الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

الأضحى والغفران #הקורבן_והכפורים


دعا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام الناس للحج قبل حوالي 3800 سنة (1800 ق.م) حين أمره الله تعالى بالأذان في الناس بالحج في هذا المكان المبارك – مكّة – في هذا الزمن السحيق وقبل نزول التوراة, بحوالي 500 سنة, وقبل نزول الإنجيل بحوالي 1800 سنة, وقبل نزول الإسلام في صورته التي نعرفها اليوم بحوالي 2400 سنة.
وما يعنينا في قصة الحجّ هو التشابه الكبير بين مناسك الحج في الإسلام وطقوس زيارة اليهود لجبل البيت, وسنجمل أهم صور التشابه فيما يلي:
• احتشاد المسلمين, في منطقة المشاعر المقدسة حول الكعبة, بمكّة. والاحتشاد إلى حيث "الهيكل" قديمًا, وكانت الزيارة مرتبطة بالهيكل في الأساس, وهناك فرق كبير بين الهيكل وأي معبد يهودي.

• الوقوف بعرفة في يوم معلوم, والإكثار من الدعاء والاستغفار, دون الصوم, الذي هو سنَّة لغير الحجيج من المسلمين في بقاع الأرض. ويدوم الوقوف بعرفة حتى مغرب الشمس من ذلك اليوم. والوقوف عند الهيكل قديمًا – وعند الحائط الغربي حديثًا – والاستغفار والتوبة إلى الله من المعاصي والذنوب.
• جاء عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد). وجاء, في يوم الغفران اليهودي, أن أفضل الأيام هى أيام عشر بين بداية شهر تشري الى عيد الغفران. وهى أفضل أيام التوبة والاستغفار والإكثار من بذل الصدقات.
• أضحية العيد, وكانت تقدم قربانًا لله وتعبدًا له ولها شروط اهمها أن تكون سليمة خالية من العيوب, ووقتها بعد صلاة العيد في يوم النحر. وفي اليهودية قربان يوم التكفير أو الغفران, يرسل "تيس" على وجه الصحراء بعد طقوس معينة ويحمل أوزار بني إسرائيل. ومن شروط تكفير الذنوب الكبيرة والصغيرة التوبة فإن لم يتب اليهودي فلا تكفر غير الذنوب الصغيرة فقط. وهذا اليوم "يوم كيبور:تكفير" هو الصوم الوحيد المفروض على بني إسرائيل.
• ترتبط أضحية العيد, في الاسلام, بقصة الذبيح إسماعيل عليه السلام, في موضع المناسك, ورمي الجمرات, وترتبط في اليهودية بحَجَر, في جبل البيت, كان يعقوب توسدة حين ظهر له ملاك الرب وصارعه, وهو المكان الذي قيل إن إبراهيم قدم عليه الذبيح - إسحاق, فافتدي بالذبح !!
والزيارة في اليهودية مرتبطة بأمر الرب ليعقوب حيث قال له: قم اصعد إلى بيت إيل، وأقم هناك واصنع هناك مذبحًا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك". سفر التكوين 35 : 1. وفرض على كل إسرائيلي أن يزور الهيكل ثلاث مرات في السنة " – والزيارة واجبة على الذكور فقط, البالغين سن التكليف, وتسقط عن القصّر والمرضى, والعميان, وكبار السن. وليست فرضًا على الإناث, والصبيان. ولابد من تقديم صدقة في يوم الغفران. ويشذّ فرقة السامريين فيزورون جبل يسمى "جرزايم" في الطريق من القدس إلى نابلس. وفي ذلك تفصيل.
ومع أن ما ذكر في المصادر اليهودية لا يشير إلى قيام موسى عليه السلام بهذه الطقوس, لأنه توفي وهو على مشارف فلسطين, ولم يكن الهيكل قد بني بعد لارتباط الزيارة به, كما لم يرد ذكر لحجّه إلى البيت الحرام إلا ان هناك حديث عن حجه عليه السلام – فقد ورد:
(عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مر بوادي الأزرق ، فقال : أي واد هذا؟ قالوا : وادي الأزرق . قال : كأني أنظر إلى موسى ، وهو هابط من الثنية ، وله جؤار إلى الله ، عز وجل ، بالتلبية حتى أتى على ثنية هرشاء فقال : أي ثنية هذه؟ قالوا : هذه ثنية هرشاء . قال : كأني أنظر إلى يونس بن متى ، على ناقة حمراء ، عليه جبة من صوف ، خطام ناقته خلبة ، - قال هشيم : يعني ليفا - وهو يلبي وأخرجه مسلم من حديث داود بن أبي هند به . وروى الطبراني عن ابن عباس مرفوعا : إن موسى حج على ثور أحمر وهذا غريب جدا)
وجاء مثل هذا الحديث عن حجّ عيسى عليه السلام أيضًا !
ويظل السؤال لماذا لم يذكر حجّ موسى وعيسى والنبيين الآخرين وهم كثر على الرغم من ان أذان إبراهيم بالحج كان للناس كافة فكيف بالأنبياء ؟!
ويمكن الاستزادة في هذا الموضوع على الرابط التالي:
goo.gl/RRQoxH

د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق