كنت نوهت من قبل عن كتابة منشور عن مدى علاقة اليهود بالأمازيغ في شمال إفريقيا قديمًا, والصهاينة بهم حديثًا. وقد واجهت حين عقدت العزم على الكتابة في هذا الموضوع ندرة المصادر التي تتيح التعرف على تاريخ الأمازيغ/البربر (كما تسميهم بعض المصادر), بالنسبة لي الآن على الأقل. ولم أكن أقصد بالطبع مناقشة موضوع أصولهم أو جذورهم التاريخية في شمال إفريقيا لأنهم هم الأولى بالحديث فيه.
إنما دفعني للخوض في بعض جوانبه وهى مسألة العلاقة بين الأمازيغ واليهود؟ التي تجعل الصهاينة يستغلونها في الترويج لأكاذيب لا سند لها على أرض الواقع.
مثلما حدث في موضوع الشاب المغربي الذي قضى سحقًا, الشهر الماضي, في عربة لجمع النفايات حين أسرع ينقذ بضاعته التي قذف بها أحد المسئولين في صندوقها فصادف من ضغط على زر تشغيل مكبس النفايات فقتل الشاب على الفور! وهو الأمر الذي جعل مئات من المتظاهرين يخرجون مطالبين الحكومة المغربية بتيسير سبل العيش للناس. وصفت الصحف العبرية التابعة للكيان الصهيوني في إسرائيل ما حدث بأن حكومة المغرب تضطهد الأقليات ومنهم الأمازيغ! في هدف واضح لإثارة الطائفية هناك.
وتسعى الصهيونية الإسرائيلية بشتى السبل لإيجاد صلة بين اليهود والأمازيغ حتى لو بسبب تشابه في المسميات أو الصفات ومن تلك الأعمال والنشاطات ما قامت به الطبيبة والكاتبة الإسرائيلية "ليمور سرير" في روايتها الجديدة "أسرار مراكش" حيث تقول: إنها ستذهب بجمهور القراء إلى مكان لم يعرف بالمرّة؛ أرض المغرب, الغريبة", وتصف خلال ذلك إحدى الشخصيات الغامضة والأكثر إثارة من العصور الوسطى تزعم أنها لزعيمة يهودية في شمال إفريقيا نجحت على الأقل في وقف أو صد تقدّم الإسلام هناك وبذلك غيرت وجه التاريخ.
هذه الشخصية التي على الرغم من أنها اليوم تثير جدلا واسعًا في فرنسا وشمال إفريقيا هى الكاهنة "داهيا" ملكة بربرية يهودية – هكذا يورد الكتاب - , كانت من الشخصيات التي لعبت دورًا في حياة الأمازيغ بعد موت الملك "إكسل"!.
وقال عنها المؤرخ العربي, ورائد علم الاجتماع "ابن خلدون": "على أنها كانت وثنية تعبد صنمًا من خشب، وتنقله على جمل، وقبل كل معركة تبخّره وترقص حوله فسماها العرب الكاهنة أي (التفازة أو الفزّانة". لذلك استغل الصهاينة هذا الأمر وادعو انتسابها إلى اليهود!! ومعروف أن كل من كان يعمل بالسحر والتنبؤ واستطلاع الغيب كان يسمى كاهنًا.
ولم تثبت أية صلة بين هذه السيدة التي لقبت بالملكة واليهودية من أي ناحية. أما استطلاع ما ورد بالكتاب فهذا لن يكون قبل ترجمته ودراسة ما جاء فيه.
شاهد على قبر بمدينة تبسة الجزائر قيل إنه للكاهنة دهيا! ملكة البربر .. |
أثر كاذب كما تعودنا من الصهاينة تزوير كل شيء في فلسطين والآن يحاولون تمرير الأكاذيب والادعاءات في أماكن أخرى من وطننا العربي. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق