الاثنين، 10 أكتوبر 2016

نبوءة الهجرة النبويَّة من مكَّة إلى المدينة (في سفر أشعيا)

رموز وإشارات وومضات قويَّة وواضحة وإن كانت غير مباشرة تتحدّث عن رحلة الهجرة النبويّة من مكّة إلى المدينة. جاء في كتاب النبي أشعيا:
"מַשָּׂא, בַּעְרָב: בַּיַּעַר בַּעְרַב תָּלִינוּ, אֹרְחוֹת דְּדָנִים. לִקְרַאת צָמֵא, הֵתָיוּ מָיִם; יֹשְׁבֵי אֶרֶץ תֵּימָא, בְּלַחְמוֹ קִדְּמוּ נֹדֵד. כִּי-מִפְּנֵי חֲרָבוֹת, נָדָדוּ; מִפְּנֵי חֶרֶב נְטוּשָׁה, וּמִפְּנֵי קֶשֶׁת דְּרוּכָה, וּמִפְּנֵי, כֹּבֶד מִלְחָמָה..... וְכָלָה כָּל-כְּבוֹד קֵדָר" כא : 13 - 16
الترجمة:
(وحي من جهة بلاد العرب, في الوعر في بلاد العرب تبيتون, يا قوافل الدادانيين هاتوا ماء لملاقاة العطشان, يا أهل تيماء استقبلوا الهارب بالخبز. لأنهم قد فرّوا من السيف المسلول، والقوس الموتور، ومن وطيس المعركة. لأنه هذا ما قاله لي الرب: ..... ويفنى كل مجد قيدار "قريش").

فالكلام هنا صريح عن محمد صلى الله عليه وسلم, وأنه الموحى إليه من بلاد العرب وهى أرض الحجاز الموصوفة بالوعر وقوله هاتوا ماءً لملاقاة العطشان وخبزًا للهارب هى إشارة إلى هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. 
ووصف الهجرة بالهروب معتاد في الكتابات اليهودية حتى في الكتب المدرسية والأكاديمية التي تتناول الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذكر في النبوءة أهل تيماء لأنهم كانوا صالحوا النبي وتيماء هى "وادي القرى" من أعمال المدينة. وقوله "يفنى كل مجد قيدار" إشارة إلى ما كان بعد هجرته من نصرة الله تعالى له على أبطال بني قيدار وجبابرتهم من المشركين فمزقهم وفتح الله تعالى له مكة – لأن قيدار من أولاد إسماعيل, ولعله يكون جد قبيلة قريش.
والجدير بالذكر أيضًا أن اليهود الذين كانوا يسكنون يثرب (المدينة المنوّرة) منذ زمن بعيد قبل ظهور الإسلام كانوا يعرفون من كتبهم وأحبارهم أن نبيًا سيبعث من العرب, أي من نسل إسماعيل عليه السلام. ولأن النبوّة تنقسم إلى فرعين من بعد أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام؛ وبحسب الأم, فمن زوجته سارة جاء فرع إسحاق وبعده يعقوب, وسلسلة أنبياء بني إسرائيل حتى عيسى عليه السلام, ومن زوجته هاجر جاء فرع إسماعيل الذي جاء منه النبي محمد صلى الله عليه وسلّم.
(يتبع)
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق