون الصهاينة للقيام به في ساحات المسجد الأقصى, وما دمنا تركناه لهم كلية, وكففنا عن إنفاذ توجيه الرسول الكريم محمد (ص), بشد الرحال إلى المسجد الأقصى ضمن ثلاثة مساجد, بحجة الاحتلال فلا نأس على ما يحدث وسيحدث فقد أدمنّا "البكاء على اللبن المسكوب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق