********************************
بردس: هى تسمية لتوراة السرّ اليهودية, التي تهتم بما يسمَّى (أسرار اللاهوت), وهى تسمية قبَّالية. ويرجع استخدام هذا التعبير إلى قصة تلمودية "أربعة دخلوا البستان/الفردوس".
يحذر ابن ميمون : يجب ألا يدخل الفردوس إلا من امتلأ بطنه خبزًا ولحمًا"!
(يحكى أن أربعة حكماء كبار دخلوا للاشتغال بتوراة السرّ, واحد منهم فقط دخل بسلام وخرج بسلام. أما الآخرون فمات أحدهم, وجنّ آخر, وكفر الثالث, لم يسلم غير رابي عقيبا الذي دخل بسلام وخرج بسلام.
استخدمت أربع طرق للتأويل, يرمز إليها بحروف أربعة بَرْدِس بالعبرية (פרדס), التي تعني البستان/الفردوس, وهى من المفردات الفارسيَّة التي دخلت العبرية, وهى بدورها الحروف الأولى من كلمات أربع, هي على التوالي بيشاط (פשט : أي بسيط), بمعنى التفسير الحرفي الظاهري، ورِيميز (רמז : تلميحات/ خيال/ رمز), بمعنى التفسير المجازي/ الباطني, ودِرَاش (דרש : شرح/توضيح/تفسير/تأويل) وتعني الحواشي الوعظية, وسود (סוד : السرّ/الغموض), وتعني التعاليم الباطنية/وما وراء ظاهر النصّ.
وقد جمع المعلمون مخزونًا هائلا, من خلال تلك الطرق والمناهج, من الأفكار التي أسهمت في تكوين مادة الهاجاداه (الأجزاء غير التشريعية في التلمود).
من ذلك :
من سرق من لصّ فاحت منه رائحة السرقة. الصدقة ملح الثروة. الصمت سياج الحكمة . الإبل العجوزة تحمل جلود أبنائها. – عودان يابسان وعود أخضر يحترقوا جميعًا. إذا سرق الكاهن من الرب، فعند من نأخذ القسم؟ كل الصِبغات لن تبيِّض جناح الغراب الأسود - لا تلق حجرًا في البئر الذي شربت منه. واحسرتاه على الخبز الذي يعتبره خبازه سيء. الافتراء أفعى تلدغ في سوريا وتذبح في روما. تهرب الحمامة من النسر وتجد الأفعى في عشها- لا تفشي سرك فالحيطان لها أذان.
تلك الأمثال اليهودية وغيرها كثير هي أساسًا مقطوعات شعرية. بعض تلك الأمثال إما استعارات ذات تفاصيل مسهبة أو استعارات تتطرق إلى العبقرية الشعرية. فالأمثال المتجانسة لفظيًا والأقوال المأثورة للتلمود والمدراش غير واضحة إلى حد ما. ففي بعض الأحيان تتضمن التورية أو الخيال أو تعتمد على موائمتها للسجع. وفي بعض الأمثال التلمودية تجد شيئًا من السخرية. ولكن معظمها تظهر اتجاهًا إيجابيًا نحو الحياة.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغت والترجمة/جامعة الأزهر.
بردس: هى تسمية لتوراة السرّ اليهودية, التي تهتم بما يسمَّى (أسرار اللاهوت), وهى تسمية قبَّالية. ويرجع استخدام هذا التعبير إلى قصة تلمودية "أربعة دخلوا البستان/الفردوس".
يحذر ابن ميمون : يجب ألا يدخل الفردوس إلا من امتلأ بطنه خبزًا ولحمًا"!
(يحكى أن أربعة حكماء كبار دخلوا للاشتغال بتوراة السرّ, واحد منهم فقط دخل بسلام وخرج بسلام. أما الآخرون فمات أحدهم, وجنّ آخر, وكفر الثالث, لم يسلم غير رابي عقيبا الذي دخل بسلام وخرج بسلام.
استخدمت أربع طرق للتأويل, يرمز إليها بحروف أربعة بَرْدِس بالعبرية (פרדס), التي تعني البستان/الفردوس, وهى من المفردات الفارسيَّة التي دخلت العبرية, وهى بدورها الحروف الأولى من كلمات أربع, هي على التوالي بيشاط (פשט : أي بسيط), بمعنى التفسير الحرفي الظاهري، ورِيميز (רמז : تلميحات/ خيال/ رمز), بمعنى التفسير المجازي/ الباطني, ودِرَاش (דרש : شرح/توضيح/تفسير/تأويل) وتعني الحواشي الوعظية, وسود (סוד : السرّ/الغموض), وتعني التعاليم الباطنية/وما وراء ظاهر النصّ.
وقد جمع المعلمون مخزونًا هائلا, من خلال تلك الطرق والمناهج, من الأفكار التي أسهمت في تكوين مادة الهاجاداه (الأجزاء غير التشريعية في التلمود).
من ذلك :
من سرق من لصّ فاحت منه رائحة السرقة. الصدقة ملح الثروة. الصمت سياج الحكمة . الإبل العجوزة تحمل جلود أبنائها. – عودان يابسان وعود أخضر يحترقوا جميعًا. إذا سرق الكاهن من الرب، فعند من نأخذ القسم؟ كل الصِبغات لن تبيِّض جناح الغراب الأسود - لا تلق حجرًا في البئر الذي شربت منه. واحسرتاه على الخبز الذي يعتبره خبازه سيء. الافتراء أفعى تلدغ في سوريا وتذبح في روما. تهرب الحمامة من النسر وتجد الأفعى في عشها- لا تفشي سرك فالحيطان لها أذان.
تلك الأمثال اليهودية وغيرها كثير هي أساسًا مقطوعات شعرية. بعض تلك الأمثال إما استعارات ذات تفاصيل مسهبة أو استعارات تتطرق إلى العبقرية الشعرية. فالأمثال المتجانسة لفظيًا والأقوال المأثورة للتلمود والمدراش غير واضحة إلى حد ما. ففي بعض الأحيان تتضمن التورية أو الخيال أو تعتمد على موائمتها للسجع. وفي بعض الأمثال التلمودية تجد شيئًا من السخرية. ولكن معظمها تظهر اتجاهًا إيجابيًا نحو الحياة.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغت والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق