يكشف الزمن عن مخبوءاته القديمة عبر تاريخه الطويل وقتما يشاء له سيد الكون ورب العالمين.
في جولتنا التالية سنحاول إلقاء الضوء على ما عرف بـ "لفائف البحر الميت", أو"مخطوطات البحر الميت", أو "لفائف قمران", او "مخطوطات قمران", أو "مخطوطات كهوف الجبل", أو كما يحلو للإسرائيليين تسميتها بـ "مخطوطات يهودا", أو "مخطوطات جبال يهودا" التي هى جبال الجليل الفلسطينية, بعد تهويد الاسم!
سنحاول تتبع المتاح في المصادر عن هذه المخطوطات أو اللفائف؛ ظروف العثور عليها, تاريخها, لغتها, مضمونها, أعدادها, هل كان لها علاقة بالهيكل, أين هى الآن؟
وأهم من ذلك كله ما أثير حولها من أنه تم العثور فيها على خريطة للحروب المستقبلية بين العرب والإسرائيليين؟ وأنها تتضمن ما يفيد أن لسيرة السيد المسيح عليه السلام, والإسلام! (على الرغم من أن تاريخها حدد بـ 200ق.م)!!
ولذلك أحيطت ترجماتها بالسريّة التامة ومنع من نشرها زمنًا طويلا!
في جولتنا التالية سنحاول إلقاء الضوء على ما عرف بـ "لفائف البحر الميت", أو"مخطوطات البحر الميت", أو "لفائف قمران", او "مخطوطات قمران", أو "مخطوطات كهوف الجبل", أو كما يحلو للإسرائيليين تسميتها بـ "مخطوطات يهودا", أو "مخطوطات جبال يهودا" التي هى جبال الجليل الفلسطينية, بعد تهويد الاسم!
سنحاول تتبع المتاح في المصادر عن هذه المخطوطات أو اللفائف؛ ظروف العثور عليها, تاريخها, لغتها, مضمونها, أعدادها, هل كان لها علاقة بالهيكل, أين هى الآن؟
وأهم من ذلك كله ما أثير حولها من أنه تم العثور فيها على خريطة للحروب المستقبلية بين العرب والإسرائيليين؟ وأنها تتضمن ما يفيد أن لسيرة السيد المسيح عليه السلام, والإسلام! (على الرغم من أن تاريخها حدد بـ 200ق.م)!!
ولذلك أحيطت ترجماتها بالسريّة التامة ومنع من نشرها زمنًا طويلا!
كل هذه وغيرها مسميات لكتابات عثر عليها في منتصف القرن الماضي في منطقة خربة غير مأهولة تسمّى (قمران), تقع في الجهة الجنوبية من الجانب الشمالي الغربي للبحر الميت. وهى الآن مغلقة لوقوعها تحت سلطة الاحتلال الصهيوني البغيض, ويسيطر عليها مستوطنون يُسِّرت لهم بعض الأبنية المهيئة لمزاولة نشاط سياحي للمنطقة يدر دخلا سنويًا من زيارتها. ويهمنا في موضوع هذه الكتابات باختصار شديد ما يلي:
أ. ماهى المكتشفات.
ب. متى تم العثور عليها.
ت. أين موقع الكشف مما حوله من أماكن معروفة.
ث. ما مضمون تلك الكتابات وعمّا تتحدث.
ج. ما أهميَّة تلك النصوص المخطوطة.
ح. هل يمكن أن تغير إضافة أو خصمًا من معارفنا المستقرّة وعن أية حقبة تتحدث.
وسأحاول الإجابة عن هذه الأسئلة بقطع النظر عن الترتيب من خلال دراسات تمت حول مخطوطات قمران, وليس بالضرورة أن تتم إجابة جميع تلك التساؤلات في منشور واحد.
عثر صبيان بدويان, أحدهما لا يزال على قيد الحياة, من صحراء الجليل (المنحدر الجاف الشمالي من التل النازل باتجاه البحر الميت), في صيف عام 1947, على كهف بالقرب من الأطلال المسماة بـ (خَرِبَة قُمْرَان) الواقعة في جهة الجنوب عند الجانب الشمالي الغربي للبحر الميت. كان الكهف يحتوي على أربعين أو خمسين جرّة كبيرة ذات شكل اسطواني (يبلغ العدد 80 جرّة في بعض الروايات), أغلبها كانت مكسورة, وكان واضحًا أن ما تحويه قد تم إخراجه بواسطة بعض أشخاص لم يقدّروا قيمته وأهميته, ثم تم – فيما بعد وعبر مدّة غير محدّدة - قرضه وبعثرته بواسطة الجرذان. لكن كان واضحًا من خلال تلك البقايا المُبعثرة ومن خلال ما تحتويه الجرار السليمة إلى حد ما, أن جميع هذه الجرار أو معظمها كان بمثابة أوعية للفائف مصنوعة من الجلد وملفوفة بالقماش, ثم تطور الأمر بعد ذلك وعرف أنها لفائف من ورق البردي داخل جرار كانت مغطاة.
أخذ البدو, الذين لم يكن لديهم علم بأن تلك اللفائف مكتوبة باللغة العبرية, عددًا منها سليمة كاملة وبعض بقايا لفائف أخرى إلى مدينة بيت لحم, وفي النهاية حصل الدير الآشوري للقديس مارك بالقدس, على النصيب الأكبر من هذه اللفائف, والباقي كان من نصيب الجامعة العبرية.
تم نشر بعض النسخ والصور المطبوعة عن واحدة من تلك اللفائف التي بحوزة الدير الآشوري, حيث قامت المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية بنشر صور لها برئاسة تحرير البروفيسور "ميلر بوروز, من جامعة "ييل" بالولايات المتحدة الأمريكية, وتم في الوقت نفسه أو في غضونه أيضًا نشر الوثيقة التي بحوزة اليهود بالجامعة العبرية في مقتطفات سريعة فقط على يد البروفيسور إ. ل. سوكينيك.
تم بعد ذلك بفترة وجيزة اكتشاف الكهف والمنطقة المحيطة به, بواسطة بعض العلماء المتدربين, وخصوصًا الآب "رونالد دي فوكس", مدير المدرسة الفرنسية الدومينيكانية للإنجيل والآثار في القطاع الأردني من القدس آنذاك, الذي كان يتمتع بكفاءة عالية هو ومساعدوه. ولم يتم فقط اكتشاف عناصر جديدة من الكهف الأصلي الذي جال فيه البدو, وإنما عُثر أيضًا على خمسة كهوف أخرى تحتوي على مخطوطات في الجوار نفسه (مثل العديد من الكهوف التي اتضح أنها ديار وليست مكتبات). كما تم التنقيب أيضًا عن خربة قمران ذاتها, والتي أصبح من الواضح أنها كانت مركزًا مشتركًا لسكان الكهوف. ومن الجدير بالذكر أنه, حتى الاكتشافات المثيرة للمخطوطات التي اكتشفت حديثًا, كانت في موقعين, على بعد أميال معدودة من خربة قمران.
ولا يخفى – كما أقرّ الباحثون - على أي مطلع على تلك اللفائف أن الاكتشاف الذي تم في خربة قمران, كان واحدًا من أهم الاكتشافات للوثائقية القديمة, في المنطقة, على الإطلاق.
ولا علم لنا حتى الآن, بكل ما يمكن أن تخبرنا به هذه الوثائق عن القرون القليلة التي تلت بداية عصر المسيحية, لكن يمكننا أن نلمس بالفعل الاتجاه الذي سوف تزداد معرفتنا عنه بفضل هذا الاكتشاف, لأن الدليل سوف يلقي الضوء على واحدة من أغرب وأكثر المشكلات حيرة في التاريخ اليهودي – والمتعلقة بالطوائف اليهودية الثلاث المتنافسة, والتي نشأت في حقبة دمار الهيكل الثاني (70م) وهذه الطوائف هى الفريسية, والصدوقية, والأسينية, وما يتعلق بهم من آداب وعقائد وشخصيات.
انتهى كفاح هذه الطوائف الثلاث, أو الجماعات الطائفية الثلاث, بانتصار الفريسية. وترجع جذور كل اليهود المعاصرين المتشددون كطائفة ساتمير - على حد قول أحد الباحث هارولد جينسبرج, الباحث التوراتي - إلى الطائفة الفريسية, التي انتصرت وطغى انتصارها على كل ما يخص الطائفتين الأخريين المنافستين وتم تحريف وتجاهل كل ما يخصهما. وعانت الفريسية ذاتها أيضًا من مصير مشابه بعد انتصار المسيحية.
ومن الصعب تحديد ماهية الأهداف التي دافعت عنها الطائفتان الصدوقية والأسينية فلا يتوفر لدينا إلا بعض المعلومات الهزيلة التي رشحت من مصادر خارجية, أو من جهلة اليهود!
وتقدم اللفائف المكتشفة حديثًا كمية كبيرة من المعلومات التي تعرض لأول مرة والمتعلقة بواحدة من هاتين الطائفتين المهرطقتين, حيث كشفت لنا هذه اللفائف عن التفاصيل الواردة في الكتابات المشكوك في صحتها وباقي المؤلفات, التي تشير إلى وجود أشكال أخرى من اليهودية غير التي نعرفها الآن.
سنحاول في المنشور التالي تتبع بعض نتائج البحث في لفائف الجبل أو أسرار الكهوف.
يتبعد. سامي الإمام
أ. ماهى المكتشفات.
ب. متى تم العثور عليها.
ت. أين موقع الكشف مما حوله من أماكن معروفة.
ث. ما مضمون تلك الكتابات وعمّا تتحدث.
ج. ما أهميَّة تلك النصوص المخطوطة.
ح. هل يمكن أن تغير إضافة أو خصمًا من معارفنا المستقرّة وعن أية حقبة تتحدث.
وسأحاول الإجابة عن هذه الأسئلة بقطع النظر عن الترتيب من خلال دراسات تمت حول مخطوطات قمران, وليس بالضرورة أن تتم إجابة جميع تلك التساؤلات في منشور واحد.
عثر صبيان بدويان, أحدهما لا يزال على قيد الحياة, من صحراء الجليل (المنحدر الجاف الشمالي من التل النازل باتجاه البحر الميت), في صيف عام 1947, على كهف بالقرب من الأطلال المسماة بـ (خَرِبَة قُمْرَان) الواقعة في جهة الجنوب عند الجانب الشمالي الغربي للبحر الميت. كان الكهف يحتوي على أربعين أو خمسين جرّة كبيرة ذات شكل اسطواني (يبلغ العدد 80 جرّة في بعض الروايات), أغلبها كانت مكسورة, وكان واضحًا أن ما تحويه قد تم إخراجه بواسطة بعض أشخاص لم يقدّروا قيمته وأهميته, ثم تم – فيما بعد وعبر مدّة غير محدّدة - قرضه وبعثرته بواسطة الجرذان. لكن كان واضحًا من خلال تلك البقايا المُبعثرة ومن خلال ما تحتويه الجرار السليمة إلى حد ما, أن جميع هذه الجرار أو معظمها كان بمثابة أوعية للفائف مصنوعة من الجلد وملفوفة بالقماش, ثم تطور الأمر بعد ذلك وعرف أنها لفائف من ورق البردي داخل جرار كانت مغطاة.
أخذ البدو, الذين لم يكن لديهم علم بأن تلك اللفائف مكتوبة باللغة العبرية, عددًا منها سليمة كاملة وبعض بقايا لفائف أخرى إلى مدينة بيت لحم, وفي النهاية حصل الدير الآشوري للقديس مارك بالقدس, على النصيب الأكبر من هذه اللفائف, والباقي كان من نصيب الجامعة العبرية.
تم نشر بعض النسخ والصور المطبوعة عن واحدة من تلك اللفائف التي بحوزة الدير الآشوري, حيث قامت المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية بنشر صور لها برئاسة تحرير البروفيسور "ميلر بوروز, من جامعة "ييل" بالولايات المتحدة الأمريكية, وتم في الوقت نفسه أو في غضونه أيضًا نشر الوثيقة التي بحوزة اليهود بالجامعة العبرية في مقتطفات سريعة فقط على يد البروفيسور إ. ل. سوكينيك.
تم بعد ذلك بفترة وجيزة اكتشاف الكهف والمنطقة المحيطة به, بواسطة بعض العلماء المتدربين, وخصوصًا الآب "رونالد دي فوكس", مدير المدرسة الفرنسية الدومينيكانية للإنجيل والآثار في القطاع الأردني من القدس آنذاك, الذي كان يتمتع بكفاءة عالية هو ومساعدوه. ولم يتم فقط اكتشاف عناصر جديدة من الكهف الأصلي الذي جال فيه البدو, وإنما عُثر أيضًا على خمسة كهوف أخرى تحتوي على مخطوطات في الجوار نفسه (مثل العديد من الكهوف التي اتضح أنها ديار وليست مكتبات). كما تم التنقيب أيضًا عن خربة قمران ذاتها, والتي أصبح من الواضح أنها كانت مركزًا مشتركًا لسكان الكهوف. ومن الجدير بالذكر أنه, حتى الاكتشافات المثيرة للمخطوطات التي اكتشفت حديثًا, كانت في موقعين, على بعد أميال معدودة من خربة قمران.
ولا يخفى – كما أقرّ الباحثون - على أي مطلع على تلك اللفائف أن الاكتشاف الذي تم في خربة قمران, كان واحدًا من أهم الاكتشافات للوثائقية القديمة, في المنطقة, على الإطلاق.
ولا علم لنا حتى الآن, بكل ما يمكن أن تخبرنا به هذه الوثائق عن القرون القليلة التي تلت بداية عصر المسيحية, لكن يمكننا أن نلمس بالفعل الاتجاه الذي سوف تزداد معرفتنا عنه بفضل هذا الاكتشاف, لأن الدليل سوف يلقي الضوء على واحدة من أغرب وأكثر المشكلات حيرة في التاريخ اليهودي – والمتعلقة بالطوائف اليهودية الثلاث المتنافسة, والتي نشأت في حقبة دمار الهيكل الثاني (70م) وهذه الطوائف هى الفريسية, والصدوقية, والأسينية, وما يتعلق بهم من آداب وعقائد وشخصيات.
انتهى كفاح هذه الطوائف الثلاث, أو الجماعات الطائفية الثلاث, بانتصار الفريسية. وترجع جذور كل اليهود المعاصرين المتشددون كطائفة ساتمير - على حد قول أحد الباحث هارولد جينسبرج, الباحث التوراتي - إلى الطائفة الفريسية, التي انتصرت وطغى انتصارها على كل ما يخص الطائفتين الأخريين المنافستين وتم تحريف وتجاهل كل ما يخصهما. وعانت الفريسية ذاتها أيضًا من مصير مشابه بعد انتصار المسيحية.
ومن الصعب تحديد ماهية الأهداف التي دافعت عنها الطائفتان الصدوقية والأسينية فلا يتوفر لدينا إلا بعض المعلومات الهزيلة التي رشحت من مصادر خارجية, أو من جهلة اليهود!
وتقدم اللفائف المكتشفة حديثًا كمية كبيرة من المعلومات التي تعرض لأول مرة والمتعلقة بواحدة من هاتين الطائفتين المهرطقتين, حيث كشفت لنا هذه اللفائف عن التفاصيل الواردة في الكتابات المشكوك في صحتها وباقي المؤلفات, التي تشير إلى وجود أشكال أخرى من اليهودية غير التي نعرفها الآن.
سنحاول في المنشور التالي تتبع بعض نتائج البحث في لفائف الجبل أو أسرار الكهوف.
يتبعد. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق