الأربعاء، 18 أبريل 2018

معجزة الإسراء والمعراج (في الفكر اليهودي)

ولماذا ينكرها اليهود في حين يصدّقون بصعود النبي إلياهو إلى السماء في مركبة تجرّها خيول ناريّّة؟
جاء بسفر الملوك الثاني:
(وَعِنْدَمَا أَزْمَعَ الرَّبُّ أَنْ يَنْقُلَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ، ذَهَبَ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ مِنَ الْجِلْجَالِ . . . وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَجَاذَبَانِ أَطْرَافَ الْحَدِيثِ، فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ تَجُرُّهَا خُيُولٌ نَارِيَّةٌ، نَقَلَتْ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.)
لماذا ينكر اليهود رحلة الإسراء والمعراج؟
ولماذا لم يعرج بمحمد صلى الله عليه وسلم من مكة؟
الجواب على السؤال الثاني: لأن فوق الأرض المباركة والمسجد الأقصى بابًا للعروج ! من هناك يبلغ أسباب السماء, ويخترقها بعد أن يأذن له الله. ويعزز هذه الحقيقة الرؤية التي رآها يعقوب عليه السلام والتي تُعرف برؤيا السلّم, ذكر فيها عبارة باب السماء":

10أَمَّا يَعْقُوبُ فَتَوَجَّهَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ نَحْوَ حَارَانَ، 11فَصَادَفَ مَوْضِعاً قَضَى فِيهِ لَيْلَتَهُ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، فَأَخَذَ بَعْضَ حِجَارَةِ الْمَوْضِعِ وَتَوَسَّدَهَا وَبَاتَ هُنَاكَ. 12وَرَأَى حُلْماً شَاهَدَ فِيهِ سُلَّماً قَائِمَةً عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَمَلاَئِكَةُ اللهِ تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهَا،. . . 17وَاعْتَرَاهُ خَوْفٌ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا سِوَى بَيْتِ اللهِ وَهَذَا هُوَ بَابُ السَّمَاءِ»!
ويذهب مفسرو النصّ التوراتي إلى أن السلّم في حلم يعقوب هو تعبير عن وسيلة اتصال بين السماء والأرض؛ بين الخالق والمخلوق!
وفي القرآن آية كريمة يذكر فيها أسباب السماء أي طرقها وأبوابها:
"أم لهم سلَّم يستمعون فيه"؟ أي مرقاة إلى الملأ الأعلى, فليأت مستمعهم بسلطان مبين أي فليأت, الذي يبلغ أبواب السموات ليصعد منها أو عن طريقها إلى السماء ليستمع لهم, بحجة ظاهرة على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال! . . وفيها إشارة إلى أبواب السماء.
وفي سفر الملوك, قصة صعود النبي إليا إلى السماء فنقرأ:
(وَعِنْدَمَا أَزْمَعَ الرَّبُّ أَنْ يَنْقُلَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ، ذَهَبَ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ مِنَ الْجِلْجَالِ . . . وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَجَاذَبَانِ أَطْرَافَ الْحَدِيثِ، فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ تَجُرُّهَا خُيُولٌ نَارِيَّةٌ، نَقَلَتْ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.)
أمامنا إذًا حدثين متشابهين الأول في اليهودية وهو صعود النبي إلياهو إلى السماء, والثاني هو عروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولا يعنينا – هنا – تفاصيل كل منهما, لكن سنتكلم عن وسيلة كل منهم.
فأما النبي إليا/إلياهو عليه السلم, فصعد كما ذكر النصّ التوراتي بواسطة مركبة تجرّها خيول نارية في عاصفة, وأمّا النبي صلى الله عليه وسلم فقد حمله دابة البراق التي وصفت سرعتها بأنها تضع حافرها عند منهتى بصرها!
وفي الحالتين فإن المقصود بالخيول النارية والعاصفة في حالة النبي الياهو, ودابة البراق, في حالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, هو أقصى ما يمكن للعقل البشري تخيّله آنذاك! وكان لابد من استخدام كائنات يعرفها الإنسان, في ذلك الزمن, وسوف لا نضرب مثالا بالصواريخ الحديثة التي صنعها الإنسان بقدرة الله أيضًا مع الفارق, أن قدرة الخالق غير محدودة ومطلقة ويجسّمها قوله تعالى : إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون"! فالضمير في (له) يعود على الشيء, والمفترض أنه لم يوجد بعد, فكأن الشيء وجد بمجرد إرادة الله كينونته فخاطبه بـ (كن) فكان!! سبحان الله
أما مسألة إنكار اليهود لرحلة الإسراء والمعراج فهذا يبدو طبيعيًا جدًا ماداموا ينكرون حتى نبوّة الرسول صلى الله عليه وسلم, ولم يعترفوا بالقرآن كله على انه وحي السماء ويرون أنه مقتبس من الكتاب المقدّس اليهودي!
بالضبط مثلما يعزى تحريم لحم الخنزير في القرآن إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم حين ادّعى أعداؤه أن السبب يرجع إلى أن الصحابة وجدوا النبي – حاشاه ذلك – وقد سكر حتى الثمالة وهو ملقى فاقد الوعي على كومة من القمامة والخنازير تشتم جسده! فلما أفاق أخبروه بذلك فقرر تحريم أكل لحم الخنزير! إلى هذا الحد بلغ الكراهية والكذب والنفاق!
وعن أبواب السماء, ومكتشفات العلم الحديثة التي سبقها القرآن الكريم بأكثر من 1400 سنة, يقول الباحث السوري الدكتور على كيالي:
سأخاطب مباشرة الاتحاد السوفييتي وهي دولة عظمى وأقول لهم:
إن بلادكم دولة العظمى ولكنها عندما تريد الذهاب الى الفضاء لماذا تذهب إلى جمهورية كازاخستان إلى مركز بايكانور بكازاخستان وهي قادرة على بناء قاعدة جوية فلماذا لم تطلع من الأراضي السوفييتية مباشرة والسماء مفتوحة أمامها وفي كل رحلة عليها أن تأخذ إذن من دولة أخرى وتدفع مائة مليون دولار عن كل رحلة فسوف يكون الرد: إن فوق الاتحاد السوفييتي لا يوجد باب السماء!
ويتابع حديثه قائلا: وإذا ما انتقلنا إلى أمريكا وهي دولة عظمى نلاحظ أن مركز إطلاق السفن الفضائية بجزيرة ميريت بالمحيط الأطلسي وغالبا ما يتأخر إطلاق المكوك لوجود العواصف الرعدية وتأخير الرحلة كما هو معلوم له تبعات مالية وإعادة حسابات فنقول لهم: عندكم صحراء نيفادا وهي صحراء تندر فيها الأمطار ولا يوجد فيها غيوم إطلاقا فسوف يكون الجواب: انه لا يوجد هناك باب إلى السماء وهنا سأقدم قرآني الذي يقول: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) بهذا العلم وبهذا الحوار العادي والمنطقي فأقول له: هناك آية في القرآن الكريم نزلت منذ اكثر من 1400 عام تقول إن السماء ليست فضاء مفتوح، ففي سورة النبأ (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) فالمنطق انه لا يوجد أحد يفتح باب داخل الفراغ فالسماء بالنسبة لنا هي فراغ، مشيرًا الى أن أول من اكتشف هذه الحقيقة هم الجن، حيث يقول الحق سبحانه: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا).. فالحرس يكون على الأبواب فهناك ما يسمى المطر الشهابي يضرب الأرض بحوالي عشرة آلاف نيزك في الساعة لكن بعض الأمور ليس فيها مطر شهبي وهذه تسمى ابواب لكن عليها حرس حتى لا يمر من خلالها الجن ومردة الشياطين، فعلى ارتفاع 80 كيلومترا من الأرض يبدأ المطر الشهابي.
واضاف قائلا: بناء على ما سبق فقد علقت على «قفزة فيلكس» والتي شاع انه قفزها من على ارتفاع 80 كيلومترا وذلك عبر لقاء معي من تلفزيون دبي فأكدت لهم ان ذلك ليس ممكنا ابدا حيث ان طبقات غلافنا الجوي (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) يصل الى ارتفاع اربعمائة كيلومتر وعلى ارتفاع ثمانين كيلومتر يبدأ الرجم الشهابي فهذا الرجل اذا وصل الى هناك لن يعود، فلما قابلته في دبي قال لي: ان القفزة كانت من ارتفاع اربعين كيلومترا وليس من ارتفاع ثمانين كيلومترا وقد اعترف بهذه الحقيقة.
. . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ويقول العلماء إن هناك 24 موقعًا فقط في العالم, حول الكرة الأرضية, يمكن من خلالها العروج الى السماء, ليس من بينها مكة!
وهذه المعلومات تعدّ تأكيدًا على حقيقة المعراج خاصة التي ينكرها كثيرون وتعدّ نصرًا مؤزرًا لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم, لأنه لا يتصرف بغير وحي الله وإلا من أين عرف أن فوق الأرض المباركة يوجد باب من أبواب السماء!
مع الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى لو أراد أن يفتح لنبيه الكريم أبوابًا في أي مكان من السماء, أو أراد نقل باب معين إلى مكة, لفعل ولكنها إرادته التي لا يحاسبه عليها مخلوق!
. . . . . . . . .
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق