تحظر التوراة على المحاربين أخذ أي شيء من الغنائم
قبل اقتسامها, وإخراج نصيب الرب منها.
وفعل ذلك كفيل بإنزال سخط الرب على كل جماعة بني
إسرائيل, ورجم الفاعل. وهو ما حدث في قصة "عاخان الكرمي" - يقول شخص يدعى
"عاخان بن كرمي" لـ "يهوسوَّع بن نون" :
"حقا إنّي أخطأْت إلى الرّب إله إسرائيل وجنيت
هذا الأمر. رأيت بين الغنائم رداءً شِنْعاريّا نفيسًا، ومئتي شاقل فضّة (نحو كيلوجرامين
ونصف)، وسبيكة من ذهب وزنها خمسون شاقلا (نحو سِتِّ مئة جرام)، فاشتهيتها وأخذتها.
وها هي مطمورة في الأرض في وسط خيمتي، والفضّة تحتها".
فيعترف "عاخان" بأنه طمع في هذه الأشياء
واستولى عليها ودفنها في الأرض داخل خيمته.
وما عقاب من يغلّ قبل اقتسام الغنيمة ؟
************************
من يقترف هذا الإثم يثير غضب الرب, وكان جزاؤه مضاعفًا
فكان يُقتل رجمًا وحرقًا؛ وهى العقوبة التي نفذت في "عاخان بن كرمي" الذي
غلّ رداءًا ومئتي مثقال من الفضة وسبيكة من الذهب.
والغريب في الأمر أن العقاب لم يقتصر العقاب على
"عاخان" بل تعداه إلى أهل بيته, وممتلكاته, ووبقره ومواشيه, وحتى الأشياء
التي غلّها أيضًا دون سبب مقنع!
نقرأ في هذا الصدد ما جاء في سفر يهوشوَّع:
(فأخذ يشوع وجميع بني إسرائيل عاخان بن زارح والفضة
والرّداء وسبيكة الذهب، وأبناءه وبناته وبقره وحميره وغنمه وخيمته وكل ماله، وذهبوا
بهِم إلى وادي عخور. وقال يشوع : «لماذا جلبت علينا هذه الكارثةَ؟ لِتحُلّ بك اليوم
الفواجع». فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة مع أهل بيته وأحرقوهم بالنار، وأقاموا فوقه
كومة كبيرة من الحجارة، ما برحت باقية إلى هذا اليوم. فهدأ غضب الرب ولذلك دعي اسم
ذلك الموضع وادي عخور ومعناه: (وادي الإزعاج) إلى هذا اليوم) (يوشع 7 : 20 – 26).
فقد قُتل عاخان وأبناؤه وبناته وبقرة وغنمه, ورُجموا
وأُحرقوا وكل ما كان لهم, مع ما غلّ فقد أحرقت هى الأخرى مع عاخان وأبنائه ومواشيه!.
ومع ذلك نجد فقرات, في العهد القديم, تشير إلى أن
المحاربين كانوا يستأثرون ببعض الغنائم, قبل التوزيع, ويخالفون التشريع دون عقاب.
(القضاة 8 : 24 – 27, صموئيل الأول 14 : 32, وتثنية 3 : 7).
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق