الأربعاء، 3 مايو 2017

يوسف ومؤامرة الأخوة! #יוסף_ומזמתם_של_אחיו

نصّ التوراة:
(ومضى إخوته ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم (نابلس). فقال يعقوب ليوسف: أليس إخوتك يرعون عند شكيم؟ تعال فأرسلك إليهم. فقال هأنذا... فلما أبصروه من بعيد قال بعضهم لبعض (تهكّما): هو ذا صاحب الأحلام قادم. فالآن هلموا لنقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول وحش رديء أكله. فسمع أخوهم رأوبين مقالتهم وأراد إنقاذه من بين أيديهم فقال لهم: لا تسفكوا دمًا، اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدّوا إليه يدًا. فكان لما جاء يوسف أنهم خلعوا عنه قميصه (الملوّن الي ميَّزه به أبوهم!) وطرحوه في البئر، وكانت جافة ليس فيها ماء.
ثم أخذوا القميص وذبحوا تيسًا من المعزى وغمسوا القميص بالدم، وعادوا إلى أبيهم به وقالوا: حقِّق، أقميص ابنك هذا أم لا؟ فتحققه وقال: قميص ابني. وحش رديء أكل يوسف. ثم مزق ثيابه ولبس ثياب الحداد، وناح على ابنه أيامًا كثيرة. أما يوسف فقد التقطته من البئر قافلة تجار وباعوه في مصر). التكوين 37: 12-36
كان أخوة يوسف الذين تآمروا على قتله تسعة وعزموا على قتله, وتبرير جريمتهم كذبًا بأن وحشًا رديئًا أكله! لكن أخاه رأوبين أراد ألا يلحق به أذى فحين سمع كلامهم وعرف نيتهم أشار عليهم بألا يسفكوا دمه ويكتفوا برميه في بئر وتركه دون عناية, فاكتفوا بنزع قميصه الملوّن الذي كان يثير غيرتهم منه. ونفهم من رواية التوراة أن البئر كانت خالية من الماء وجافة. 
أخذوا قميصه الملون هذا ولطخوه بدم ذبيحة صنعوها لهذا الغرض وأخذوه إلى أبيهم يعقوب وسألوه : أهذا هو قميص ابنك؛ يوسف؟
تفحَّص يعقوب القميص وتعرّف عليه ورد: إنه قميص ابني (وكيف لا يعرفه وكان هو القميص الملوّن الذي ميزه به عن أخوته!). ثم أردف : وحش ريء أكل يوسف! 
فحزن ومزَّق ثيابه وارتدى مسوح الحداد وناح عليه زمنًا طويلا!
مرت في الوقت نفسه على مقربة منهم قافلة تجارية, سمي تجارها في النص التوراتي تارة بالإسماعيليين وتارة أخرى بالمديانيين دون تفريق منطقي بين التسميتين. وهنا يصحو ضمير أحد أخوته (يهودا) الذي خشي على يوسف من الموت جوعًا في البئر الجافة, فاقترح على أخوته إجراء صفقة تجارية بيوسف نفسه فعرض بيعه على أنه أحد العبيد ورأى في ذلك إنقاذًا له من الموت!
وافق الأخوة على بيعه بعشرين من الفضة فأخرجوه من البئر وسلّموه لتجار القافلة. لكن أخوّين, هما رأوبين وبن يامين (هو أخو يوسف الصغير الذي ماتت أمهما راحيل أثناء ولادته, وأرادوا تسميته بـ بِنْ أونِي "أي ابن الشؤم" لكن يعقوب رفض وقال لا: بل بِنْ يَامين, أي ابن يميني لأنه سيكون ذراعه اليمنى) لم يشتركا في الصفقة! ولا تخبرنا التوراة أين كانا؟ 
ولفّ الحزن حياة يعقوب عليه السلام لدرجة أنه اعتقد أنه سيقضي حياته كلها في حزنه على يوسف إلى أن يلقاه بل رفض تلقي العزاء فيه من أخوته وقال: إني أنزل إلى ابني نائحًا إلى الجحيم) ولا تعرف ما معنى هذه العبارة على وجه الدقة!
أُخذ يوسف إلى مصر وهناك اشتراه رجل يسمّى (فوطيفار), وصف بأنه خصي فرعون ورئيس الشرط. 
تصف التوراة حال يوسف ومكانته الرفيعة بأن الرب كان معه وكان يكلل كل ما يصنع بالنجاح وهو ما جعل سيده (فوطيفار) يرضى عنه, وخدمه كذلك, فعينه وكيلا على بيته وعهد إليه بكل ما كان له, وبارك الرب بيت هذا السيد, المصري بسبب يوسف وحلّت البركة على كل شيء في البيت وفي الحفل فترك جميع شؤونه في يد يوسف.
تواصل التوراة: كان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر وهو ما جعل امرأة سيده ترفع عينيها إليه وتطلبه في فراش زوجها وسيده لاقتراف الفاحشة. قال لها يوسف: إن سيده دفع إليه بكل ما في بيته وكل ما له ولم يمسك عنه شيئًا غير امرأته, فكيف يصنع هذا الشر العظيم ويخطيء إلى الله؟ ولم يسمع لكلامها ولم يستجب لرغبتها.
المؤامرة في القرآن :
) لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ ﴿٧﴾ إِذ قالوا لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ ﴿٨﴾اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ ﴿٩﴾ قالَ قائِلٌ مِنهُم لا تَقتُلوا يوسُفَ وَأَلقوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلينَ ﴿١٠﴾ قالوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلى يوسُفَ وَإِنّا لَهُ لَناصِحونَ ﴿١١﴾ أَرسِلهُ مَعَنا غَدًا يَرتَع وَيَلعَب وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ ﴿١٢﴾ قالَ إِنّي لَيَحزُنُني أَن تَذهَبوا بِهِ وَأَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذِّئبُ وَأَنتُم عَنهُ غافِلونَ ﴿١٣﴾ قالوا لَئِن أَكَلَهُ الذِّئبُ وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنّا إِذًا لَخاسِرونَ ﴿١٤﴾ فَلَمّا ذَهَبوا بِهِ وَأَجمَعوا أَن يَجعَلوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ وَأَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هـذا وَهُم لا يَشعُرونَ ﴿١٥﴾ وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ ﴿١٦﴾ قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ ﴿١٧﴾ وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ ﴿١٨﴾ وَجاءَت سَيّارَةٌ فَأَرسَلوا وارِدَهُم فَأَدلى دَلوَهُ قالَ يا بُشرى هـذا غُلامٌ وَأَسَرّوهُ بِضاعَةً وَاللَّـهُ عَليمٌ بِما يَعمَلونَ ﴿١٩﴾ وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدودَةٍ وَكانوا فيهِ مِنَ الزّاهِدينَ ﴿٢٠﴾ وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمي مَثواهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَاللَّـهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴿٢١﴾ وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ ﴿٢٢﴾ وَراوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيتِها عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوابَ وَقالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ ﴿٢٣﴾)
وسيتطلب الأمر من القراء الأفاضل عقد مقارنة بين الروايتين التوراتية والقرآنية, إلى أن ننتهي منها بإذن الله. 
يتبع
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق