أخ يغتصب أخته!
كانت (ثامار) أخت أمنون (ابنا الملك داود) غير الشقيقة فتاة تفيض بالجمال, لذا أحبّها حبًا شديدًا وتولّه بها وعانى من أسقام الحبّ وعذاباته, وأراد أن يقضي حاجته منها, على الرغم من أنها كانت أخته كما ذكرت سابقًا! لكن ما منعه من ذلك هو أنّها كانت عذراء ولم تُفضّ بكارتها بعد!.
سأله ابن عمّه (يوناداب) وكان صديقًا حميمًا له: مالي أراك سقِيمًا يا ابن الملك, ويزداد سقمك يومًا بعد يوم؟ ألا تخبرني؟
فأجابه أمنون: إنّي أُحبّ (ثامار) أُخت أبْشَالوم أخي.
فقال يوناداب: تمارض في سريرك. وعندما يجيء أَبوك ليزورك قل له: دع (ثامار) أختي تأتي لتطعمني. دعهَا تعدّ الطّعام أمامي فأرى ما تفعل وآكل من يدها.
لاحظ أن الصديق رتّب له مكيدة للإيقاع بأخته في شرك الحرام, ولم يحاول نصحه أو سؤاله عمّا يقدم عليه من عمل مُحرّم عقابه القتل رجمًا في اليهودية!
فاضطجع أَمنون (الثعلب!) وتمارض، وقال لأَبيه عندما جاء ليزوره: دع ثامار تأْتي لتصنع أمامي فطيرتين، فآكل من يدها. فأرسل داود من يدعو ثامار من بيتها قائلا: اذهبي إلى بيت أخيك أمنون واصنعي له طعامًا. فمضت ثامار إلى بيت أخيها أمنون الراقد في سريره، فعجنت أمامه العجين وصنعت فطيرًا وخبزته. ثم أخذت الفطير ووضعته أمامه.
لكن أمنون أبى أن يأْكل وطلب من جميع الحضور أن يخرجوا جميعًا من عنده!
ثمّ قال أَمنون لثامار: أحضري الطعام إلى السّرير وأطعميني.
فأحضرت ثامار الفطير الذي صنَعته إلى أمنون أخيها الرّاقدِ في سريره. وما إِن قَدّمته له حتّى أَمسكها وقال لها: تعاليِ اضطجعي معي يا أختي.
فأَجابته ثامار (الفتاة الحكيمة): لا يا أَخي. لا تذلني. لأَنّه لا يُقترف مثْل هذا العمل الشّنيع بين الإسرائيليين. أَرجوك لا ترتكب مثل هذا الفعل القبيح، إذ كيف أُواري عاري؟ أما أنت فتكون بتصرّفك هذا كواحدٍ من السُّفهاء في إسرائيل. خاطب الملك بشأْني فإنّه لن يمنعني من الزواج منك (لاحظ اضطراب النص لأنه لا يجوز أن يطلب يدها لأنها أخته!).
لكن أمنون الذي كان قد ركب رأسه شيطانُ مريد أَبى أن يستمع لتوسّلاتها، بل تغلّب عليها واغتصبها.
ثم تحوّل حبّ أمنون لثامار, بعد اقتراف الإثم وارتكاب واحدة من أشنع الفواحش, إلى بُغضٍ شديد فاق محبّته لها. وقال لها: قومي انطلقي.
فأجابت ثامار (المسكينة المجني عليها): لا! إن طردك إياي جريمة أشنع من الجريمة التي اقترفتها!
لكن أمنون (الأخ الفاسق) أَبى أَن يسمع لها، واستدعى خادمه الخاص وقال: أطْرد هذه المرأَة خارجًا، وأغلق الباب وراءها.
فطردها الخادم وأغلق الباب خلفها.
كانت ثامار ترتدي ثوبًا ملوّنًا كعادة بنات الملوك العذارى في تلك الأيام، فمزَّقت الثّوب الملوّن وعفّرت رأْسها بالرّماد ووضعت عليه يدها ومضت باكية.
وعندما رآها أخوها أبشالوم (الشقيق) سألها: هل اغتصبك أمنون؟ اسكتي الآن يا أُختي، فإنه أخوك ولا تحملي وزر هذا الأمر في قلبك.
لاحظ هنا سؤال الأخ أبشالوم؛ إذ يوحي بأنه على علم مسبق بشيء مما يخص جريمة أخيه أمنون مع أخته!
فأقامت ثامار في بيت أخِيها أبشالوم في عزلة وحزنٍ. ونما الخبر إِلى الملك داود فاغتاظ غيظًا شديدًا. أَما أَبشالوم فلم يخاطب أَمنون بخير أَو شرٍّ، لكنه أَضمر له بغضًا شديدًا لأَنّه انتهك حرمة أخته ثامار.
يقول "جوستاف لوبون", الطبيب والمؤرخ والفيلسوف بعلم الانثروبولوجيا (علم الإنسان), عن أخلاق اليهود:
"وسفاح ذوي القربى, واللواط, والمساحقة, ومواقعة البهائم, من أكثر الآثام التي كانت شائعة بين اليهود على اختلاف عصورهم, غير آبهين إلى قول توراتهم أو أحبارهم, ويدل النهي على غلمة ذلك الشعب وما له من شبق لا يروى غليله".
المنشور التالي بعنوان (أبشالوم يقتل أخاه أمنون)
د. سامي الإمام
كانت (ثامار) أخت أمنون (ابنا الملك داود) غير الشقيقة فتاة تفيض بالجمال, لذا أحبّها حبًا شديدًا وتولّه بها وعانى من أسقام الحبّ وعذاباته, وأراد أن يقضي حاجته منها, على الرغم من أنها كانت أخته كما ذكرت سابقًا! لكن ما منعه من ذلك هو أنّها كانت عذراء ولم تُفضّ بكارتها بعد!.
سأله ابن عمّه (يوناداب) وكان صديقًا حميمًا له: مالي أراك سقِيمًا يا ابن الملك, ويزداد سقمك يومًا بعد يوم؟ ألا تخبرني؟
فأجابه أمنون: إنّي أُحبّ (ثامار) أُخت أبْشَالوم أخي.
فقال يوناداب: تمارض في سريرك. وعندما يجيء أَبوك ليزورك قل له: دع (ثامار) أختي تأتي لتطعمني. دعهَا تعدّ الطّعام أمامي فأرى ما تفعل وآكل من يدها.
لاحظ أن الصديق رتّب له مكيدة للإيقاع بأخته في شرك الحرام, ولم يحاول نصحه أو سؤاله عمّا يقدم عليه من عمل مُحرّم عقابه القتل رجمًا في اليهودية!
فاضطجع أَمنون (الثعلب!) وتمارض، وقال لأَبيه عندما جاء ليزوره: دع ثامار تأْتي لتصنع أمامي فطيرتين، فآكل من يدها. فأرسل داود من يدعو ثامار من بيتها قائلا: اذهبي إلى بيت أخيك أمنون واصنعي له طعامًا. فمضت ثامار إلى بيت أخيها أمنون الراقد في سريره، فعجنت أمامه العجين وصنعت فطيرًا وخبزته. ثم أخذت الفطير ووضعته أمامه.
لكن أمنون أبى أن يأْكل وطلب من جميع الحضور أن يخرجوا جميعًا من عنده!
ثمّ قال أَمنون لثامار: أحضري الطعام إلى السّرير وأطعميني.
فأحضرت ثامار الفطير الذي صنَعته إلى أمنون أخيها الرّاقدِ في سريره. وما إِن قَدّمته له حتّى أَمسكها وقال لها: تعاليِ اضطجعي معي يا أختي.
فأَجابته ثامار (الفتاة الحكيمة): لا يا أَخي. لا تذلني. لأَنّه لا يُقترف مثْل هذا العمل الشّنيع بين الإسرائيليين. أَرجوك لا ترتكب مثل هذا الفعل القبيح، إذ كيف أُواري عاري؟ أما أنت فتكون بتصرّفك هذا كواحدٍ من السُّفهاء في إسرائيل. خاطب الملك بشأْني فإنّه لن يمنعني من الزواج منك (لاحظ اضطراب النص لأنه لا يجوز أن يطلب يدها لأنها أخته!).
لكن أمنون الذي كان قد ركب رأسه شيطانُ مريد أَبى أن يستمع لتوسّلاتها، بل تغلّب عليها واغتصبها.
ثم تحوّل حبّ أمنون لثامار, بعد اقتراف الإثم وارتكاب واحدة من أشنع الفواحش, إلى بُغضٍ شديد فاق محبّته لها. وقال لها: قومي انطلقي.
فأجابت ثامار (المسكينة المجني عليها): لا! إن طردك إياي جريمة أشنع من الجريمة التي اقترفتها!
لكن أمنون (الأخ الفاسق) أَبى أَن يسمع لها، واستدعى خادمه الخاص وقال: أطْرد هذه المرأَة خارجًا، وأغلق الباب وراءها.
فطردها الخادم وأغلق الباب خلفها.
كانت ثامار ترتدي ثوبًا ملوّنًا كعادة بنات الملوك العذارى في تلك الأيام، فمزَّقت الثّوب الملوّن وعفّرت رأْسها بالرّماد ووضعت عليه يدها ومضت باكية.
وعندما رآها أخوها أبشالوم (الشقيق) سألها: هل اغتصبك أمنون؟ اسكتي الآن يا أُختي، فإنه أخوك ولا تحملي وزر هذا الأمر في قلبك.
لاحظ هنا سؤال الأخ أبشالوم؛ إذ يوحي بأنه على علم مسبق بشيء مما يخص جريمة أخيه أمنون مع أخته!
فأقامت ثامار في بيت أخِيها أبشالوم في عزلة وحزنٍ. ونما الخبر إِلى الملك داود فاغتاظ غيظًا شديدًا. أَما أَبشالوم فلم يخاطب أَمنون بخير أَو شرٍّ، لكنه أَضمر له بغضًا شديدًا لأَنّه انتهك حرمة أخته ثامار.
يقول "جوستاف لوبون", الطبيب والمؤرخ والفيلسوف بعلم الانثروبولوجيا (علم الإنسان), عن أخلاق اليهود:
"وسفاح ذوي القربى, واللواط, والمساحقة, ومواقعة البهائم, من أكثر الآثام التي كانت شائعة بين اليهود على اختلاف عصورهم, غير آبهين إلى قول توراتهم أو أحبارهم, ويدل النهي على غلمة ذلك الشعب وما له من شبق لا يروى غليله".
المنشور التالي بعنوان (أبشالوم يقتل أخاه أمنون)
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق